أبو الجود ..

mainThumb

17-03-2012 09:58 AM

"أبو الجود" كنية يطلقها أهل عجلون على ذلك الانفجار المائي الذي يخرج من فوهة واسعة في قعر جبل شمال عجلون, وتنطلق المياه مشكلة نهراً جارياً عذباً يهرول نحو الأودية ويتجه نحو المجهول..

ينفجر أبو الجود دائماً في أعوام الخير التي تشهد معدلات عالية في نزول الأمطار, ولذلك عندما يقول العجلونيون: "فقع" أبو الجود, فإنهم يعبرون عن استبشارهم وتفاؤلهم بموسم مبارك, وربيع مزهر وغلال وفيرة.. وعام جديد ليس فيه عطش ولا محل.

لقد تعرفت على "أبو الجود" وأنا طالب في مدرسة عجلون الثانوية وعندما كنّا نأتي لزيارة أبو الجود يتم تبادل سؤال كبير دائماً على ألسنة جميع الزائرين: أين تذهب هذه المياه الصافية العذبة الوفيرة..?

اعتقد أن أبا الجود يقذف بعشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه النظيفة العذبة الى المجهول, فلماذا لا يفكر المسؤولون باستغلال هذه المياه, من عشرات السنين, ولماذا لا يتم إنشاء سدود لاستيعاب هذه المياه والاستفادة منها وقت الحاجة..

يا جماعة.. عجلون وعين جنة وباعون وعرجان وعنجرة تقع على جبال مليئة بالعيون, المتفجرة الدائمة والمؤقتة, لان هذه الجبال ربما تتعرض لأعلى معدلات الأمطار في المملكة, ومع ذلك فان هذه المدن والقرى تتعرض للعطش في كل صيف, وقبل سنوات حدثت أزمة مياه خانقة أدت الى تظاهرات شعبية وإضرابات, تشكو العطش وقلة الماء, وان دور المياه البلدية لا يأتيهم في الشهر مرة, أليس ذلك عجيباً ومدهشاً, ويبعث الكآبة والأسى في نفوس العقلاء..

لماذا هذا العجز, ولماذا هذا الترهل, ولماذا ها الكسل, ولماذا هذا التجاهل الممنهج لمشاكل الناس والجماهير, ولماذا لا يتم التفكير بحل المشاكل بطريقة علمية صحيحة طويلة الأمد, بدلاً من الحلول المؤقتة والسطحية التي تدل على عجز المسؤولين وقصر نظرهم? فالأصل أن محافظة عجلون تستطيع تزويد معظم محافظات المملكة بالمياه, والأصل أن المياه تصل الى أهالي عجلون لمدة (24) ساعة متواصلة.

أحياناً أتساءل عن دور المحافظين الذين يجلسون على المكاتب الوثيرة وتحت أيديهم سيارات وموظفون ووقود ومصاريف ضيافة, ما هي وظائفهم بالضبط وهل يقدمون للدولة مقابل رواتبهم ونفقاتهم, هل لهم دور في التنمية والتخطيط للمحافظة, هل لهم دور في موازنات المحافظات, لهم دور في إعداد رؤية لمستقبل المحافظة والمنطقة?

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد