عجبت حين قرأت هذا العنوان على صفحات الفيس بوك من شباب نشطين غيورين على الدين متحمسين لنصرته، يكيلون الذم للأمة ومنها الذين يتابعون اراب ايدول، وبالأخص للذين حزنوا منهم على خروج هذا المتسابق أو ذاك باعتبارهم غافلين عن هموم الأمة منشغلين بالبرامج الملهية التي طائل منها ولا غناء.
يجب أولا وقبل كل شيء أن نذكر بسنة النبي التي ترى الخير في هذه الأمة الخير فيّ وفي أمتي إلى قيام الساعة، من قال هلك الناس فهو أهلكهم، لا يزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من عاداهم.... ، سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها ، لا تجتمع أمتي على خطأ ومن قبله قوله عز وجل ويتبع غير سبيل المؤمنين فهذه النصوص جميعا تؤكد أن الأمة بمجموعها لم تزل تتصف بصفات الخيرية، وإن انشغال بعض أفراد الأمة أو معظمهم في الملهيات كالمسلسلات التلفزيونية، أو البرامج الفضائية، أو المسابقات اليومية والأسبوعية يجب ان يأخذ حجمه الحقيقي من النقد والمناقشة بدلا من تهويل الأمر وجعله وكأن الأمة خلعت الإسلام عن ربقتها حين تابعت هذا المسلسل أو ذاك .
ما موقع هذه البرامج من احكام الدين ؟
1 - هل في متابعتها إنكار للتوحيد، أو تشريك بالله، أو طعن في الخالق أو موجبة لما يكفر به المسلم ؟
لا إذن هي ليست من الشركيات المخرجة من الملة .
2- هل متابعة هذه البرامج تنزل منزلةالكبائر كقتل النفس والعقوق والسحر واكل الربا والتولي يوم الزحف ... ؟
لا ، إذن هي ليست من الكبائر .
فإذا لم تكن من الشركيات ولا من الكبائر فهي لا تعدو كونها من صغائر الذنوب، والتي وإن تعلق بها الأفراد فيكفي منهم التوبة الصادقة على محو ما ترتب عليها من ذنوب ولا يجوز أن تنزل منزلة الكفر أو الشرك أو الكبائر المهلكة فتدعو على الامة بالهلاك لارتكابها شيئا من الصغائر .
ثم ألسنا في زمن كثرت فيه الفتن ؟
قبل أن نحاكم الأمة ونتهمها بالانشغال عن قضاياها الكبرى ألا يجب أن نلاحظ أسباب ذلك ؟
1 - أين دور المؤسسات التربوية والتعليمية والتي يجب ان تؤمن التربية الحقة للأفراد والتي تحثهم على الاهتمام بقضاياهم الكبرى وتقوم بالدور الناجع في ذلك؟ أهي التربية الأسرية أم المدرسية أمالجامعية أم المجتمعية، أم تربية الدولة للأفراد . هنالك قصور كبير في هذا الجانب .
2 - أين الاشتراك الحق لأفراد الأمة في معالجة قضاياهم، من خلال انتخاب حقيقي أو استفتاء أو اقتراح أو اعتراض على مشاريع قرارات ... الخ .
3- أين دور المؤسسات الإعلامية في توعية الامة بقضاياها المصيرية ؟
إن الغالبية العظمى من المتابعين لهذه البرامج وحتى المصوتين فيها لا يقصدون من ذلك الإساءة إلى الإسلام ولا هدمه، ولا العمل على نشر الرذيلة، ولا إشغال شباب الأمة وإلهائهم، بل يعلمون سخافة هذه البرامج وتفاهتها، وإنما وجدوا فيها شيئا يملأ فراغهم، فأشغلوا نفسهم به ، وإني على يقين بأن معظم الشباب حين يأتي نداء الواجب لنصرة الإسلام، والدعوة إلى الحق،سنجدهم في مقدم الصفوف الداعين إلى ذلك.
فأحسنوا الظن في شباب الأمة، وأنزلوااهتماماتهم وما يشغلهم منزلتها الحقة دون مبالغة أو تهويل، وقدموا لهم التوجيه المناسب.
فهم الذين يعقد بهم امل هذه الامة، ويحضرني أن أذكر مقالة سيدة في ميدان التحرير عن أبنائها الذين خرجوا دفعا للظلم ونصرة للحق قائلة احنا افتكرناهم جيل بايظ، جيل الكمبيوتر والبلاي ستيشن، دول طلعوا رجالة وعملوا اللي محدش قدر يعملوا .