الدعوة إلى إعادة قراءة المشهد السياسي بعقل وجديّة

mainThumb

13-03-2012 11:01 AM

ما زالت الاشارات والممارسات الصادرة عن مؤسسات الحكم تشير إلى عدم الجديّة في قراءة المشهد السياسي بموضوعية ومنهجية عمليّة صحيحة, بل على العكس من ذلك هناك محاولات للتضليل وممارسة عملية خداع النفس من أجل عدم الإطّلاع على الحقيقة وعدم الاعتراف بالواقع المتغيّر.

إنّ اللجوء إلى العنف, واستخدام أسلوب الاعتقال لبعض ناشطي الحراك, خاصة في الطفيلة, بالإضافة إلى استخدام أسلوب التجييش غير المشروع لبعض أبناء العشائر, ومنتسبي الأجهزة الأمنية, وممارسة التعبئة المضادة ضد الإصلاح والمطالبين بالإصلاح, كما حدث مراراً وتكراراً في عمّان والزرقاء والكرك وجرش والوسطية وسلحوب وأخيراً في المفرق, ومواصلة عملية التحريض الممنهجة ضد الحركة الإسلامية وقادتها, وضد الناشطين في الحراكات الشعبية والوطنية, كلّ ذلك يدل دلالة واضحة على إغماض العينين وصمّ الأذنين عن سماع النصيحة والإصغاء إلى المخلصين الأحرار من أبناء هذا البلد والشخصيات الوطنية المنتمية إلى تراب الأردن وأهله انتماءً واعياً وأصيلاً.

الأردن ليس بدعاً من دول المنطقة, والشعب الأردني لا يختلف عن الشعوب العربية الشقيقة ثقافة وعقيدة وقومية وانتماءً عروبياً إسلامياً, عميقاً وواعياً وأصيلاً, ولذلك لا غرابة مطلقاً أن يهبّ الأردنيون جميعاً في الحواضر والأرياف والقرى والبوادي للمطالبة بالإصلاح الحقيقي والمطالبة بإعادة السلطة إلى الشعب والمطالبة بالحريّة والكرامة والديمقراطية, والمطالبة بمحاربة الفساد, وتصحيح الأوضاع الاقتصادية, وإعادة الأموال المنهوبة والأراضي المغتصبة والمقدرات المبددة على يد فئة قليلة فاسدة استمرأت الفساد والعبث في المال العام, في غيبة الرقابة الشعبية وتزوير إرادة المواطنين وإفساد المؤسسات الدستورية التي أصبحت ستاراً للعبث, ومصدراً لإضفاء الشرعية على عمليات السرقة واللصوصيّة لمقدرات الشعب.

الشعب الأردني والقوى السياسية الفاعلة قادت حراكاً شعبياً سلميّاً حضاريّاً راقياً, ورفعت شعار:"الشعب يريد إصلاح النظام" وتطالب بإصلاح حقيقي وإعادة بناء الدولة الأردنية المدنية الديمقراطية الحديثة دون دماء ودون أشلاء ودون فوضى وبمشاركة حقيقية من جميع الأطراف, لكن وبكلّ أسف لم يتمّ التقاط الرسالة بذكاء, ولم يتمّ تقدير هذا الموقف بما يوازيه وما يستحقه.

إنّ الإصرار على القراءة الخاطئة وتعمّد تضليل صاحب القرار, ومواصلة سياسة الاستغفال والتهميش, بإجراءات شكلية وإصلاحات مجتزأة, ومواصلة سياسة التحريض والتفرقة ضد مكونات الشعب, واستعمال الذكاء في جرّ الحراكات إلى العنف وخلق المبررات المفبركة لتسويغ استعمال العنف ما هو إلاّ ضربٌ من العبث والمغامرة في مستقبل البلاد والعباد.

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد