قلوب صامتة

قلوب صامتة

16-04-2012 09:29 PM

 قرأت في عينيك حروفًا تشع بالأمل و العزيمة، قرأت  في عينيك قصة تتكلم صامتة عن مدى يأسها و تقول: لم يكن ذلك بمشيئتي، لم يكن هذا بإرادتي، لكني بعزيمتي سأسطر معاناتي بحروف من الذهب لتعلمكم أنتم أيها الأصحاء يا من لم تدركوا يومًا سر صمودي ....

          
           تركت في أزقة عقولكم حياة تعج بالكآبة، لكنها في نظري حياة لم تختلف كثيراً عن حياتكم، و سأعدكم بأن أترك بين يديكم زهرة تعلمكم كيف يكون النجاح. جئت و لم يكن لدي همٌ سوى أن أغرس بصمة في عالمي، لتعلموا أن طفولتي علمتني الكثير، و أن حياتي و نظرة العالم إلي علمتني الكثير و أن لمسة حنان من والدتي و حتى من شخص لم أعرفه يومًا كانت تعني لي الكثير .
      
          أنظر من حولي  فأرى الجميع مشغولين بمظهري و لا يدركون أن داخل هذا الجسد يكمن طفل يريد الحياة مثلكم، كم هي مؤلمة كانت نظرة أمي حينما رأتني و لأول مرة، كم هي مؤلمة نظرتها التي تخفي حسرة في قلبها، ثم لم تستطع أن تتمالك نفسها و انفجرت بالبكاء، و بعد مرور عدة سنين أقنعت نفسها بالصواب، استطاعت أن تنظر إلي كطفل عادي باحتياجات عديدة .
        
           كنت أحيانًا أبكي، لكن و بعد بحظات أرى البسمة ترتسم على شفاهي، كنت ألعب مع الأطفال- في الحقيقة لم ألعب معهم بل كنت أراقبهم من بعيد- و عندما اقترب أحدهم و سألني: ما بك؟ أجبته: لا أدري. كنت أسأل نفسي كثيراً لم لا ألعب معهم ؟ كنت أسأل نفسي أسئلة كثيرة، ثم أرد على نفسي بنفسي و أنعت أسئلتي بالغباء .
           و عندما كبرت زاد همي و كبرت دمعتي التي كانت رفيقتي، فقد أدركت حينها أنني عاجز، أدركت بأن بيني و بين أترابي طرق مليئة بالحواجز، حواجز كانوا هم من وضعوها أمامي.
 
           كم حاولت أن أسكن قلبي في بلاد المحبة، لا الشفقة، كم حاولت أن أري العالم إنجازاتي التي فاقت بإرادتي إنجازات كثر ممن وهبهم الله ما لم يهبني، كم كنت أنظر مستمتعًا عندما أرى من هم مثلي سائرين على درب النجاح، على درب الإرادة، فكل صباح تدخل أشعة الشمس من نافذة غرفتي لتعطيني من أشعتها أملاً لأشرق من جديد، لأترجم أفكاري على أرض الواقع، لأزين معاناتي حتى أنساها، لأندمج مع من هم حولي بطريقة طبيعية، لأقول كلمة واحدة لأقول بأني فعّال، لأقول أني لن أظل عاجزاً .....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد