عذرًا معلمي

عذرًا معلمي

02-03-2012 12:45 AM

.... وفي لحظة صمت أجد نفسي وقد حامت حولي تساؤلات عديدة كانت تدور حول ما قاله الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، لكن وا أسفاه على معلمينا في هذا الوطن الذين لم ينالوا التبجيل والاحترام ولا حتى مراعاة ظروف و معاناة من كان قدره أن يطلق عليه معلما، فبات في أعين الناس ليس سوى حفنة ملح أذابها الزمن... وقد يخالفني كثر في هذه السطور التي مضت ويقول لي مهلا فالمعلم في هذا الوطن ارتقى إلى كل مظاهر الرقي و الدعم المادي الذي يغنيه عن السؤال وعلامات الخجل التي تحيط به من كل حدب و صوب عندما يدخل أحد البيوت ليكمل نصف دينه و يُسأل عن عمله، وعندما يحاصره الخجل وهو يجيب ، وتلك نتيجة حتمية للمعلم المتميز بالشعارات لا على أرض الواقع.

 عذرا معلمي فقد تلقيت صدمة عنيفة لحظة رميك بالتهم التي قد كنت بريئا منها من قِبل أولياء الأمور الذين تطلّعوا إلى المطالبة بحقك وكأنه من سفاسف الأمور، بدلا من تبجيلك، وأخذوا بكيل التهم إليك و المزاودة على الولاء والانتماء لهذا البلد، و قد كنت خير من علمنا هذا الولاء والانتماء، فالمشكلة لم تعد بتوجيه الأبناء بل بتوجيه الآباء الذين استباحوا قذف المعلم على مرأىً من أعين أبنائهم والذين قد كانوا جيلا هشا لولا معلما قد زرع فيهم أن العلم لا يكون إلا لرفعة وطن قد عشت فيه. 

كيف لا أقول هذا و قد قيل : من علمني حرفًا كنت له عبدًا ، كما استميحك عذرا مرة أخرى فقد وصل الأمر بأن يحرّم عليك المطالبة بحقك و الذي قد كان مكفولا لك بإرادة هاشمية. 

وفي النهاية يا معلميّ صبرا فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، فمن كان وريثا للنبي يوما لن يضيع حقه أبدا ومن تتبوأ به الأمم قمم ازدهارها ونضوجها لا يعقل أن يضيع حقه ولو أهمل لفترة، فنحن نتطلع إلى رفع نسبة المكرمة الملكية الضئيلة لأبناء المعلمين، وما الضير في ذلك؟ فقد ثقل كاهل المعلم بالأقساط الجامعية التي يدفعها، فمعلمًا قد أفنى عمره في تعليم أبناء الوطن ألا يستحق من الوطن رد ذلك بتعليم أبناءه؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد