المؤامرة
تكثر في هذه اللحظات الأحاديث التي ترى أن ما يجري هو عبارة عن مؤامرة غربية تحاك ضد الوطن العربي، وإذا سلمنا بهذا الأمر إلا يحق لنا أن نطلق العنان لأفكارنا ونرى أن هذه المؤامرة كانت بدايتها من الأنظمة السياسية العربية على المواطنين ، ومنذ صفقة الأسلحة الفاسدة التي اعتمدنا عليها في أُولى حروبنا مع عدونا الإسرائيلي عام 1948 والتي كانت سبباً في ثورة الضباط الأحرار، أو على سبيل المثال المؤامرة القاتلة التي تحطمت فيها الطائرات عند الفجر .
وإذا كنا نرفض أن ندرس الظواهر السياسية من مدخل المؤامرة ، واعتقدنا أن التاريخ يُكتب بعدالة ، ولا يأخذ المصالح الخاصة للمنتصرين والأقوياء بعين الاعتبار ، فكيف نفسر حالة الضياع التي يعيشها الوطن العربي ،هل هي لضعف فينا أم لعدم إدراكنا لما يحاك ضدنا ؟؟!! أعتقد أنه هذا وذاك ( الضعف وعدم الإدراك ) مضافاً إليه المؤامرة ( التخطيط الغربي لواقعنا العربي ) والتي أراها تتلخص بما يمكن أن نسميه الشرق الأوسط الجديد .
وأتناول هنا هذا المفهوم آملا إلقاء الضوء على مكيدة سوداء تُحاك ضد وطننا العربي وامتنا الإسلامية.
لذلك لابد من الإجابة على الأسئلة التالية : ما هو الشرق الأوسط ؟ وهو إلى من يعتبر شرقٌ أوسط ؟ ولماذا نريده شرقاً أوسطاً جديداً ؟.
يعتبر الضابط الأمريكي ماهان أول من استخدم مصطلح الشرق الأوسط عام 1902، وذلك لتحديد المنطقة الواقعة بين شبه الجزيرة العربية والهند عند مناقشته للإستراتيجية البحرية البريطانية ، ثم استخدمته إدارة وينستون تشرشل عندما أنشأت إدارة الشرق الأوسط في وزارة المستعمرات عام 1921.
إذن نحن شرق أوسط للملكة المتحدة ، كوننا كنا جزءا من مستعمراتها ، واستمرارنا في حمل هذا الاسم .. هو أصلاً لضعف في ثقافتنا التي لم تستطع أن تخلق اسماً جديدًا لنا ، وبقاء هذا الاسم هو تذكير لنا أننا كنا مستعمرين وسنبقى .
ولكن ما علاقة هذا في المؤامرة ؟ يرى برنارد لويس المولود عام 1916 وهو بريطاني الأصل يهودي الديانة ،في مؤلفه جذور التعصب الإسلامي الصادر عام 1990 انه من غير الممكن ترك العرب والمسلمين لأنفسهم ، لأنهم ليسوا إلا مصدرين للإرهاب لتدمير الحضارات ، واستفاد من هذه الأفكار كل من صموئيل هنتنغتون وفرانسيس فوكوياما في مقالاهما المعنون ب صدام الحضارات للأول ونهاية التاريخ للثاني .
وبناءاً على كتابات برنارد لويس والتي يرى فيها أن الحل الوحيد في التعامل مع العرب والمسلمين يكمن في إعادة استعمارهم، وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، تظهر المؤامرة.
ذكرنا فيما تقدم ما هو الشرق الأوسط ، ولكن ما هو شكل الشرق الأوسط الجديد ؟ وما هي أهم الأدوات المستخدمة في ذلك ؟ .
دون الخوض في ذكر أسماء الدول بالتفصيل المشكلة للشرق الأوسط الجديد، فإن المنطقة حسب ما هو مخطط لها مقبلة على عملية تقسيم واسعة لم تفلت منها أي دولة عربية ، ففي شمال إفريقيا سوف تظهر دولاً جديدة مثل البربر والبوليساريو ( على حساب مساحات دول قائمة ) ، وشبه الجزيرة العربية سوف تظهر فيها دولة الإحساء الشيعية ونجد السنية والحجاز السنية ، والعراق يقسم إلى ثلاث دول شيعية , وسنية , وكردية وسوريا تقسم إلى أربعة دول وهكذا . ولكن ما هي أهم الأدوات التي استخدمت لتنفيذ هذا المخطط؟ أهم أداة من وجهة نظري كانت الإعلام ممثلاً بقناة الجزيرة ، الذراع الطولي والفاعل الرئيسي في هذه المؤامرة ، التي عرّت فيها الأنظمة الغربية أغلب الأنظمة السياسية العربية المتهالكة أصلاً ونزعت ورقة التوت عنها وأظهرت سوءاتها.
فكيف عملت هذه القناة الإعلامية ؟ نتيجة لعدم ثقة المواطن العربي بأنظمته السياسية أولاً ، و لانعدامها مع الإعلام الرسمي ثانياً ، وبالقيادات ثالثاً ، أعتقد المواطن العربي أن فترة صلاحية هذه الأنظمة قد انتهت واستهلكت .
فأراد هذا المواطن أن يبحث عن من يعزز هذه القناعات ، فكانت الأخبار والبرامج التي اعتقدنا أنها وبحكم الحرية الإعلامية المفقودة منبع ومنبت الحقيقة كما هي دون تدخل أو إدارة من أي طرف خارجي .لذلك ولعجز الإعلام العربي الرسمي وبالتالي عدم قدرته على كسب ود وثقة المشاهدين العرب وبقائه عاملاً في إطار خطوط التماس والهوامش فقط واقتصاره على عملية الاستقبال والتوديع ، تحولنا نتيجة اعتقادنا بفحولة هذه القناة ومهنيتها العالية إليها وابتعدنا عن إعلامنا العربي الرسمي .
هنا بدأت عمليات غسيل الأدمغة العربية وتأليبها على أوطانها وأنظمتها السياسية إلى الحد الذي بات معه المواطن يشعر بالعجز الثقافي والحضاري ، بل حتى بالتخلف الاقتصادي ، وأدرك من خلال غمز هذه القناة الدائم بهذه الحقائق أن أنظمته السياسية ما هي إلا شريك بهذه المؤامرة لتعزيز الفجوة الثقافية والحضارية ، فزادت تخلفنا وانعدمت أسباب الحياة لدينا بعكس ما لدى الآخرين من حياة ، فزاد الحقد على هذه الأنظمة وبتنا ننتظر التغيير ، واستغل الغرب هذا الحقد الذي تولد لدينا نتيجة لشعورنا بالظلم فبدأ بإشاعة بعض المفاهيم انطلاقاً من القاعدة التي تؤكد إن هذه المفاهيم ما هي إلا كلمة حق يراد بها باطل ، فنشرت وبشرت بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة والمشاركة السياسية وحرية التعبير . بمعنى أنها بشرت بكل الحقوق التي حرم منها المواطن العربي ، فجرى العمل على تعزيز هذه المفاهيم لدى المواطن العربي ، وبات التدخل في السياسة الداخلية للدول العربية امراً مرغوباً من قبل الشعوب .
ونتيجة للجهود التي بذلتها وزرعت من خلالها هذه القناة حقد المواطن على النظام السياسي الذي ينتمي إليه ، جاءت رصاصة الرحمة التي جعلت هذه الأنظمة غير مأسوف على رحيلها وقتلت لدى هذه الأنظمة كل رغبة في الحياة ، فاعتزلت القيادات الحكم وهي ما زالت في السلطة ، وتنحت عن كرسي الرئاسة وهي ما زالت في الرئاسة وظهرت تسريبات ويكيليكس لتثبت لمن تردد عقله في قبول ما سيكون عليه الحال بأن أغلب الأنظمة العربية فاسدة ولا تستحق الدفاع عنها او البقاء على قيد الحياة .
لذلك فإن كل نظام سياسي عربي يضع يديه على قلبه خوفا كلما سمع بأن جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس سوف يفرج عن المزيد من الوثائق التي حصل عليها .
فهذا الاسانج يرى ان تسريب الوثائق كان بمثابة وقود أشعل الثورات العربية ، والسؤال هنا هل تعتقدون أن اختراق أنظمة الحماية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) امراً سهلاً ؟ ، أم أن عملية الاختراق تمت بتعاون ممنهج وبتحديد الأوقات وكمية الوثائق التي يفرج عنها ؟ فتم التعاون بين إدارة البنتاغون ومؤسس هذا الموقع ،حيث هدفت هذه العملية إلى تعزيز ما ذكرناه سابقا وهو زيادة الحقد والغضب الشعبي العربي على الأنظمة القائمة .
في الختام تسير كل المؤشرات إلى أننا نسير إلى ما ذهب وهدف إليه برنارد لويس ،وهو بناء شرق أوسط جديد، تكرس فيه قيادة المنطقة لدولة إسرائيل، بالتعاون مع الإدارة التركية التي إن سمح لنا التعبير أن نسميهم ((الإسلاميون الجدد)) ... عاش الأردن دائماً حمى عربياً هاشمياً
طائرة مسيّرة تعلق الملاحة الجوية في بلجيكا
أوبك+ تجمد الإنتاج وأسعار النفط تتراجع
تحرك عاجل للخارجية المصرية بعد فيديو الاعتداء في الحرم
ليفربول يهزم ريال مدريد بهدف نظيف
خبراء تغذية يكشفون أكثر أنواع الشاي فائدة
البيت الأبيض: ترامب يراقب الوضع في نيجيريا عن كثب
إيران تطلق قناة باللغة العبرية لمواجهة الدعاية الإسرائيلية
استمرار الأجواء المعتدلة في أغلب مناطق المملكة
تهديد بقنبلة يوقف الرحلات بمطار أمريكي
إيلون ماسك يقترح حجب الشمس للحد من الاحتباس الحراري
هل يكون شتاء 2025 باردًا .. توقعات
واشنطن تؤكد التزامها بحل سلمي لأزمة السودان
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
مياه العقبة تحدد أسماء وموعد الامتحان التحريري
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
الدفع الإلكتروني للأطباء إلزامي وفق النظام الجديد




