سناء محيدلي
منذ كنت طالبة صغيرة, لم ارتعش ولم اتلعثم امام ميكروفون, تماما كما يتقن البعض الرياضيات او الرسم.
لكنني بالامس, وفي رابطة الكتاب الاردنيين, تعثرت بما تدفق وتقاطع في رأسي, من المخ الى مجاري الدمع وانا اتسلم درع الشهيدة سناء محيدلي. طالعتني ابتسامتها الشهيرة المشرقة, شعرها المنشور حرا تحت طاقيتها السوداء الحاملة للرمز الاحمر الدال على معنى شهادتها. ارتجفت يداي وانا اتسلم علبة من خشب تراءى لي وللحظة انها تضم رفاتها التي لم تسلم للبنان ولاهلها الا بعد اكثر من عشرين سنة من استشهادها, في اطار صفقة التبادل الشهيرة. اختلطت في رأسي اصوات الانفجار المدوي الذي نفذته بلحظة ضغطة قدمها, الصغيرة, تدوس الموت وهي تضعه في خدمة الحياة, الحياة التي تعلمت سناء وآمنت بانها وقفة عز فقط!
آمنت لان من علمها لم يكتف بالتنظير والخطب, وانما وقع رسالته بوقفة عز على رمل بيروت, اصبحت, والى الابد, طاقة الشحن والنموذج الذي يحرك اجيالا نحو طريق العز. اجيالا قال عنها: لو انفض عني جميع القوميين الاجتماعيين لدعوت الى العقيدة اجيالا لم تولد بعد. كانت سناء من هؤلاء الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد.
لم تكن سناء بسملة الافتتاح, ولم تكن فرادة الشهادة, كذلك لم يكنها السوريون القوميون الاجتماعيون, فقبل سناء قوافل, وحتى في مواجهة اجتياح ال¯ 82 نفسه, كان هناك خالد علوان وكان وجدي الصائغ الذي جاء يصور شهادته لدى سناء فاوحى لها بالسير على خطاه, وتبعتهما سلسلة طويلة من الاستشهاديين القوميين الاجتماعيين, والقوميين العرب من بعثيين وناصريين, ومن اليساريين الذين توجتهم يولا عبود وبعدها سهى بشارة. لم يكونوا من طائفة لبنانية واحدة, توزعوا على الجميع, ولم يكونوا من حزب واحد, توزعوا على الجميع, وان كان القوميون السوريون هم الغالبية, والاهم انهم لم يكونوا كلهم لبنانيين فبينهم اكثر من سوري ومصري, بينهم الموسيقار الجميل عمار الاعسر ابن بانياس الذي لم يصدق اهله ( وكلهم قوميون سوريون ) انه بشفافيته قادر على ابداع الشهادة.
لم تكن الساحة اللبنانية رائدة النضال ولا مبتدعته, ولم تكن حركة مقاومتها الا جزءا من حركة المقاومة العربية في سبيل القضية الكبرى, ولم يكن شهداؤها الا رتلا في قافلة شهداء الامة, لكن حظها انها حركة اثمرت خروج المحتل من الجنوب, وتحرير التراب الوطني... لكنه انجاز يبقى منقوصا ان لم يتحقق على كل ارض عربية وعلى الاخص على ثرى فلسطين. كما انه يبقى منقوصا ان لم يقترن تحرير الارض بتحرير الانسان, من سموم الاقليمية التي حوّلت القطرية العربية الى بؤر عداء ومن سموم الطائفية والمذهبية, التي لم يكن ليعترف بها اي شهيد. ارادوا لنا درسا في الوحدة القومية, فقلبته المرحلة الراهنة الى مأساة من التشرذم المخزي والانعزال المقزز والمدمر.
شكرا لرابطة الكتاب, لان تكرار فعاليات تعيد الى الارض هذه المفاهيم البناءة, ان هي الا خطى مهمة على طريق المقاومة في واحد من اهم بنودها: مقاومة النفس المرضى المقيت الذي يراد له ان يكون آخر مسمار في نعش بلادنا.
هيفاء وهبي بفيديوهات خادشة للحياء والسلطات تتدخل .. ما القصة
الملك: نحتفل بروح الأسرة الواحدة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة
نقيب الصيادلة: نريد بحدود 200 مليون دينار من وزارة الصحة
الحزن يعم الوسط الفني بوفاة محمد عبد الحميد
أتمتة جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية منتصف 2026
مواطن يوثق عيوبا وخللا في أرضية جسر مشاة في مرج الحمام
اتفاق لتحسين أوضاع العاملين في مياه اليرموك
البدور: سداد 40 مليون دينار من مديونية مستشفى الملك المؤسس
وزيرا الشباب والبيئة يبحثان خطة استراتيجية النظافة الوطنية
اعتداء إسرائيلي بطائرة مسيرة يستهدف سد المنطرة
مقتل ثلاثة أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن
توقّع إنجاز اتفاقيتي امتياز لشركتين نقبتا عن الفوسفات بالريشة
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
طفل يسقط تاجًا ذهبيًا بقيمة 322 ألف دولار في متحف بكين
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025