خواطر

mainThumb

27-03-2012 04:17 PM

لم أكن وقد أكون مثل أولئك الكتاب عندما خَطتْ أفكاري هذه الكلمات التي كتب في عنوانها الكثير كابن القيم في صيده للخاطر في كتابٍ قلما يجد الكثيرون الشجاعة في وضع مثله لأنهم لن يكونوا إلا جبناء عند الكلام أو الكتابة عن خواطرهم في زمان انسدلت على عقول ساكنيه شهوات الفكر والجسد والجشع والتفاهة مختلطة بأوهام سمجة صوفية في تعمقها مُعتزليّة في تصنيفها زارعة في صاحبها المخدوع أنهاراً عذبة من الأمل والتفاؤل ليجد نفسه في نهاية المطاف في غياهب جُبٍّ معتم ليرمي بالعتاب على خلطائه أحيانا وعلى قدره أحيانا أخرى محاولاً التشبث بتلك الأيادي التي طلت عليه من فوهة ذلك الجب ليجدها هي نفسها تلك الأفكار التي حاولت إنقاذه من سراب شهواته عندما كان يتجاهل تلك الأصوات الحقّة ومعانيها العميقة المنطلقة من مآذن بكت على تجاهل من شيدها كلما نطقت بتلك الكلمات ,فكان كل أولئك كأنهم خُشبٌ مسنده يزعمون بجدوى أفكارهم الشيطانية في مساعدتهم لعبور ذلك الصراط مع جهلهم بكلاليب تكفلت بهم ليكونوا في أحضان العذاب الأليم .

فلا تسألني عن كيف ولم هذه الخواطر لأنها قد تكون بسيطة الظاهر تحتاج إلى عمق إدراك أضاء لها العلم الشرعي عن الكثير من الكنوز التي تنوء بها العُصبةُ أولي القوة مفرقة بينها وبين تلك العلوم التي اجتاحتها مختلف أمراض الصواب والذي إغتر بها الكثير من محبي الجاه والمال ليصفو لها ما يصفو من الجمال وذكاء حاملها مع أنهم يجهلون الكثير من علومها على
الرغم من تخصصهم بها كما يدعون , كتلك العلوم التطبيقية التي يحفظون منها مصطلحات برّاقة ولكنهم عن جوهرها ومضمونها أفئدتهم هواءٌ بها قد يعلمون المجمل ويجهلون الخواص متأثرين بخواطرهم اللعينة التي ما زلنا في صدد التحدث عنها وعن تأثيرها بتلك العقول التي ران عليها ما ران من نتانة الأفكار ودنوِّها الأخلاقي.

قد يتهمني البعض جُزافاً بعلم الكلام الذي أُدخله في غير مُدْخَلِه لكني قد أجزم أن أحدا لم يفهم من دندنتي هذه حرفا ولا جملة لأنه خاص بأولئك الراسخون في العلم يستنبطون منه ما يستنبطون ولا أحسبهم كُثر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد