الوحدة العربية ومنتخب البرازيل

mainThumb

08-03-2012 03:04 PM

في مادة إعلانية تبث على قناة العربية للبرنامج الرياضي في المرمى ، يدور حوار بين مجموعة من الشباب حول متابعة كرة القدم وضرورة التمتع بروح رياضية عالية والابتعاد عن التعصب ،يدور نقاش بين الأصدقاء في مواضيع تتعلق بمباراة كرة قدم والابتسامة تملأ وجوههم ، ويعبر كل منهم عن إعجابه بأي فريق وأي مباراة وأية لعبة جميلة دون أي قمع او آذى .إلى أن يرى احد الشباب بان أفضل الفرق هو فريق البرازيل. وهنا تأتي حركة النقد من شاب آخر ليعلن بالحرف ما يلي (برازيل ايش يا أبو برازيل ،إلي يشجعوا البرازيل ماتوا من زمان) .


وانا مثل ذلك الشاب يعجبني اللعب الجميل وأؤيده وأؤمن بالحركات الفنية، لذلك آمنت ومعي الكثير من أبناء الوطن العربي باللعبة الثورية وأعجبنا بهذا الربيع العربي ، خاصة انه من الممكن وصفه بأنه حركة شبابية ثورية خرجت بهدف كسر قيود العبودية وسعت إلى ما هو أفضل ، بمعنى أنني شعرت إننا عدنا إلى زمن اللعب الجميل وإلى فترة الخمسينات من القرن الماضي حين كانت رياح التغيير تهب على الوطن العربي ، وان المد القومي عاد من جديد وبتنا قاب قوسين او أدنى من تحقيق الوحدة العربية نتيجة لهذه الحركات الثورية .


ولكن حدثت المفاجئة فبدلا من ان نتوجه نحو توحيد الكيانات السياسية اتجهنا نحو التشرذم والانقسام والتفكك، فكان تفسخ السودان في السنة الماضية ، وقبل أسبوع تم الإعلان عن شرق ليبيا إقليماً فيدرالياً مركزه برقا ، واذا استثنينا جنوب السودان لان نزاعها عرقيا خالصا فإن الذي يجري في ليبيا الآن هو عودة إلى الوراء وانقلاب على هذا الربيع .وهنا هل من الممكن ان تكون برقا هي المسمار في نعش هذا الربيع ؟ هل من الممكن ان نشهد يمنين وعراقين او ثلاثة؟ ولماذا تعدل اتفاقية تصدير الغاز المصري للأردن وبأسعار إضافية وتبقى الاتفاقية كما هي مع إسرائيل ؟ هل زهور هذا الربيع أعلنت عن نفسها من ليبيا ؟ وهل التحرر قام من اجل الانفصال؟ هل هذا هو الربيع وهذه هي الحرية المنشودة ؟ بل أين هو الربيع أصلا الذي تحافظ فيه على الاتفاقيات مع إسرائيل وتعدلها مع دولة عربية؟


كنت اعتقد أن الحواجز بين دولنا العربية صنعها ورعاها الاستعمار ،وخدمتها بل وكرستها الدكتاتوريات التي حكمت ، ولكن تبين أن هذا الأمر غير صحيح ،فلا الاستعمار ولا الحكام المخلوعين لهم دور الآن ، ولكن الدور والدور كله فقط بيد الشعوب التي كنت اعتقد أنها لا بد أن تتجه نحو كسر الحواجز الجغرافية بيننا كعرب سعيا لتحقيق هذه الوحدة.


لقد شعرت للحظة أن هذا الربيع أزهر لان حركة الأمة العربية قد بدأت ، وان الدم تحرك في عروقها وان هذه الأمة لم تمت وان الوحدة العربية باتت قريبة ، إلا أن برقا وفيدراليتها فعلت بي ما فعله الشباب بصديقي عندما أعلنوا عن موت من يشجع البرازيل ، فأُعلنت برقا ووجهت خطابها لي ولكل عربي عشق هذه الأمة قائلة (( عن أي امة عربية تتحدث ،مات العرب الذين يدعون إلى وحدة عربية منذ زمن ، بل أكثر من ذلك ماتت الوحدة العربية وماتت معها فكرتها القومية)).


عــاش الأردن حراً عربياً هاشمياً تكاملياً دائماً،،،،


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد