ما اسميتموه ربيعاً

ما اسميتموه ربيعاً

23-02-2012 11:24 PM

ما أسميتموه ربيعاً قد عشنا و نعيش حالياً ما عزمنا على تسميته بالربيع العربي، و أي ربيع هذا ما تلطّخ بالدماء، ربيع تربع فيه لون الشهداء. 

قد بدأت تلك الثورات لحظة اشتعال النار في جسد بوعزيزي الذي ودّع هذه الحياة من بين دخان و لهيب، و انطفأت نيران الغضب في جسده لتشعل قلوباً و أذهاناً كانت عاطلة عن العمل لتُخرج بدورها أمماً و شعوباً تجرعت من الظلم ما لن تستطع تحمله مجددًا، و تخرج مطالبة بإسقاط نظام و رئيس، و استمرّت تلك التظاهرات أيامًا و شهورًا إلى حين سماع مطالبهم و الإيمان بحقوقها التي لن يستطيع أحد إنكارها أو نكران ما تحمّلته هذه الشعوب ذات الحقوق المهضومة. 

و بعد تلك التظاهرات و سقوط عدة رؤساء، بدأت نار الفتنة تشتعل بين تلك الشعوب نفسها و التي تعاهدت من قبل على أنّ أحدًا لن يستطيع تفريق كلمتها، و بدأت الفوضى تسود الشوارع و المدن، فأي انتصار هذا ما ظنّوا أنهم مواقعوه؟ و لم تتوقف ثوراتهم على تظاهرات و ما تبعها من فوضىً و غيرها بل تبعها ظلم و تنكيل، و عدم السماح برفض الواقع الراهن على سوءه، و في هذا الموضوع لا أجد سوى سوريا و شعبها لأضعه مثالاً يتكلم عن واقع مرير، واقع ممزوج بالحرقة، فصبرًا يا شعبًا قد واجه الموت بقلب تعتصره الرغبة بالحرية ، و عذرًا بوعزيزي فما هذا الذي أوصلتنا إليه نيرانك ؟ 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد