ثورة وعي ويقظة

mainThumb

24-03-2012 11:13 AM

من أقوى سمات ثورة الربيع العربي وأجملها وأعمقها أثراً في المشهد السياسي العربي هي سمة الوعي ومستوى اليقظة اللذان حصلا لمجمل الشعوب العربية, بحيث استطاعت أن ترتقي وترتفع نحو مستويات قياسية في مستوى الوعي المجتمعي العام لمجمل الواقع ومشاكله وعوائقه, خلال عامٍ واحد, ما لم تصل إليه خلال عقود وأعوام عديدة.

إنّ الصحوة الجماهيرية العامّة التي تمكن الأجيال وجموع الشباب من الإطلالة الحقيقية على المشهد العربي برمّته, وتطلع على حقيقة الاستبداد والفساد المتجذر الذي يقود الحالة العربية وتيسيدها, وهذه الصحوة تمكن الجماهير من الاقتراب من إدراك الحقائق والإطّلاع على الأمور المخفية تحت ركام الزيف الإعلامي الرسمي, الذي بقي أداةً بايدي الأنظمة ومارس دور استغفال وتضليل الاجيال الشابّة والقادمة.

ليس هناك سلاح أقوى وأكثر تأثيراً وفعالية لدى الجماهير من صحوة المجتمع وارتقاء مستوى الوعي الجمعي العام تجاه المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الأوطان والمجتمعات, وإنّ نقطة الضعف الرئيسية لدى معسكر الفساد هو كشف الحقائق المخفية وبيان المستور منها, وإزالة حجب الضباب وألفعة الظلام عن تحركات المفسدين والمتآمرين على المال العام وقوت الكادحين ومستقبل الأجيال.

وليس هناك جريمة أشدّ بشاعةً من جريمة إدامة الجهل وحراسة التخلف وخداع الجماهير وتضليل المجتمع, عن طريق طمس الوعي, ومحاربة الأقلام الحرّة, التي ترفع شعار "تموت الحرّة ولا تأكل بثدييها".

يجب على جميع الأطراف أن تدرك أنّه لم يعد هناك مجال لممارسة الاستغفال, ولم يعد هناك متسع لمواصلة لعبة التضليل والمخادعة, ولن يستطيع أي طرف مهما أوتي من قوة أن يعيد المارد إلى القمقم, وسوف تبقى مساحة الوعي بازدياد وسوف ينتشر في جموع العامّة كما تنتشر النّار في الهشيم, وعند ذلك لن ينفع استخدام العنف, ولن ينفع التشبث في العودة إلى الماضي ولن تنفع محاولات الالتفاف على الحراك الجماهيري الواعي, ولن ينفع التستر على الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن, ولن تنفع المماطلة واستهلاك الوقت لأنّ الوعي يزداد وشعاع اليقظة يعمّ أرجاء المنطقة كلّها, وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد