على اونا على دووي
اشياء كثيرة تباع في المزاد, وكثيرا ما يكون ارتفاع ثمنها مقترنا بقيمتها الرمزية. ولكن اي ثمن يمكن ان يساوي ما تساوي رمزيته امة باكملها?
مسدسات صدام حسين, تعرض في المزاد, وفي اسرائيل. هل ثمة شيء يبقى لكتابة مقال صحافي سيكون قاصرا ولا شيء, طالما انها الامة التي تعرض في المزاد على يد عدوها. مصادفة ان تكون هذه الامة من الاكثر غنى ( ولا اقول ثراء ) وان يكون دلال المزاد من الاكثر شهرة في تاريخ الشايلوكية التي نجحت في الابتياع والمصادرة.
في دراسات السيميولوجيا تختصر كلمة او اشارة او احالة عالم بكامله, وفي هذا المزاد لا يمكن الا وان يمثل مسدس صدام حسين سلاح العرب, وقوة العرب واستقلالية العرب. بصرف النظر عما اذا كنا نحب الرجل ام لا واذا كنا من اتباع سياسته ام لا, بل حتى ولو كنا من الذين نصبوا له ونصب لهم العداء السياسي. فهو رئيس دولة ( ايا الحقنا به من صفات ) الدولة التي حاولت ان تنهض بمشروع استقلال وقوة : استقلال اقتصادي في عملية تأميم لثروات يضعها كل المالكين الاخرين في يد الاجنبي, واستقلال سياسي, لمشروع وقرار لا وجود له لدى الاخرين لانه مصادر بيد من صادر الثروة, واستقلال عسكري في محاولة بناء جيش استطاع حماية البوابة الشرقية - وذاك ما كان مسموحا له - وتم تدميره كي لا يحمي البوابات الاخرى, خاصة الجنوبية - وذاك ما هو محرم عليه وعلى سواه. والنتيجة وقفة كرامة ممنوعة على العرب منذ مئات السنين, وحلم عربي ممنوع عليهم بثمن رقاب كل من تراءى لهم في لحظة يقظة.
فيما عدا ذلك, يمكن ان نطلق كل التهم على شخص صدام حسين وحكمه, وهنا ندخل دائرة الاختلاف السياسي المشروع, ويمكن ان ندين افعالا كثيرة قام بها, وذاك ما يدخل في باب المحاكمة النقدية المطلوب توفرها عند كل من يعرض صدره لاتخاذ مواقف.
وبذا, تكون قطعة السلاح التي تخص الرئيس الشرعي لدولة عربية كبرى قادت التحدي ضد الامريكي والاسرائيلي, هي الجيش العراقي الذي تم حله في اول قرار للاحتلال, وهي السلاح العراقي الذي تم تدميره باوامر امريكية - صهيونية, هي سيادة العراق واستقلاله. لكنها اكثر من ذلك : هي كرامة الامة واملها وسيادتها واستقلالها التي لم تعد قائمة الا في حجرات قلوب المناضلين من ابناء الشعب واصرارهم على المقاومة.
تقول الانباء إن المسدس المعروض للبيع يحمل صفة البابلي, وفي ذلك ايضا دلالة واضحة على ما كان يراه صاحبه وتراه اسرائيل من طبيعة علاقة بين السلاح العراقي - وافتراضا العربي - والدولة المغتصبة. لذلك لم يكن من المستغرب ان اول ما دمره الغزاة في المتحف العراقي هو الواح السبي البابلي, وان عرض المسدس البابلي في مزاد اسرائيلي هو انتقام لم يكتف بالانتقام الاول, قبل اكثر من الفي عام حفر اليهود لقورش اسوار بابل ليحتلها بثمن اعادتهم الى فلسطين.
يوم اخذت مومياء رمسيس الى فرنسا لمعالجتها, اصر بيغن على زيارته في مستشفى المومياءات ليقف امامه قائلا : ها نحن عدنا يا رمسيس.
والان يقف نتنياهو امام مسدس صدام حسين ليقول : ها نحن نسبي سلاحك يا من تجرأ على تهديد اسرائيل.
هي قطعة سلاح, لا بل هي سيف خالد بن الوليد, وسيف صلاح الدين, بل هي الامة كلها تقف على دكة الجواري وشايلوك يصرخ مناديا : على اونا على دووي .
هيفاء وهبي بفيديوهات خادشة للحياء والسلطات تتدخل .. ما القصة
الملك: نحتفل بروح الأسرة الواحدة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة
نقيب الصيادلة: نريد بحدود 200 مليون دينار من وزارة الصحة
الحزن يعم الوسط الفني بوفاة محمد عبد الحميد
أتمتة جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية منتصف 2026
مواطن يوثق عيوبا وخللا في أرضية جسر مشاة في مرج الحمام
اتفاق لتحسين أوضاع العاملين في مياه اليرموك
البدور: سداد 40 مليون دينار من مديونية مستشفى الملك المؤسس
وزيرا الشباب والبيئة يبحثان خطة استراتيجية النظافة الوطنية
اعتداء إسرائيلي بطائرة مسيرة يستهدف سد المنطرة
مقتل ثلاثة أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن
توقّع إنجاز اتفاقيتي امتياز لشركتين نقبتا عن الفوسفات بالريشة
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
طفل يسقط تاجًا ذهبيًا بقيمة 322 ألف دولار في متحف بكين
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025