الشعوب التي خدعت حكامها

mainThumb

14-04-2012 09:23 PM

 ساد اعتقادٌ واسعٌ لدى قطاعٍ كبيرٍ من حكامنا مفاده ان الشعوب العربية نامت لدرجة شعرت معها هذه القيادات ان هذه الشعوب ماتت ايضا ، مما دفعها الى عمل حصل إرث سريع اكتشف معه هؤلاء القادة ان الدولة بكل ما فيها باتت ملكاً شخصياً لهم ، فوهبوا الأراضي وقسموا الاموال وأعطوا الهبات عطاء من لا يملك الى من لا يستحق وتصرف الحكام في إدارة الدولة كما لو كانوا مخلدين . وعندما استفاقت هذه الشعوب بعد نوم عميق وطالبت بحقوقها وممتلكاتها تفاجئ الحكام من هذه الشعوب وشعروا بغدرها ، ليس لأنها طالبت بحقوقها ولكن لأنها استفاقت من نومها.

 
وعندما شعر الحكام ان التركة ستقسم وان السُّلطان لن يبقى والسُّلطات ستوزع من جديد ، وعندما ادركوا سوء إدارتهم كل تلك الفترة اضطر الحكام الى إنكار معرفتهم بهذه الشعوب كما حصل مع القذافي عندما قال لهم  من انتم؟  مما دفع الحكام الى الدفاع عن هذه المزارع والممتلكات وقتل وقمع وارهاب مواطنيهم .
 
ولكن الجوع كافر والظلم ايضا كافر والثورة التي بدأت بحجر لم يعد مقبولا ان تتراجع فالكل تعلق بها واعلن انها كل مستقبله . ومع كل هذا لم يقدر الحكام قوة التغيير القادمة والرغبة العظيمة لدى شعوبهم بضرورة استعادة سلطانهم وسلطاتهم وممارسة كل حقوقهم والقضاء على من اغتصب عقولهم قبل حقوقهم. 
 
خدعت الشعوب حكامها واعلنوا عن مؤامرتهم عليهم وحصلوا على حقوقهم كاملة ، ولكن هل ستستطيع استثمار هذه الحقوق ؟وتنميتها؟ وجعلها ارضية خصبة لانطلاق عقول الشباب وابداعهم ؟ هل ستساهم هذه الحقوق بالحد من الفقر والبطالة ؟ هل نستطيع باسم الثورة والشهداء ان نحافظ على هذه المكاسب؟ هل نستطيع ان نخرج بالدول من حالة التبعية وعدم استقرار القرار الوطني الى ما يؤهلنا لنكون اصحاب مبادرة.
 
ولكن هنا من الذي اضر وخدع الاخر: الشعوب التي نامت واعتقد الحكام انها ماتت ام الحكام الذين طغوا وتجبروا ؟
 
منذ البداية لو شعر الحكام ان شعوبهم موجودة وانها ما زالت على قيد الحياة لما استبدوا ، ولبقيت اللغة المشتركة موجودة بينهم ، ولما احتاج الرئيس زين العابدين الى وقت طويل حتى يفهم ابناء شعبه ويعلن بملئ فمه العبارة المشهورة  الان فهمتكم  .
 
ولكن الشعب الذي قدس الحكام وعبدهم،هو الذي دفعهم الى ممارسة هكذا ادارة، وعندما اكتشف انهم ليسوا الا بشر مثلنا كفر بهم ونزع ورقة التوت عنهم واظهر كامل سوءاتهم، عندها لم يعد لهم رغبة في الحكم او البقاء وبحثوا عن حفظ المكانة كما حدث مع حسني مبارك الذي راهن على عاطفة شعبه وكبر قلبه. ولكن هيهات، الشعوب التي غيبت استفاقت وجاءت اليوم لتنتقم، ولا عاصم لكم اليوم الا الله.
 
الشعوب هي التي خدعت حكامها بعدما اعطتهم الامان ، فنام ضميرهم بعدما نامت شعوبهم .
 
 
عاش الاردن دائما حمى عربياً هاشمياً لا ينحني ابناؤه الا لله


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد