مواطن يتألم

mainThumb

05-02-2012 02:31 PM

  لقد ذهلت مما سمعت وقرأت كما هم جميع الشرفاء من أبناء وطننا الغالي الذي طالما أحببناه وسنظل كذلك إلى أن نموت فيه أعزاء كرماء شرفاء وأني لأدعي أني واحد ممن يسمون الأغلبية الصامتة أو جنود مجهولون نقدم الخدمة لهذا الوطن بإخلاص وصمت ودون تكلف ومن غير نفاق أو رياء لأن الإخلاص طبيعة متجذرة فينا وتجري بعروقنا مجرى الدم ويحق لنا أن نتساءل باستهجان شديد عما يجري حولنا فكل يوم نكتشف ما يضاف من فاسدين جدد تسلموا مناصب ومواقع حساسة في كثير من مفاصل الدولة وهؤلاء الأشخاص ممن كانوا ينظرون علينا ويزايدون علينا بالولاء والإخلاص لهذا البلد ومليكه بل كانوا يظنون أن البلد هي بلدهم وحدهم وأن الملك لهم وحدهم وما عداهم فهم خونة ولصوص ولا يحق للآخرين أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه فهم وحدهم أصحاب المؤهلات الفريدة من نوعها .

ولقد آن الأوان للأغلبية الصامتة المخلصة أن ترفع صوتها عاليا لتشد أزر الحكومة الرشيدة التي اختارها جلالة الملك لهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلدنا وقد أحسن الإختيار حقيقة ليس هذا نفاقا كنفاق اللصوص وإنما لكي ندعم ولو معنويا على الأقل كل جهد مخلص في مكافحة الفساد والمفسدين والذي ينادي به كل مواطن مخلص وشريف نهبت مكتسبات وثروات وطنه بل حطمت آمال تطوره وازدهاره من قبل اؤلئك اللصوص المجرمين بحق الوطن والمواطن ولنا أن نتساءل كيف وصل الفاسدون الى مواقعهم تلك هل تدرجوا كغيرهم على السلم الوظيفي أم أنهم تجاوزوا الصعود على السلم عدة درجات وما هي مؤهلات وصولهم لا شك أن من أهم مؤهلاتهم التزلف والنفاق فمن كثرة ما يتزلفون يصدقون أنفسهم أولا ثم ينخدع بهم غيرهم وكانوا ويا للأسف ـ حاميها حراميها ـ أم أن من مؤهلاتهم إنتمائهم لجهة أو عشيرة ولنا أن نتساءل أيضا كيف للمواطن بعد هذا الفساد والكم الكبير من الفاسدين ومن يستتر بعد منهم في الظل أن يثق بالمسؤولين حتى الشرفاء منهم فلم نعد نميز كثيرا بين هؤلاء وأؤلئك كيف لا وعلى مستوى امتحان الثانوية العامة تخشى الدولة من فقدان الثقة الدولية بشهادة الثانوية العامة الأردنية إذا سرقت ورقة إمتحان واحدة لمبحث معين فكيف موقفنا كمواطنين إزاء سرقة الملايين بل المليارات من الدنانير من خزينة الدولة وهنالك العديد من التساؤلات التي لا حدود لها .

وختاما إن ما يهم المواطن الأردني محاسبة الفاسدين أينما كانت مواقعهم دون محاباة لأحد ودون خوف أو خجل من أحد وليس هذا فحسب بل أستعادة الأموال المنهوبة لكي يطمئن المواطن على مكتسبات وطنه ومستقبله ويستعيد الثقة المفقودة بمسؤوليه وما يعدوا به مستقبلا في شتى مواقعهم ولكي يكون ذلك عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالمال العام وأن لا أحد فوق القانون بعد الآن .       


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد