على الرغم من كل ما أمرنا بة ديننا الحنيف من لزوم الطاعة وواجب العناية بالوالدين عامة وعند كبر أحدهما أو كليهما خاصة , على الرغم من ذلك الا أن هناك مشكلة تتفاقم شيئا فشيئا مع الازدياد المضطرد في الاعمار للذكور واكثر قليلا للاناث ,مشكلة وعبء ثقيل على كاهل المجتمع ولكن لا أحد يريد الكلام عنه ويقابل بالصمت حينا وبالانكار أحيانا وبالتعامي عنة أحايين كثيرة تحاشيا للاحراج والاعتراف بالتقصير من قبل الناس والجهات المسؤولة سواء بسواء.
انني على ثقة تامة بضرورة فتح هذا الملف الذي يمثل أحد وجوة الفساد الاجتماعي والذي هو مسؤولية مشتركة ما بين الاهالي من جهة ,والجهات الرسمية (الشؤون الاجتماعية والاوقاف ووزارة الصحة) والجمعيات الخيرية من جهة أخرى.
أن المسنين والعناية بهم مسؤولية غاية بالاهمية لما لها من معان دينية وانسانية واجتماعية ولما لها من معان الزامية وقدرية ,فمن هو شاب قوي الآن سرعان ما سوف يصبح ضعيفا يحتاج للمساعدة ممن حولة من الابناء والبنات والشيخوخة تعني وهن في العظام والعضلات وتآكل في المفاصل وضعف في البصر والسمع ومحدودية في القدرة على الحركة وخدمة الذات مع ما يصاحب ذلك من ضعف في الذاكرة ومستوى الاستيعاب الذي ينجم عن الضمور في المراكز الدماغية ,هذا بالاضافة للامراض الشائعة الكثيرة من ارتفاع الضغط ومرض السكري وتصلب شرايين القلب والدماغ والاطراف واعتلال الكلى وهشاشة العظام وضعف الشهية وسوء التغذية.
كل هذا يشكل تحديا في الاسرة وحمل ثقيل على كاهل المراكز الصحية والمستشفيات التي هي أصلا تنوء بحمل الاعداد الغفيرة من المرضى غير المسنين . فالمراكز الصحية عامة والمستشفيات خاصة ليست مخصصة للعناية بالمسنين , والدول المتحضرة تخصص للمسنين مراكز خاصة بعيدا عن المستشفيات المخصصة لعامة الناس حيث توفر لهم العيش الكريم من رعاية صحية وسكن نظيف وتغذية مناسبة وأشكال متعددة من الترفية والمطالعة والتواصل مع أقرانهم .
كثير ممن سوف يقرؤون كلامي هذا لن يعجبهم ,وسوف يقابل بالرفض والاستنكاربل والاستهجان ,ولكنني أود قبل انفعالاتهم ان أوجة لهم بعض الاسئلة آملا ان يجيبوا ضمائرهم لا ان يجيبوني : أليست بيوت المسنين أفضل ألف مرة للكبير من أن يحضرهذا الى المستشفى بحالة من سوء التغذية والجفاف بسبب قلة ما يتلقاة الكبير من الطعام والشراب عند ذوية, وقلة النظافة في البدن واللباس وعدم اعطاءة أدويتة المقررة من قبل الطبيب , أليس من المحزن ان يرفض ذووة وباستخدامهم شتى الذرائع اخراجة من المستشفى بل ويرفض هو ذاتة مغادرة المستشفى الذي يرى فية اكثر رعاية وعناية وتغذية وانتظام في تناول العلاجات والوجبات ووفرة في الدفىء في برد الشتاء من الامكنة التي يعيش فيها ,أليس من المحزن ان أفراد الاسرة أكثرهم لا يعرفون عن أمراض كبيرهم ذكرا كان أم أنثى شيئا ولا عن علاجاتهم ومواعيدها ,بل أليس من المعيب ان يصل الحال لدرجة ان يعطي ذوي المريض رقم للهاتف غير صحيح وعنوان وهمي حتى يصبح من المستحيل اخراجة من المستشفى.
أقول ذلك والالم يعتصرني ,اين نحن واسلامنا الحنيف ,أين نحن والمشاعر الانسانية النبيلة. ندعي تماسك الاسرة نباهي بها المجتمع الغربي وأسرة المفككة, ندعي صلة الارحام ونترك مسنينا للاهمال ونسمعهم وهم يدعون الله سرا وجهرا ليل نهار ان يقرب آجالهم للخلاص واراحة والاولاد والبنات من حملهم الثقيل, ندعي الشهامة والمروءة والكرم واغاثة الملهوف ,ندعي الاسلام ولكن هيهات هيهات.