نقابة المعلمين والمرحلة الجديدة

mainThumb

02-04-2012 10:59 AM

يستحق المعلمون التهنئة الخالصة من أعماق قلوب الأردنيين جميعاً, فقد كانت النقابة حلماً يراود هذا القطاع المهم منذ عقود, وربما لو كان للمعلمين نقابة منذ وجد العمل النقابي, لكانت نقابة المعلمين أكبر النقابات وأغناها, ولكانت تحتل موقعاً خطيراً ومساحةً واسعةً في ساحة العمل الطوعي لدى المجتمع المدني, وبالمقارنة مع صندوق نقابة المهندسين الذي تقترب موجوداته من المليار دينار, فضلاً عن نظام التقاعد المتقدم الذي استطاع إنجازه, وكذلك التأمين الصحي, والنضال الدائم للسهر على حراسة حقوق الأعضاء. فالمعلمون خسروا كثيراً في تغييب حقهم في إنشاء نقابة منذ زمنٍ بعيد.

نقابة المعلمين الآن تدشن مرحلة جديدة من التأسيس وبناء الهياكل ووضع التشريعات المناسبة, وصياغة الأهداف والرؤى الاستراتيجية التي يجب أن تصب في إعادة مكانة المعلم الاجتماعية, وحفظ كرامته, ورفع سويته المهنية, وتأمين ضروراته وحوائجه المعيشية, وتحسين آليات التعاون بين مجتمع المعلمين من جهة, وبين مجتمع المواطنين, والجهات الرسمية والحكومية من جهةٍ أخرى, والعمل على إعادة الأهميّة لهذا القطاع ولهذه المهنة الرسالية المحترمة.

وينبغي على الكتاب وأصحاب الأقلام والمفكرين أن يسهموا من خلال كتاباتهم ومقالاتهم وأبحاثهم ومحاضراتهم, في إغناء النقابة بالأفكار الخلاّقة والتصورات الإبداعية التي تسهم في صياغة بناء النقابة السليم والفاعل والمتطور القادر على ترجمة الأهداف والرؤى الاستراتيجية إلى واقع ملموس ونجاح باهر على أرض الواقع, كما يجب عدم صرف الانتباه إلى سفاسف الأمور من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بمن فاز ومن لم يفز, والتنقير على الخلافات, وإثارة النزاعات في الجسم التعليمي, والسؤال الصحيح الذي يجب أن يطرح هل كانت الانتخابات نزيهة?, وهل كانت تعبر عن إرادة المعلمين بصدق وواقعية?, كما يجب معالجة بعض الاختلالات التي ظهرت في بعض المواقع من خلال حملات التحريض والتحشيد والتعبئة المغلوطة ضد بعض الأطراف والفئات, ومحاولة استغلال الموقع الرسمي والعلاقة مع بعض الأجهزة لتخويف المرشحين والتأثير في أصوات الناخبين.

على كلّ حال يجب أن يتطور الأداء الانتخابي في المرات المقبلة, ويجب تطوير العلاقة بين المرشحين لتصبح في إطار التنافس العادل النزيه والشريف من أجل خدمة المعلمين وخدمة الوطن وخدمة أبنائنا الطلبة من خلال تصويب الأخطاء وتحسين الأداء.

وفي الختام يجب النظر إلى انتخابات المعلمين رغم عدم التحضير الكافي, ورغم ضيق الوقت, والظروف الصعبة للمعلمين, إلاّ أنّها كانت تمثل صورة حقيقية لواقع المجتمع الأردني وتوجهاته, وأعتقد أنّ المسألة ليست بحاجة إلى مزيد من الذكاء في التحليل والتفسير, وليست بحاجة إلى سوق التبريرات وإثارة مزيد من الغبار الذي يحجب الرؤية السليمة.

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد