حين تصبح البطولة برخص الفجل!

حين تصبح البطولة برخص الفجل!

15-03-2012 10:39 AM

سألني أحد الزملاء هاتفياً رأيي في فصل 16 طالباً من الجامعة الأردنيّة، فقلت له كلمات قليلة أتمنى تفسيرها فيما يلي:
المهم ليس معاقبة المشاغبين بالطرد من الجامعة، ويبدو أنهم عوقبوا قبلاً.. المهم هو عدم العفو عنهم بعد أيام طلباً للشعبية، أو للاشفاق، أو لكسب مقعد دافئ عند احدى العشائر!!. فقد كنت ضد العفو العام في مجلس الوزراء.. وكانت الأرقام أمامنا فإن أكثرهم سيعود إلى مراكز الإصلاح بعد أسابيع بقضايا أخطر. فالعفو يمكن أن يكون تشجيعاً على العنف والجريمة!.
كنا في جامعة اليرموك لدى احتفالها بكرسي عرار، وجلست إلى جانب الأستاذ الرئيس آنذاك، وقد ألمحت له بأن هناك نيّة للعفو عن طلاب في جامعته تقررت عقوبتهم. فقال: لكنني أرفض هذا النمط من الشعبية التي تمارسها وزارة التعليم العالي أو الحكومة. قلت: من فمك لباب السما. وبعد أيام تم العفو عن هؤلاء الطلاب، ونظن الآن انهم ذاتهم صانعو المشاجرات والشغب!.
حين نطالب باسترداد هيبة الدولة، فإننا لسنا ضد الرحمة والعفو، فالقصاص حياة.. هناك فرق بين الرحمة أو العفو عند المقدرة الحكومية، أو العفو لأن الحكومة ضعيفة، وتبحث عن الشفقة بالتنازل عن الولاية!!.
إذا عرف النماريد أنهم يستطيعون الاعتداء على زملائهم وعلى المؤسسات، فإنه بغض النظر عن كل التلويح بالعقوبة سيعود إلى الاعتداء وافتعال الهوشات لأنه يصبح «بطلاً» في زمن تقلّصت فيه البطولة إلى مستوى الزعرنة.
أمس في الطفيلة اعتدى عدد من هؤلاء «الأبطال» على رجل أمن، وحاولوا السيطرة عليه بالسكاكين واختطافه على طريقة المسلسلات الأميركية.
وقبل أشهر، مرَّ من أمام دوار الداخلية أحد الناس، ووقع على الرصيف لاصابته بجلطة قاتلة. وقتها قامت قيامة القوى الوطنية التي كانت تبحث عن شهيد.. وعن ساحة تحرير لتجعل من نفسها ثورة ربيعية. لكن لا أحد من هذه القوى التي تجتر نفسها كل أسبوع يقف باحترام أمام سرير رجل أمن معتدى عليه وفي يده زهره وعلى فمه كلمة طيبة، فقد صدقنا الكذبة بأن هناك بطولات شعبية في شوارع عمان والكرك والطفيلة، وأن هناك قوى قمع أمنية.. وأن هناك حرباً بين السلطة وثورة غير موجودة!!. ولم نكن نعرف أن البطل هو الراقد على سريره في مدينة الحسين.. الحامل همَّ الاستقرار والأمن في بلده!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد