قبل ان ابدا هذا المقال وقبل ان يقوم ازلام هذا الرجل المسمون بالمقاومين للاستعلاء والشيطان الاكبر( الولايات المتحدة) وللصهاينة والمحررين المستقبليين للقدس وفلسطين بالهجوم على هذا المقال ونعتي بافضل الصفات المعهودة عندهم ,اقول لهم ,الم يحن الوقت ان تزول هذه الغشاوة عن اعينكم لتبصروا الحقيقة المرة لهذا النظام القائم بايران؟ ام ان جيوبكم لا تكاد تنقص من الدولارات الايرانية حتى يعودوا ويملاؤوها لكم حتى يبقون على العمى الذي انتم تنعمون به؟ بالله عليكم , ماذا يمكن ان تسمون زيارة هذا الزعيم المقاوم والذي سيمحوا اسرائيل من الخارطة لجزر عربية تم اعتصابها عنوة من قبل الشاه سابقا؟ هذا الشاه الذي ثار عيله هو وزمرته الموجودة الآن بالحكم بطهران بسبب ظلمه وطغيانه لشعبه ووتهديده واعتدائه على حقوق جيرانه, بالاضافة الى عمالته لامريكيا واسرائيل كما يدعون, الم يكن من الاجدر لهذا الزعيم اذا كان صادقا هو وثورته ان تكون اولى خطواته هي تجاه دول الخليج المجاورة من خلال ابداء حسن النية والتقرب منهم باعادة الحق الى اهله اي الجزر الثلاث لاصحابها الاماراتيون بدل التحدي والاستفزاز لهم ولكل العرب؟ والا ما الفرق بين هذه المسماة الثورة الاسلامية ونظام الشاه السابق ؟ و ما الفرق بين اسرائيل التي يريد ان يمحوها عن الخريطة بسبب احتلالها واغتصابها لارض فلسطين واحتلاله هو للجزر الثلاث العربية ؟ فالاحتلال بالنهاية احتلال, الا اذا كان تحرير الاقصى والقدس يمر عبر هذه الجزر وعبر تصدير ثورته الى بعض دول الخليج الذي ما فتيء هو وزلمه بالمنطقة من اثارة الفتن الطائفية فيها ومحاولة الاعتداء على سيادتها والعبث باستقرارها؟ للحقيقة نقول ان هذه الزيارة اناطت اللثام عن الوجه الطائفي الحقيقي لهذا الرجل وزلمه والمنتشرون ببعض الدول العربية والتي على هذه الدول ان تعيد حساباتها الداخلية جيدا , ثم على هذه الفئة والتي تعيش في هذه البدان العربية ان تحدد انتمائها وولائها هل هي لهذا الرجل ام لاوطانها؟ و ان تسأل نفسها الى اين تسير وتتمعن بكل عمل او تصريح لهذا الشخص اذا ما ارادوا ان يعودوا الى رشدهم وان يبقوا مواطنون صالحين ويحصلوا على حقوقهم.
ان قيام هذا الشخص بزيارة الى جزيرة ابو موسى وبهذا التوقيت لها اكثر من رسالة الى دول الخليج بصفة خاصة والدول العربية والغرب بصفة عامة واما الرسالة الاولى: فهي ان ايران موجودة على سواحل هذه الدول الخليجية وهي قريبة جدا من عمقهم الاستراتيجي فيما اذا فكروا ان يتدخلوا ويدعموا اي مجهود امريكي غربي ضد ايران وانها الاخيرة قادرة في اي وقت من ضرب هذا العمق الخليجي ويدها طويلة لدرجة ان لا احد من هذه الدول تستطيع العبث بامنها دون ان تلقى العقاب , واما الرسالة الثانية: فهي بكل بساطة للداعمين للثورة السورية بان ايران قادرة على الرد عليهم بكل سهولة في دعم التحركات ضد انظمة هذه الدول ومثالا على ذلك ما يحصل من تدخل في البحرين وشرق السعودية والعراق ولبنان وسوريا نفسها لذلك هذه الزيارة هي تهديد مبطن واظهار للقوة ضد هذه الدول للكف عن التدخل بسوريا وبالذات دعم تسليح الثورة السورية, ان هذا التهديد ليس موجها لدولة الامارت العربية وحدها ولو ان ظاهره الاستفزازي لها بحكم ان الجزيرة امارتية مغتصبة وانما لكل دول الخليج بالذات والدول العربية الداعمة لها واما الرسالة الاخيرة: فهي بالتاكيد للولايات المتحدة والغرب بان ايران قريبة جدا من تواجدهم بالخليج ومن بعض قواعدهم العسكرية وهي قادرة على رشق هذه القواعد بالعديد من الصواريخ في حالة مهاجمتها والحاق الاذى بهم, اذا فهذه الزيارة هي زيارة ردع لا اكثر وعرض للعضلات كما رسمها ونفذها الرئيس الايران والتي باعتقادنا واهية جدا ولا قيمة لها لانه فقط لو قارنا قوة الطرف الاخر مما يمتلكه من التكنولوجيا والاسلحة المتقدمة والفتاكه والقادرة على الوصول الى اي جزيء بايران والفتك به ليس فقط من قواعدهم بالخليج ولكن من اماكن متعددة وحرب العراق اكبر مثال على هذا.
ان هذا الاستفزاز في هذا التوقيت وفي هذا المكان وهو جزيرة ابو موسى المحتلة كان اكبر خطأ ارتكبه هذا الرئيس ضد نفسه وضد بلده بالدرجة الاولى واثارها السلبية عليه وعلى نظامه اكثر بكثير مما خطط له حيث ان هذه الدول الخليجية ما كانت ولم تكن ضد ايران في يوم من الايام واكبر دليل على ذلك رفضها المعلن والصريح استخدام اراضيها ضد ضرب ايران وما وقوفها حتى الى جانب المشروع الايراني النووي ووصفه بانه مشروع اسلامي رادع للمشروع النووي الاسرائيلي لدليل اخرعلى مدى الخطأ والخسارة التي الحقتها هذه الزيارة الرعناء بالنظام الايراني بخسرانه عمقه العربي و الاسلامي والذي هو في امس الحاجة له الآن وكان الاحرى به عدم زيادة اعدائه في الوقت الحاضر ,وهذا اذا دل فانما يدل على تصرفات شخص متسرع ومتهور و في الوقت الخطأ , فبعد المحاصرة و المقاطعة له اقتصاديا من قبل العالم كله والتي بدأت تعطي ثمارها على الساحة الايرانية وخاصة المقطاعة الاقتصادية والمالية هذا بالاضافة الى مقاطعة شراء البترول التي ستلحق في نهاية هذا الشهر والذي يمثل الشريان الرئيسي الذي يمد ايران واذنابها بالمنطقة بالدولارات ,هذا الشريان سييتم تجفيفة في نهاية هذا الشهر , وأما الدليل الاخر على عدم حكمة قرارات هذا الشخص والتي باعتقادنا هي قرارات عمياء, هو استفزازه لدولة الامارات العربية التي تمثل شريان اقتصادي مهم لايران, فلو كان هذا الشخص عنده ذرة من الحكمة والادراك ويدعي انه مسلم فلماذا لا يقوم بمحاورة ومفاوضة دولة الامارت العربية المسلمة حول هذه الجزر والعودة الى التحكيم الدولي ؟ هذه الدولة المسماه الجمهورية الاسلامية تفاوض الشيطان الاكبر والشياطين الصغر , فكان الاجدر بها ان تفاوض دولة اسلامية جارة لها وتتفق وتعمق علاقاتها معها , لكن بدل هذا يأتي ويتحدى ويعرض عضلات واهية الايام المقبلة ستبرهن هذا لزلمه ولهذه الدولة المثيرة لكل الفتن المنتشرة في العديد من الدول .
اننا كنا نتظر ردا حازما وصريحا وقويا في الاجتماع الاخير بالدوحة ضد هذا الزعيم الذي تمادى على حرمة الارض العربية الامارتية من خلال هذه الزيارة وان يتم ردعه ,فدولة الامارات العربية ومن ورائها دول الخليج والدول العربية تملك الكثير من اوراق الضغط على هذه الدولة وفي هذا الوقت بالذات ,فمثلا دولة الامارات العربية تملك من العلاقات الدولية ما تجعل الضغط على هذا الزعيم كبيرا لا يقدر على مواجهته هذا بالاضافة الى موقعها الجغرافي وتأثيرها القوي على الاقتصاد الايراني بحكم العلاقات التجارية بينهما , نحن نثمن حكمة وتروي القيادة الامارتية والتي تتمتع بهما منذ مؤسسها الاول الشيخ زايد رحمه الله ووصولا الى الشيخ خليفه امد الله بعمره وولي عهده وحكام الامارات جميعهم, واذ نثمن هذه التهدئة وعدم التصعيد الا اننا نطرح سؤالا هل هذا الزعيم يثمن هذه المواقف الرجولية والحكيمة الصادقة ؟ لنرى الايام المقبلة لتجيب على هذا السؤال ,كما ان الدول العربية الاخرى تملك من الادوات والتي تجعل هذا الشخص يحسب الف حساب لها عند اية خطوة له ,فمثلا بامكان الدول العربية ان تساعد وتنمي المقاومة بالاهواز العربية والتي تم الاستيلاء عليها من قبل ايران ولا زال اهلها السنة يعانون التمييز والتفرقة والظلم وهم ثائرون على هذا النظام وينتظرون المساعدة , تستطيع هذه الدول ان تهز مضاجع الايرانيين بالعراق من خلال دعم مطالب اهل السنة وعدم تركهم وحدهم يخوضون حربا غير متكافأه ودعم المصلحين الايرانين ماليا واعلانيا, بالاضافة الى الكثير والكثير من الاساليب التي يمكن ان تردع هذا لرجل ونظامه بالكف عن التدخل في العديد من الدول العربية والتعامل بطريقة الاحترام المتبادل,فليستفيق العرب وبالذات دول الخليج قبل فوات الاوان.
اخيرا نقول لكل العرب ان زيارة هذا الرجل لهذه الجزيرة تحمل نوايا عدوانية ليس ضد دولة الامارات العربية وانما لكل الدول الخليجية والعربية, والدليل على ذلك انه ومنذ ان احتل الشاه هذه الجزر الثلاث بالسبعينيات لم يتجرأ اي زعيم ايراني على القيام بمثل هذه الزيارة الا هذا الزعيم , اتعلمون لماذا ؟ لانه حقا ارعن لا يدرك اين هي مصالحه بالذات وكيف يمكن ان يدعمها ويقي بلده الدمار القادم سواء بالدمار الاقتصادي أو بالحرب والمتوقعة مئة بالمئة حتى لو خلع سرواله للغرب كما فعل العديد من الزعماء الثوريين فبله , لان الغرب بقيادة امريكا و من ورائهم اسرائيل ستهاجمه ولن تسمح له بالبقاء هذا بعد ان يشحد الشعب الايران ويرمل نسائه ويدمر اقتصاده ويشتت ابنائه, وليعلم المقاومين والصامدين بوجه برنامج الغرب واسرائيل بالمنطقة كما يسمون انفسهم ,ان تدمير هذا الرجل ليس لانه خطر على اسرائيل والمشروع الغربي بالمنطقة كما يدعون ,ابدا لان هذا الرجل هو بوق لا اكثر ولن يهاجم اسرائيل مطلقا اذا ما تركوه لحاله يخطط لاحلامه الطائفية المقيتة بالمنطقة , بل انهم سيهاجمونه ويدمرونه لانه خطر ليس على الامن العسكري العالمي فهو لايشكل اية قوة تذكر امام ترسانة الغرب المدعمة باحدث تكنولوجيا وانما لانه خطر على الاقتصاد العالمي وهذا ما يهم الشركات العالمية بالدرجة الاولى لانها هي التي تحكم العالم وتديره ولا يهمها اي دولة في هذا الكون حتى اسرائيل اذا لزم الامر سيدمرونها , فهل فهمتم ايها المقاومون والمنتفعون من زلم هذا النظام؟.