.. المعركة والانتصار والفرص الضائعة!

 ..  المعركة والانتصار والفرص الضائعة!

22-03-2012 10:48 AM

لم يجرد انتصار الكرامة في بلدنا وقتها روح المقاومة، ونهضة الفكر والعمل الوطني لأنه اختطف، وجعلت منه المقاومة معركتها وانتصارها، وكأن الجيش الأردني كان مجرد شاهد على ما يجري في وادي الأردن!!.
لم يكن الهدف العسكري الإسرائيلي تدمير واحتلال مخيم الكرامة، فالمخيم يبعد كيلومترين عن النهر.. وحين نفهم طرائق إسرائيل نعرف أن هجوم 15 ألف مقاتل بدروعهم ومدافعهم وطائراتهم هو نموذج لما جرى في احتلال جنوب لبنان، ونقل المقاومين الفلسطينيين إلى بيروت.. وضربهم بالدولة اللبنانية.
كان الهجوم الإسرائيلي يستهدف جبال السلط والسيطرة الكاملة على الأغوار الوسطى، ودفع المقاومة إلى عمان والزرقاء وإربد.. وتهيئة صدامها بالدولة!!.
وقتها كان شهيدنا وصفي التل، يطرح فكرة «مجتمع قرطاجة»، واندماج الفلسطينيين والأردنيين في معركة البناء والاعداد… فإطلاق كاتيوشا عبر النهر لا يحرر وطناً. وكان الرجل يهدف إلى تصليب الموقف الداخلي وإعداده نفسيّاً وعسكرياً على أعلى المستويات وتثوير الضفة الغربية وغزة فيما عُرف بعد ذلك بالانتفاضة، ومعركة الاعداد هنا – كما يراها الشهيد – هي جزء من الجبهة الشرقية التي كانت تضم سوريا والعراق أيضاً.
- ماذا جرى بعد الكرامة؟
- انتقل المقاتلون إلى القواعد في جبل الحسين والمخيمات وجبل عمان واللويبدة ومادبا والزرقاء واربد وجبال عجلون.
- تم استيعاب أجهزة الدولة وتدميرها واستهداف القوات المسلحة بشكل مدروس وإفرادي وتعطيل المحاكم وامن الشارع. وذلك للوصول إلى الشعار الذي ما يزال على جدران المحطة: كل السلطة للمقاومة.
- ثم وهذا الأخطر دفع سوريا والعراق بعامل تضارب فروع الحزب الحاكم إلى الصدام في الأردن فانضمت فتح والصاعقة إلى سوريا، والجبهة الشعبية وجبهة التحرير العربية والجيش العراقي المرابط في محافظة المفرق إلى جانب العراق.. وقد لا يعرف الكثيرون أن دخول ثلاثة ألوية سورية مدرعة الى شمال الاردن كان لمعادلة وجود الجيش العراقي في الشرق، وتحركه في اتجاه المفرق وشمال المفرقّّ
لقد وجد الاردنيون بعد الكرامة ان وطنهم استحال الى رمل يهرب من بين اصابعهم، وان اسرائيل تلعب اللعبة ذاتها التي كررتها في لبنان بعد ان دفعت سوريا الى الدخول في تفاصيل الحياة اللبنانية، وتفاصيل العمل الفلسطيني وكان ان قامت بفرض حلولها عام 1982!!.
نحتفل بالكرامة لذكرى لشهدائنا، ولوقوف قواتنا المسلحة في اشرف معركة اعادت لنا إيماننا بأنفسنا، رغم اختطافها، وكان يمكن لهذه المعركة ان تكون قوة وحدة أردنية فلسطينية، وقوة وحدة سورية عراقية أردنية فلسطينية، فيما هو معروف بشرارة الاشتعال في جسم النهوض القومي.
فرص اهدرناها، وما نزال نهدرها!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد