ماذا بعد الحرية و الربيع

ماذا بعد الحرية و الربيع

02-04-2012 10:54 AM

هناك مجموعة من الشعوب لم تتفيأ ظلال الحرية وبالتالي لم تعشها ولكنها تعشق اسمها وتقدر ثمنها بل وتثور لأجلها ، فما هو سبب الثورة ؟ هل هي الحرية ؟ ام الحقد على من سلبها؟ .

اذا كانت الثورة العربية قامت لأجل الحرية ، والكرامة ، ورفض فساد السلطة والنهوض بالوطن اولاً والأمة ثانياً ، هل سيكتفي الثائر بهذا الدور ؟ ام سيكون هناك حركات ثورية ارتدادية تستند للإحتجاج والاعلان عن ان صاحب الثورة والقائم عليها لم يمارس السلطة المستندة في شرعيتها اليها، وان من مارسها وسيمارسها لا بد ان يعبر من بوابة هذه الثورة . وهل من الممكن ان يبادر من تولى السلطة وتحمل المسؤولية الأولى ان يكون راعياً للمواطن وحريته وابداعه ، وبالتالي يرسخ مرحلة انتقالية جديدة .

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو : هل من الممكن ان يحصل المواطن العربي بعد تغيير أنظمة الحكم وبموجب هذا الربيع على حريته المفقودة ؟ وان حصل عليها ماذا يفعل بها ؟ هل من الممكن ان تكون باعثاً له للإبداع والمنافسة الحضارية ؟ وتفتح امامه آفاقاً جديدة كانت محرمة سابقاً ؟

كثيرا ما اتهمنا سابقاً الانظمة السياسية التي هلكت انها سبب تخلفنا وتأخرنا عن كثير من الامم ، فكانت كل ايامنا متشابهة لا تختلف عن ما سبقها او ما لحق بها من أيام ،كان الروتين قاتلاً فاليوم كالأمس والمستقبل كأنه الماضي مع اختلاف تاريخ الأيام والسنوات، لذلك هل سيكون هذا الربيع محفوراً في الذهن وله ما يميزه عن غيره من الأيام ؟ ام سيكون كسابقة من الايام الى الحد الذي يصعب معه قياس مدى تقدمنا الفكري ، ومعرفة درجة التغيير والتقدم او التأخر التي اصايتنا نظراً للتشابه الكبير بين ايامنا.

ان ما اخشاه حقاً ان تلك الانظمة وتلك القيادات ليس لها دور في تخلف الانسان العربي وتخاذله ،وتظهر الحقيقة المرة التي مفادها ان الخلل في الانسان العربي ، والعقل العربي الذي اكتفى بتنظيم المظاهرات والمليونيات وابتعد عن العمل وادعى انه صاحب الفضل في حصول الشعوب على حرياتها وبهذا يكون قد انجز ما خلق من أجله . ولهذا التصور ما يؤيده فالجميع انغمس بعد الثورة وربيعها في عملية التنظير التي لم يصاحبها للان حركة على الارض وهنا الإشكالية التي أسعى لإظهارها وهي اننا ما زلنا نفلسف للثورة ونحلق بعيدا عن الواقع ، وما دمنا نقدم توصيات واقتراحات للبناء دون ان نبدأ في البناء ، فكيف سنثبت ان انظمتنا السياسية التي هلكت هي التي اعاقت الابداع والتقدم والتطوير ودفعت باتجاه التخلف وتكريس التبعية فزاد الفارق الزمني بيننا كأمة مع غيرنا من الامم وظهر نتيجة لذلك مجموعة من الآثار السلبية التي نعاني منها للان واهمها ان المواطن في بلده بات غريباً لا يستطيع ان يتفاهم مع إخوانه وابناء بلده فوصفوه بالمريض النفسي ووصفهم بنفس الصفة والنتيجة انهم لم يفهموا ازمته وهو لم يستوعب تخلفهم الثقافي .

لذلك ندعو امة العرب ان تنزل الى الواقع وتبدأ في البناء لتجسير الهوة واثبات ان المواطن العربي مبدع ولكنه يحتاج الى الدعم والتأييد لا الى القمع والارهاب والتحقير.

وأخيرا عاشت أمة العرب التي أثق بأنها ستنهض يوماً ليس ببعيد.

عاش الاردن دائماً حمى عربياً هاشمياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد