سيدي ..
أكتب لك رسالة من خطاب دار في عقلي.. أكتب لك وأنا هائمة بين سطور لم أتمكن من إحتلال ميادينها ببضعة أحرف... ببضع عاطفة هربت إلى لا مكان.
أكتب لك وأنت تتساءل من هذه المرأة! فبينما أُخِطّ رسالتي.. رؤى ترتسم على صفحات خطابي لك، فلم أنجح في رسم التعجب والتساؤل في مقلتيك، رغم هذا سأنثر أحر في الضائعة كضياع قوم موسى فـ لعلني أجد الشفاء من عالم فقد النقاء،، لعلني أرى حضور الشمس في رسالتي لك يا
سيدي...
فلم أعد أنتبه للوقت، والبشر ما عادوا بشراً.. حين أكون في مدنهم وحدائقهم أرفع صوتي الداخلي، ليعلو كراية حرب متيقنة من قتل ما يدورحولي بصمت، كسمفونية أترصد أثار طريق عودتها إلى أوتار رائحتك على غيتار تجول معي في جولة بيع العالم فيها.. ومع هذا يلومونني على منديل تشاجر مع نوتات مشيتي وبجانبها إسم قد إختلقه عقلي ليصف ما يخلو بسمائي..
يا سيدي..
تشوهت ملامحي بصمتك البعيد، كأنك تراني على مسرح أمثل مشهداً وفي ملامحي أنثى غريبة، فأتلو السطور التي حفظتها لعل صمتك يرتد معنفاً، فأستجدي عند آخر حرف.. حضورك.. دون رحمة يا سيدي، أخاف عندها أقول ما لدي من رسائل وخطابات فأخشى أن تحترق السماء وتتلاشى مذكرات سمفونية ملاك، أخاف إن فعلت.. تأخذ مني كل شيئ حميته في حجرتي... فكان خوفي الأكبر من قدوم هذا الشتاء، من أن يأتي ويبقى تساؤلي مجهولاً، فكنت أخرج تحت معطف الشتاء وأجلس بين هذا الرصيف وذاك، حتى رُسِم ما يعلو جسدي على صور تبعثرت بضجيج السيارات، فكم من مرة تزعزت رغبة إحياء النَفَس بداخلي!! كأنني يا سيدي بت وجهاً متمرداً على إحدى تلك الفتيات المفقودات، للحظة كدت أن أصدق بأنني هنّ وأنهن كومة من رسومات لاقت نجاحها بعد رحيل رسّامها.. فقد أُلقييَ الثناء يوما على مسرّة ملامح ما تحمله تلك الروح..
سيدي أخاطبك لوهلة ولوهلة أخرى أشعر بأن ما بداخلي تسرب إلى واقع ملموس على غفلة من يقظة حلم.. سيدي فقد أصبح عالمي خفياً بين المرايا ولم أعد بحاجة لأدرك من هي المرأة التي ما زالت تبحث عن نفسها بك بعد شتاء أحلّ متاخراً من هذه الليلة..
دعني ألتقط أنفاسي، فـ ليلة كهذه أزعجت السطور ورسالتي هذه أقلقت ما يحتويني...
سيدي بالرغم أن رسالتي مبعثرة ولربما خط يدي سيئاً يترنح بين قيد وبين غلاف لمدونةٍ دون ذاكرة، فأنا أكتب ورصاصة الحروب تحت أوراقي ، وخارج حجرتي أصوات المطر والرياح تعلو من على نافذتي وشرفتي، فلا تنزعج يا سيدي من تلك الصور التشبيهية التي لا أدرك إن كانت أم ما زالت، فإنني أكتب وأنا متمردة على موتي وعلى سطوري، فلا تنزعج يا سيدي... فلا أريد أن أستهل سيفي بعد أن سكنت بنفسي السكينة والسلام لهذا العام، فقد رسمت سيافاً ليحمل عني بعضاً من تفاصيلي وأسخف الأسماء التي مررت بها سيدي..
فإن نزعت عني تلك الثلوج وإن سحقت تلك المرايا فإنني أحارب لقضية خاسرة، فرغم أن هناك إمرأة حررت نفسها من الوقت وأطلقها، فقتلها الحلم يا سيدي وإمرأة أخرى إصطادت الوقت إعتقاداً أن العمر بحراً يتسع للكثير قبل أن يندثر فأحرق جثتها ظناً منها أن الوقت عدواً لها.. معذرة سيدي ،
سطوري مضطربة..قلقة.. فإنني على مهلٍ أكشف عن حماقاتي ومشاعري في يوم ممطر وغائم.. ف لي مع المطر حكاية تبدأ دوماً من تلك النافذة وتنتهي في فنجان قهوتي، عجباً يا سيدي فرغم يقيني من أنني أنتقل بذاكرتي كمن ينفض الغبارعن صحيفة بالية فوق مقعد مهجور إلا أنني وبحمق الأنثى أثرت أن أبدأ معك وأكتب لك من دفع الفضول نحوك، حيث اللا شيء إعتاد من أن يمسك ضباب ملامحي.. فأسخف ما أفكر به أنك قابلت نساء العالم ولم أتمكن من لقاءك سيدي، وأسخف ما في الأمر أنني أمتلك داخلك بغياب رغبة يائسة، وأنا أدعوك إلى أن تكرهني بأفعالي المقصودة، فلا تسألني لما، فلكل أنثى رواية ولأنوثتي رواية تجلّت على ملامحي... فما إخترتك طوعاً لنفسي وما إخترت خاتم الوحدة طوعاً.. سيدي أجثو على ركبتي لأتلو لنفسي ما حلّ بي فمعذرة إن كنت قد كسرت مخيلتي أمامك، فأخطو خطوة صغيرة في ما أفكر به بأنّ نساء العالم قد دونوا أسمائهم على رايتك.. فوالله هذا العقل وهذا الجسد رفضك بشدة فما إخترتك طوعا يا غريب بالرغم أنني تمردت على رصاصة أحلّت بدمائي، فذاكرتي مكتظة بعناوين صحف ذكرت بعض الأخبار عنك وأنكرت همومي..
فهذا خطاب يا سيدي من إمرأة وفي وجهها أنثى غريبة لا تشبهني، وفي ملامحها ذاكرة مجهولة لا تنتمي إلي، وفي رواياتها حماقات نزعت أصفادها التي..وعلى غيتارها رسمة تشبهني... فالحياة يا سيدي أخرست ما بداخلي إلا النبض لم تستطع الوصول إليه، بحاجة لأعوام لأرمم ما تهدم من صورة "الرجل المستحيل" وما تهدم بداخلي... فلا تقل أنني إمرأة سطحية، بلهاء أو مجنونة فأنا إمرأة أجمعت تضاريس السماء في مخيلتها هربا إليك ك منقذٍ وك مناجيةٍ.
(أعطني بعضاً من الدقائق لأجفف ما هرب من داخلي..).... هذياني وترنح تفاصيلي تتفانى في فقد رغبة الكتابة، بيد أنني هنا أسأل نفسي متحاذقة فتغيب عني معركتي تارة وأدعي التفكير في أثار أنثى أرهقها الزمن، ففكرة الإختلاء بذاكرتي ترعش جسدي كالأماكن الخالية سيدي.
تملكتني بضع دقائق لأسافر وحيدة، فأشتهي أن أرى الغد ببلورات بين يديك من دون تشوه، فكم رسمت " طريق جنيفا" على شارع يأخذني إلى الامكان... لوحة ثلاثية الأبعاد لعهد لم أبلغ به لحاجة على المسرح، فكنت عليه غير مرئية وكنت أنت الساعة التى رددت نوتات بيانو خلال مشاهد على ذلك الطريق..
يا سيدي هذا خطاب ربما لتعتبره من إمرأة حمقاء وبلهاء وربما تعتقده كما يظّن البعض من طفلة لم تواجهه كِبر الحياة، فكتبت لك نساء الأرض من قبلي ولا أعلم ما كنت تعتقد حينها بأنهن حمقاوات أم انهن مجرد دقائق تعبر ساعة يدك، بالرغم من هذا، فلعل حمقي أنا من سيمطر عليك ببعض الهموم التي هربت لا مبالية إلى مملكة الرجل المستحيل، حاولت مراراً أن أجعل في منطقي غرفة لأستريح من محاكمة كادت أن تكتب على ساعدي، فلكل قلب وشم يا سيدي وأنا أخبئته على كتفك...
سيدي...
بداخلي شيئ لو إجتمع البشر والجن لعجزوا عن تفسيره..
سيدي...
أسألك بالله.. لا تفاضل ولا تسألني المفاضلة، ولا تضعني محور الإتهام ولا تضع نفسك محور قاض جعل من محاكمته ضباب حول جسدي، فلا تضع رواياتي في كفة قلب مؤصد الأبواب، فأنا خسرته ذات جرح من الكون..
"على رسلك أيها المطر... فأعذرني فأنا أنثى في مجتمع شرقي فيبقى في داخلي جزء يأبى دوما أن يصدق ما حدث.."
سيدة حمقاء
فإن رأيت رسالتي فقط لا تقل أنها من ناجت أرواحاً من عند الله.. فرفقاً بي.