أمّي

أمّي

20-03-2012 08:50 PM

أحببت في هذه الأيام أن أكتب شيئاً متواضعاً لأصف فيه مشاعري تجاه من كانت بالنسبة إلي أقرب من قلبي، أوليس قلبي من لحمها و دمها؟ بدأت بالتفكير فلم أعلم من أين أبدأ فوحدها من تتبعثر كلماتي بحضرتها فأقف طفلة مهما بلغت من العمر، طفلة تعجز عن التعبير فتختصره بنظرات صامتة، و من قال أن الصمت أحياناً لا يكون أبلغ من أرقى الكلمات؟ فهي تعلم ما بداخلي و تعلم أن قلبي رهن اعتقال حبها وهذا يكفيني. أأبدأ من تسعة شهور حملتني بها داخل أحشائها؟ أم من آلام المخاض التي عانتها لأخرج أنا لهذه الحياة، وهل سيساعدني قلمي هذه المرة؟ أم سيجف مداده معتذراً عن شيء يعتقد بأنّه قد عجز عن الوصول إلى قدْرها؟

فقلمي لا يصمت عبثاً وبداخلي كلمات كثيرة أعجز عن معرفة الطريق الصحيح حتى أنثرها فيه لتصل إليها. وبينما أنا أكبر يزداد يقيني أنها الشخص الوحيد الذي لن يقوى على خذلاننا يوماً لأن أحداً لن يخذل نفسه، وبين مقدمة هذه الحياة و خاتمتها تتربع هي على عرش قلبي لتذهب مع روحي إلى عالم الخلود. ولكم يؤسفني أن ضاع من عمري بضع سنين إلى أن استطعت إدراكها جيداً ولكم يعزّني أنها كانت تشعر بمحبتي دون أن أقصد أنا ذلك.

و عادة ما يكون اهتمام البشر العاديين بغيرهم في البداية فقط، و كلّ أيامي معك كانت بدايات فاهتمامك كان اهتمام بلا نهاية، اهتمام منقطع النظير، و حتى لو بلغت ما بلغت من العمر، اهتمام كان بأدقّ التفاصيل لأخرج أنا كما تمنيتِ أنت مذ كانت أحلامكِ الوردية تصور لك الدمية طفلة. أمي، يا من شاركتني لحظات عمري لحظة بلحظة، تحزنين لحزني و تفرحين بفرحي بل تشعرين بي قبل أن أشعر، و في هذه اللحظة التي تستمر مع اللحظات بذكراها أقف لأقول: الحمد لله لكونك أمي و كفى بها نعمة! أطال الله في عمرك وعسى أن تكون كلماتي تلك وفقت في التعبير، و إن لم تكن فعظمة ما قدمتِ لنا لم يكن ذنبها.  



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد