.. كلام في الهواء!

 ..  كلام في الهواء!

21-03-2012 10:41 AM

استبعد حتى الذين أغضبهم الموقف الروسي، أخبار السفينة الروسية الحربية التي رست في ميناء طرطوس، وانزلت وحدة لمكافحة الإرهاب في الميناء السوري الذي يشكل القاعدة الوحيدة لروسيا في المياه الدافئة!!. فروسيا لا يمكن أن تحارب من أجل بشار الأسد ونظامه. لكن الخبر قد يكون صحيحاً جداً، إذا ادركنا أن الميناء السوري والوجود الروسي فيه معرضان لانشقاق عسكري داخله، وسيطرة المعارضة على موجوداته التي تدخل في نطاق السرية. فقوات مكافحة الإرهاب الروسية يمكن أن تكون قوة حماية، كما كانت القوات الأميركية قوة حماية داخل المنطقة الخضراء في بغداد!!.
بين معلومات «انترفاكس» الإخبارية الروسية، ومعلومات البحرية الروسية، مسافة غير قابلة للتجسير. فبين مهمات إجلاء الروس إذا شكلت الأحداث خطراً على حياتهم، وبين إعداد تموين للقوات الروسية البحرية على شواطئ الصومال، واظهار قلق الكرملين إزاء استقرار الوضع في سوريا، هي أهداف متباعدة إذا صدقها المسؤولون في دمشق، فإن المراقبة العسكرية اللصيقة الأميركية لا يمكن أن تصدقها كما أن وضع روسيا الدولي أقل كثيراً من توجيه إنذارات «تعبر عن القلق»، فهذه تعابير كان يمكن أن يكون لها معنى آخر زمن الاتحاد السوفياتي!!.
لقد اطلقت احدى دور الدراسات الاستراتيجية نبأ مصاحباً لكل هذه الأخبار، يقول إن الروس زودوا سوريا خلال السنوات الخمس بأسلحة تزيد على 600%. وهذا رقم لا يقول شيئاً إذا كان يتعلق بحجم هذه الأسلحة وقيمتها السعرية، فتكرار تكديس أسلحة عادية قد ينفع في اضطرابات المنطقة، ولكنه لا ينفع في مواجهة طائرات اف 15 واف 16، والقنابل الذكية، وحجم سلاح السفن والغواصات. فالولايات المتحدة زودت العام الماضي سوريا بخمسين دبابة متطورة من حيث تصفيحها، ومدى مناورتها القتالية ومدافعها، لكن ذلك لا يعني الدبابة المجهزة بالتهديف الإلكتروني، والذخائر الكافية، وأجهزة الاتصال الحديثة.
لسنا هنا لنقيّم حجم التحالف الروسي – السوري أو التحالف الغربي – الروسي حول سوريا. لكن المؤكد أن الصراع على المنطقة من داخلها، ومن داخل سوريا هو الذي يقرر النتائج على الأرض. وهو الكفيل بانهائه كما يهدف هذا الفريق أو ذاك. والمؤكد أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بالنسبة لنظام غير قابل للاستمرار، ومعارضة لم تحدد حتى الآن أهدافها خارج نطاق الشعارات!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد