قبل مرور عام على انطلاق الثورة السوربة تعيد لنا ذكرياتنا تلك حادثة الصبية وكتباتهم الشهيرة على الجدران وهي (جاك الدور يا دكتور) والتي اشعلت شرارة الثورة السورية ,فهذه الكلمات من صبية لم يصلوا الى سن الرشد بالتأكيد كلها براءة وكان المفروض في حينها ان تعالج بكل الحكمة والتريث وحتى تؤخذ بالدعابة , لكن على العكس من ذلك تم معالجتها من قبل عناصر النظام الحاكم بكل عنجهية وعنف ظنا منهم ان هذا العنف والذي مورس بالسابق واعطى ثماره ان ياتي بنفس الثمار, لكن جهل هؤلاء بالامور وبالزمن وبالتوقيت وبالظروف وبتكنولوجيا الانترنت والتي كلها ليست هي كما كان الحال في حماة هذا اولا واما ثانيا وهو الاخطر والذي قلب الطاولة على رؤوسهم انهم تناسوا ان هذه العبارات صدرت من صبية هم ابناء من كانوا ولا زال البعض منهم يشكلون قاعدة من قواعد النظام وهم محسوبين عليه فكلنا نعرف ان العديد من اركان النظام هم من منطقة درعا, وهم من دعموه ضد الانتفاضة السابقة , لذلك جاء الرد عنيفا من قبلهم وتطورت الامور الى ما وصلت اليه الان.
يا سيادة الرئيس في بداية هذه الازمة وعندما كانت شرارتها فقط محصورة بدرعا خاطبناك وطلبنا منك سرعة معالجة ومواجهة هذه الازمة من خلال زيارة الى بيوت الامهات الثكلى ومحاولة لملمة الموضوع وتعزيتهم وتلمس شكواهم حتى لو كان بها نوع من التجريح او حتى التطاول عليك وعلى نظامك فكنا نتوقع سعة صدرك وحلمك وحتى تواضعك بالاعتذار منهم لو تطلب الامر وكان الامل كبيرا معقودا على ذلك الشاب القائد الثوري والذي عودنا كيف يصول ويجول بالمؤتمرات العربية ويرسل النصائح للقادة العرب الذين هم ربما بعمر ابيه فكيف اذا كان الامر متعلق به هو شخصيا؟ فهل يعقل ان لا يجد الحل لهذه المشكلة ؟,وللأسف كان الرد المخيب لنا جميعا من خلال الهجوم على درعا وظهور الصور المقيتة والتي يظهر بها اخاك ماهر وبعض من اعوانه بين جثث من تم تصفيتهم وكانت اول مسمار في نعش نظامكم
يا سيادة الرئيس ان الجماعات المسلحة والتي تدعون انها جاءت ومولت وسلحت من جهات خارجية ليست مقصورة على الخارج وانما هناك كذلك جماعت مسلحة اوجدتموها انتم من خلال الامعان بالقتل والاهانة والاذلال الذ تمارسه عصابات الجيش والامن والشبيحة, فالفضل الاول والاخير لوجود هذه الجماعت المسلحة يعود لهذه العصابات والتي تحسب للاسف عليكم والتي ضللنكم وابعدتكم عن معرفة حقيقة المشكلة في بداياتها , فانتم الاكثر معرفة بالمتربصين بكم من اعدائكم والذين ينتظرون اعطائهم اية فرصة لتهريب السلاح والمال والرجال لللانقضاض عليكم وها انتم اعطيتموهم هذه الفرصة بالانقضاض على درعا والتي تعتبر من المؤيدين والداعمين لكم بالسابق فخسرتموها لا بل واوجدتم اول موطيء قدم لتهريب السلاح والرجال للدفاع عن شرفهم وكرامتهم التي انتهكها اخاك واعوانه دون رحمة, ثم انطلقت هذه الجماعات المسلحة الى ريف دمشق وجسر الشغور والزبداني للتستقر بحمص ليننغراد الجديدة هكذا يسمونها من الذين كانوا ينتظرون الفرصة لوضع اياديهم حول رقبتك وقد وصلوها بايدي من تثقون بهم والاقرب لكم , ولما لا وهم يتهمونك ليل نهار ا سرا وعلانية على انك وراء اغتيال ابائهم وابنائهم واخوتهم فماذا كنت تنتظر منهم غير ذلك ,والمصيبة ان الشعب السوري المسكين والذي هو شعبك يدفع ثمن هذه الفاتورة الان من دم ابنائه .
يا سيادة الرئيس اننا نستغرب عندما يقوم افراد من نظامك ويتهموا الدول المجاورة بتهريب السلاح الى سوريا وكأن الامر يحتاج الى تتدخل هذه الدول بادخال السلاح , نقول لك يا سيادة الرئيس لا والف فالبعض من شعبك للاسف بعد ان اوصلته من خلال التسلط والظلم وسلب الكرامة الانسانية ونشرالفساد الى مد اليد لاخذ الرشوة وادخال اي شيء بالمال الى سوريا ,وكل زائر سابق الى سوريا عبر هذه المعابر الجدودية يعرف تسعيرة المرور السريع ودون ادنى تفتيش فقط بمئة ليرة سورية وليس دولار تقطع هذه الحدود بدقائق , هؤلاء الاشخاص الموجودون عند الحدود يستلمون جوازك والذي طبعا محشوا بالمئة ليرة سورية ويطلبوا منك وعلى اعين كل المسافرين ان تقود سيارتك وتخرج الى الخارج ثم يأتون لك بالجوز و كل ما يتطلب من دخول لسوريا , والكل يعرف ان هذه المركز الحدودية وظائفها تحتاج الى خلوات عالية للحصول عليها وعلى فكرة هكذا يخبرونك هؤلاء الاشخاص عندما تسألهم لماذا ادفع هذا المبلغ اي انه ليس سرا , والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: من يضمن ماذا تحمل بعض السيارات ؟ وما دامت الفلوس هي التي تتحكم بمرور الاشخاص والسيارات الى داخل سوريا فما الذي يمنع من تهريب الاسلحة وحتى الاشخاص ؟ ان الاخترقات الامنية السابقة وما حصل من اغتيالات على الساحة السورية هو بسبب هذا الفساد وهذه الرشوات وليس بسبب الدول المجاورة يا سيادة الرئيس فبدل اتهام هذه الدول ونحن هنا لا ندافع ولا نؤكد او ننفي مثل هذه الاتهامات كان الاحرى بكم ان تضبطوا الاشخاص على هذه المعابر وتحسنوا من المستوى المعيشي للفرد السوري والسماع لمطالبه لانها الضامن الوحيد حتى لا يتم اختراق امنكم الوطني.
يا سيادة الرئيس ان الدم لا يولد الا الدم والقتل كذلك يولد القتل واعتقد ان لديك من الامثلة الجيدة فعندما انقلب المورانة على اباك بعد ان ساندهم ضد ما كان يسمى انذاك بالاحزاب التقدمية والمقاومة والوطنية وما الى ذلك من مسميات وذهب بشير الجميل لعقد صفقات واتفاقات مع الكيان الصهيوني كان الرد ,التخلص منه وحادث التفجير لبشير الجميل واغتياله و تصفيته واتهام اباك في حينها انه كان وراء كل هذه الاحداث و ما تلاها , فماذا حصل بعد ذلك ؟ هل سكتت الكتائب وال الجميل ؟ كان ردهم قاسي جدا على والدك , لقد اغتالو و صفوا اخاك باسل والذي تم اغتياله بلبنان كما تقول الاخبار التي سربت حينها على الرغم من النظام بسوريا ادعى انه حادث على طريق المطار وللحق هذا يحسب لوالدك على انه كان داهية في امتصاص الصدمات وكيفية التعامل معها ,لقد حرقوا قلب اباك عليه لما كان لباسل من وزن ومحبة في قلب اباك لدرجة ان البعض يذهب ليقول ان قوة هذا الحدث هي سبب في موت اباك , ما نريد قوله ان هذه نتيجة حتمية لاي قتل والقول المأثور يقول بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
اخيرا يا سيادة الرئيس حتى لو صفيت كل المناهضين لك و عاد الامر واستقر لك فهل تظن انك بعد كل هذه الدماء والدمار ستكون مرتاحا في حكمك؟ وهل ستكون انت وعائلتك في مأمن كما كنت سابقا تتنفس الهواء الحر و تتنقل بحرية في جميع ارجاء سوريا انت وعائلتك؟ هل ستنسى الام الثكلى اولادها ؟ هل سينسى الاخ المثكول اخاه؟ هل سينسى الاب المثكول ابنائه ؟ بالتأكيد لا والف لا يا سيادة الرئيس , لذلك لم تعد سوريا امنة لك ولعائلتك كما كانت وانا متأكد انك تدرك هذا جيدا لذلك اننا ننصحك وبكل صدق وامانة ان الفرصة والتي قدمت لك ولعائلتك من قبل مؤتمر تونس وبالذات من الرئيس التونسي وحتى بعض اركان المعارضة فرصة لا تعوض مطلقا فاغتنمها لانها طوق نجاة لك ولاسرتك بالذات فارحل يا سيادة الرئيس ان لم يكن لاجلك فمن اجل اسرتك ,لان البديل الاخر بيد المثكولين من الاباء والامهات والاخوة والاخوات والذين لن ينسوا احبتهم الذين فارقوهم فستطالك اياديهم انت واسرتك قصر الزمان ام طال فارحل وارحنا المزيد من الدماء, فهل تحكم العقل وتفعلها؟.