الحقوق الموروثة والحقوق المكتسبة وفك الارتباط

mainThumb

06-03-2012 11:43 AM

بعد نكبة 1948 وضياع الجزء الاكبر من فلسطين التجأ الجزء الاكبر من الفلسطينيين الى الاردن والتجأت اعداد اخرى كبيرة الى سوريا ولبنان... وبعد ان اعلنت الوحدة الاندماجية بين الضفتين سنة 1950 اصبح الفلسطينيون يتحركون في الاردن بحقوق مواطنة كاملة بما فيها الحقوق السياسية واصبحوا جزءا رئيسا من مكونات الهوية الاردنية في شكلها الجديد بعد الوحدة... بينما اصبح الفلسطينيون يتحركون تحت مسمى لاجئين في سوريا ولبنان وغيرها وفقا للقانون الدولي... ونتيجة لكل ذلك لم يعد هناك هوية او كيانا سياسيا خاصا بالفلسطينيين... الفلسطينيون في الاردن وفي اي مكان آخر يتواجدون فيه لديهم حقوقا موروثة من فلسطين بحكم اصلهم وبحكم ما جرى من احتلال لفلسطين... هذه الحقوق لاتزول بالتقادم ولايملك احد التنازل عنه نيابة عن الفلسطينيين... ولا يجوز لاحد ان يمثل احد او ينطق باسمه... فكل شخص يتصرف بحقوقه منفردا لانها حقوق مادية بارض وباملاك موروثة من الاجداد كابرا عن كابر.... وتشمل هذه الحقوق أيضا حقوق الفلسطينيين بالتمثيل الكامل في كافة المجالس والهيئات الفلسطينية في اي مكان داخل فلسطين وخارجها بما يمكنهم من مواجهة الخطر الصهيوني الذي هو في حالة صراع دائم مع كل ماهو فلسطيني...


الفلسطينيون في الاردن لهم ايضا حقوقا جديدة مكتسبة بحكم الوحدة مع الضفة الشرقية سنة 1950... وهي الحقوق التي يمنحها القانون الاردني لكل الاردنيين... ومنها الجنسية وجواز السفر وسائر الحقوق الاخرى التي يتمتع بها المواطن الاردني في الاردن من تملك وعمل ومشاركة بالهيئات والمجالس الاردنية وحقوقا سياسية لانهم اصبحوا مواطنين اردنيين... وهكذا فهم يملكون حق العودة وحق تقرير المصير وهي حقوقا موروثة لا تسقط بالتقادم ولا تزول بقرار من اي كان... وحقوقا مكتسبة بفضل الوحدة بين الضفتين... هذا الوضع يشبه وضع الاف الاردنيين الذين حصلوا على حقوق وامتيازات في امريكا بحكم استحقاقهم للجنسية الامريكية... مع احتفاظهم بحقوقهم الموروثة ... ذلك انهم ايضا اردنيون وان لهم حقوقا في الاردن كسائر الاردنيين... فالحقوق الموروثة لا تنتهي ولا تزول نتيجة اكتساب الشخص حقوقا جديدة... الا اذا تنازل صاحب الشان عنها باختياره...


استمر تمتع الفلسطينيون في الاردن بالحقوق المكتسبة الى ان صدر قرار فك الارتباط سنة 1988 الذي انهى منح حقوق المواطنة الكاملة لابناء الضفة الغربية وقطاع غزة لانهم اصبحوا الان مواطنين في الكيان الجديد الذي هو السلطة الفلسطينية... في ظل ذلك فان ابناء الضفة الغربية وقطاع غزة اصبحوا من الناحية السياسية هم الكيان الفلسطيني الجديد الحامل للهوية الفلسطينية وفقا للقانون الدولي... لذلك فاننا عندما نطالب بحصر حقوق ابناء الضفة والقطاع المقيمين في الاردن والحاصلين على الجنسية الاردنية بعد فك الارتباط بالحقوق المدنية وعدم اعطاءهم حقوقا سياسية فنحن بذلك ندعم الكيان السياسي الفلسطيني ... فلا يعقل ان يكون هناك كيان سياسي بلا شعب... وفي نفس الوقت نعين ابناء شعبنا في التقليل من معاناة الاحتلال في حياتهم اليومية من خلال تمتعهم بحق الاقامة في الاردن... من هنا فانني اؤمن بان هذا الخيار اذا طبق رسميا من قبل الدولة الاردنية فان فيه مصلحة للكيان الفلسطيني ودعمه ... كما ان هذا يلغي اي مبرر لسحب جنسيات من ابناء الضفة والقطاع وانما تعريف لتلك الجنسيات على انها تعني اقامة دائمة تتجدد كل 10 سنوات بحقوق العمل والتملك ولكن دون حقوق سياسية... بهذا نكون قد تجاوزنا اشكالية فك الارتباط وحافظنا على الوحدة بين مكونات شعبنا وعززنا الهوية الفلسطينية في مواجهتها لاطماع اسرائيل ... والله من وراء القصد...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد