الرئيس المجري وبشار الأسد

الرئيس المجري وبشار الأسد

23-04-2012 11:23 PM

قبل ايام صدر قرار إحدى الجامعات المجرية بعدم صحة رسالة الدكتوراة التي قدمها السيد بال شميت رئيس المجر الحالي لنيل شهادة الدكتوراة عام 1992 ، متهمةً أياه بانتحالها عن مصادر عديدة .
بناءاً على هذه الفضيحة قرر الرئيس المجري الاستقالة من منصبه الذي شغله منذ 6-أغسطس 2010 لغاية أول أمس 2-ابريل 2012 .
في عام 1992 قدم بال شميت أطروحته لنيل درجة الدكتوراة وكانت حول الألعاب الأوليمبية في العصر الحديث ، غير أنه تبين بعد 20 عاماً (خلال الأشهر الأولى من عام 2012) أنها كانت مجرد ترجمة حرفية إلى حد كبير لرسالة الباحث البلغاري نيكولاي جيورجيف سنة 1987 وأخذ أجزاء أخرى من دراسة للباحث الألماني كلاوس هاينمان .
في 29- مارس 2012 أعلنت جامعة سيملوايس عن سحبها لشهادة الدكتوراه من رئيس الجمهورية بال شميت اثر تاكد نسخه لاجزاء كبيرة منها من كتب ومصادر اخرى .
فأعلن الرجل استقالته في 2- ابريل 2012
وقال مخاطباً شعبه :
إن “الرئيس يجسد وحدة الأمة، وفي الموقف الراهن أشعر بأنني ملزم بالتخلي عن منصب الرئاسة”.
 
نعم ، فقد شعر الرئيس بأن ما اقترفت يداه قبل عشرين عاماً أثار لغطاً واسعاً في أوساط الشعب المجري ، حيث انقسم الرأي العام بين مطالب باستقالته وبين مطالب بطي صفحة الرسالة المسروقة ، فما كان منه إلا أن امتثل لصوت العقل ، وحفاظاً على وحدة شعبه ، استسلم واستقال .
 
في عام 2004 قدم وزير الدفاع الأمريكي أحد أبرز صقور البيت الأبيض دونالد رامسفيلد استقالته إثر فضيحة سجن أبو غريب ، وما ظهر من صور تعرية للسجناء العراقيين وتعذيب ، وتنقل جريدة الشرق الأوسط عن رامسفيلد قوله :
 تلك الأحداث وقعت أثناء خدمتي. بصفتي وزيرا للدفاع فأنا أتحمل المسؤولية الكاملة  عن حدوثها  
عدد 5 فبراير 2005 العدد 9566
 
الدكتور بال شميت كان دكتوراً مزيّفاً ، لكنه أنظف مليون مرة من دكتور حقيقي يحمل شهادة في الطب إسمه بشار الأسد ، فالأول وصل إلى الرئاسة من خلال انتخابات عادلة ، بينما وصل الثاني إليها من خلال دبابات أبيه وجلاوزته ورجال حزبه الذين داسوا على كرامة الشعب السوري لثلاثين عاماً ...
الدكتور المزيّف بال شميت حرص على وحدة أمته وآثر التنازل بكرامته عن عرش الرئاسة ، بينما الدكتور الشرعي ظل متمسكاً بكرسي الرئاسة ولو أفنى في سبيله جميع أبناء شعبه ، ما بين تقتيل وتشريد واغتصاب واعتقال وإذلال وتشويه .
الدكتور المزيف ليس من زيّف شهادة جامعية لنيل درجة علمية ، لكنه ذاك الذي حصل على شهادة الطب ، والذي أقسم قسم الطبيب ليكون إنساناً قبل كل شيء ، ويسعى إلى تخفيف آلام الناس لا أن يسومهم سوء العذاب ويتفنن في إيلامهم وقتلهم وتعذيبهم ...
كم من قتيل تنتظر أن يسقط يا بشار بعد أن تجاوزوا ال10000 قتيل حتى تشعر بحجم المسؤولية والفضيحة التاريخية التي تغرق فيها ؟؟؟
كم من بيت وقرية ومدينة ستسوّيها بالأرض من مدن شعبك حتى تستوعب حجم القذارة التي تلوغ فيها ؟؟؟؟
كم من قلعة أثرية عمرها عشرات القرون ستقصف وتدمر قبل أن تدرك حجم دونيتك وافتقارك لأبسط صفات البشر ناهيك عن صفات الطبيب .
كم من حق من حقوق الإنسان ستنتهك قبل أن تدرك بؤس الزمان الذي أجلسك على رقاب شعبك في سوريا ؟؟؟؟
الكثير والكثير من كرامتك وإنسانيتك وشهادتك تسقط مع سقوط كل شهيد أو جريح أو قذيفة على رأس وطنك ....
لم يبقَ فيك شيئاً من الكرامة أو الإنسانية إلا رمزية اسمك الذي هو الأسد ، نعم الأسد ، ملك الغابة , ملك جميع الحيوانات ....
 
 
 
الأردن - الإمارات
 
drosamajamal@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد