الخوف الجماهيري المشروع

mainThumb

27-03-2012 10:37 AM

هناك خوف جماهيري مشروع من الذين يحترفون السياسة, سواء في المعارضة أو في الموالاة, ويتحدثون عن الحريات والديمقراطية وأصواتهم عالية, لكنهم يبررون ممارسة الأنظمة المستبدة البشعة في قمع تحركات الشعوب الثائرة على الظلم والاستبداد والتي تطالب بحريتها وكرامتها وإطلاق إرادتها, والتخلص من العبودية ومن كل أشكال الإقطاع السياسي في الحكم.

الخوف المشروع مصدره من التوقع لا سمح الله لو وصل هؤلاء أو أمثالهم الى السلطة أنهم سوف يقومون بهذه الأعمال البشعة نفسها لترسيخ سلطتهم وتأمين استحواذهم على السلطة, وأنهم يسمحون لأنفسهم بممارسة التقتيل والتعذيب والإعدام الميداني بلا محاكمات ولا قضاء, ودون تفريق بين طفل أو امرأة أو شيخ أو شاب أو مدني أو عسكري, تحت ستار إعلامي وضجيج لا يملكه الشعب المسكين.

المبرر الأكبر للخوف من هؤلاء أنهم يمارسون القتل والتعذيب واغتصاب الحرائر ويعتقدون انه العمل الصائب وأن هذا هو الأسلوب المشروع في مواجهة الخصوم السياسيين, تحت وابل من التبريرات الوطنية وتحت ستار مواجهة العدو وحماية الحدود والأوطان, وهذا النوع من البشر أكثر خطورة من أولئك الذين يمارسون الأعمال البشعة والخاطئة ويقرون في أنفسهم أنها خاطئة ويعترفون بالخطأ والجريمة.

الجماهير ليست بمأمن على نفسها من وصول مثل هؤلاء الى السلطة ثم يعمدون الى استخدام الجيش لتدمير المدن والقرى والأحياء, واستخدام المال العام الذي يتم تحصيله من الضرائب والأتاوات يقتطعونه من قوت الشعب ثم يعمدون الى قتله بالرصاص والرشاشات والدبابات التي يتم شراؤها من هذا المال المغموس بدم الأطفال وعرق الفقراء.

الجماهير يحق لها أن تخاف من أولئك الذين يمسكون بالآلة الإعلاميّة ويستخدمونها أداة لتشويه صورة الشعوب الثائرة ويشوهون المطالبة بالحريّة واستعادة سلطة الشعب فيتم تصويرهم أنهم عملاء الاستعمار, وإرهابيون ومخربون وأعداء للوطن.

لا يجوز تبرير القتل الجماعي تحت أي ذريعة, ولا يجوز استخدام العنف ضد المواطنين تحت أي مبرر ولا يجوز استخدام الجيش لتدمير المدن والقرى والأحياء تحت أي سبب ولا يجوز الدفاع عن ظالم أو مستبد, ولا يجوز الدفاع عن كل من اغتصب السلطة, ولا يجوز الدفاع عن الذين سرقوا المال العام, واستأثروا بمقدرات الوطن, مهما لبسوا من أردية ومهما ادعوا من منطق, ومهما قالوا من شعر وأدب وغزل بالمقاومة والممانعة والتصدي والصمود.

لا يجوز السكوت عن هذه الجرائم المروعة تحت ستار كلمة (لكن) التي أصبحت خنجراً لذبح جماعي للمدنيين كما تذبح الخراف.

إن منطق التاريخ يقول بكل صراحة أن لا بقاء لنظام مارس هذا الكم الهائل من المجازر بحق شعبه, وهو سائر الى الزوال لا محالة, وسوف تأتي ساعة القصاص العادل, ولو بعد حين.

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد