لسـنا من الدول العشـرة فقــرا في الميــاه ، ولسـنا أقـل من غيرنـا في الخيـرات ، والمصـادر الطبيعيــة ، الموجودة على سـطح أو باطـن أرض الأردن ، كما يقـال ويـراد لنا أن نصـدق ذلك ، للتغطيــة على عجزهم وفشلهم وتقصيرهــم .
ربنـا حبانـا في فصل الشـتاء أمطـارا وثلوجـا ، قد تمـلأ السـدود وغيرهـا لو كان لنا المزيــد ، لو أحسـن اسـتغلالهــا ، وعـدم ضياعهـا هـدرا ، ولا نبقـى في انتظـار ميـاه الديسـي ، والحمد لله الـذي سـنتمتع بخيـر ذلك المشـروع الذي أوشـك انجـازه قريبـا ، بعد أن طــال الإنتظـــار .
ولسـنا بصـدد تفصـيل وتعـداد ما لدينا من خيـرات ، ، لأن الأمــر ســيطول ، بل سـنتناول إحـدى تلك الخيـرات ، وهي الطاقـة الشـمسـية ، بسـبب الشـكوى دائما من التكلفة الباهظـة في استغلال واستعمال الكهرباء ، وما تشكو منه الحكومـة من صعوبـة في توفير المشتقات النفطيـة والغاز ، وارتفاع تكاليفـه ، والذي يساهم في توفير الطاقـة الكهربائيــة .
والمواطن الذي يشكو دائما من قيمـة الفاتـورة التي يحتسـب عليها استخـدامه للكهرباء ، اضافـة الى أنهـا تتغيـر كثيـرا والى ارتفاع بين كـل فتــرة وأخــرى .
حبانـا الله بتلك الأشـعة الشـمسـية ، والتي نادرا ما تتوفر في البلدان الأخـرى ، كما تتوفر عندنا ، ولما تحمله من طاقـة ، وسـطوعها في معظم أشـهر السـنة ، وعلى مدار سـاعـات النهـار ، والتي اسـتغلت في كثيـر من الدول الأجنـبيــة وبعض دول الخليـج ، علما بأن تلك الدول لا تشكو خزائنهـا نقصـا في الأمـوال ، ودول أخرى كالخليـج يتوفـر فيهـا النفط والغـــاز .
وقـد خلق الله الشـمس والقمر كآيـات دالة على كمال قدرته وعظم سلطانه ، وجعل شـعاع الشـمس مصـدرا للضيـاء على الأرض ، وجعل الشعاع المعكوس من سـطح القمـر نـــورا .
وقد عرف الانسان ومن زمن بعيـد كيف يستفـيد من تلك الأشـعة الشـمسـية ، كتجفيـف المحاصيـل الزراعيـة وتدفئـة المنازل ، وحتى في الحـروب بتركيـز الإشـعاع الشـمسـي على سـفن الأعـداء وحرقهـا ، كما فعل ارخميـدس عندما أحرق الأسـطول الروماني في عام 212 ق.م عن طريق المرايا التي نصبهـا وركزهـا للحصول على النار الحارقــــة .
وقد كان للعرب الفضل في انشاء اول محطة عالميــة للري بوساطة الطاقـة الشـمسـيـة التي كانت تعمل خمس ساعات في اليوم في المعادي بالقرب من القاهــرة .
انـه وان جـرت بعض التجارب هنا أو هناك في بلدنا وتم استخدامها في بعض الحالات والمشاريـع والخدمات ، الا انها جـرت على نطاق محـدود ، وضمن استثمـار الشـركـات في ذلك المجـــــال .
ان المطلـوب الآن أن تتولى الحكومة ، الدراسـة الجـادة ووضع كل الامكانيات المتاحـة والخبرة التي لا ينقص توفرها في شـعبنا ، من أجل ان نخرج الطاقـة البديلة الى حيـز الوجود والمتمثلـة في استخـدام الطاقـة الشـمسـية ، لا انتظـار احتكـار ذلك من دول او شـركـات ، ولا تـرددا من وضع العصـي في دولاب الإصلاح الذي يقـوم به الفاسـدون ، والعراقيـل التي يضعهـا المنتفعـون ، والذين لا يودوا ان تضـيع مصالحهـم ، حتى لو كان ذلك من أجـل صالـح الوطـن والمـواطــــــــن .