الشعب مصدر السلطات وهو أيضا السلطة الخامسة

mainThumb

26-04-2012 04:50 PM

الربيع العربي ليس حركةً خارج الواقع ، بل هو الواقع ، ولكنه تأخر عشرة أعوام في أقل تقدير ، وهو حركةٌ لم تنتهِ للآن ، ولكن من يحسن التعامل معها سيعبر معها الى مراحل إضافية يكون عنوانها ترحيل المزيد من الصلاحيات إلى حساب الشعب الذي هو مصدر السلطات وصانعها كلها .

الشعب هو السلطة الخامسة التي نزلت الى الشارع ، وعبرت عن رأيها بنفسها ، وسحبت كامل سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية ، فنفذت وشرًعت وحاكمت ، وعادت بنا الى ما يُعرف بالديموقراطية المباشرة التي وُجدت في المدن اليونانية القديمة ، واثبتت ان إتساع مساحة الدولة وزيادة عدد سكانها لم يعد عائقاً في سبيل ممارسة الشعب لسلطاته .

إن الثورة في عالم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإبداع شبكات التواصل الإجتماعي ، جعلت الشعب يدخل إلى غرفة صفية ، ويأخذ محاضرةً جماعيةً تتعلق بكيفية ممارسة حقوقه والمحافظة عليها ، وكيفية مراقبة أعمال الحكومة ، بل أكثر من ذلك ، فلقد درس المواطن في هذه الغرف الصفية أفضل التشريعات اللازمة التي تُلبي طموحه ويحاول الآن إقرارها .

إذن لم نعد إمام سُلطات ثلاث فقط مضافاً إليها الصحافة كسلطة معنوية رابعة تراقب أعمال الحكومة ، ولكن السلطة الخامسة ظهرت أخيراً ، وأعلنت عن نشاطها ، وطالبت بإسترداد كامل صلاحياتها على أمل أن تعيد تقسيمها وفصلها من جديد . وأصدرت هذه السلطة تحذيرها للجميع بأن خيوط اللعبة بيدها ، وهي قادرة على تعطيل العمل في الدولة كلها إن ظهرت عمليات الإعتداء على الشعب من جديد .

الشعب مصدر السلطات حقيقةً واضحةً ، وهي أصلاً ، المنطلق الذي إستطاع من خلاله واضعي نظرية العقد الإجتماعي (هوبز ، لوك ، روسو) تفسير أساس قيام الدولة ، بل هي الشرعية التي قامت عليها النظريات الدستورية كلها .

لذلك لا بد أن يُدرس الشعب ليس بوصفه من مقومات الدولة بل يجب أن يُدرس على أنه الدولة وأنه السلطة نفسها وليس مصدرها .

في الأنظمة الجمهورية استعادت الشعوب كامل سلطاتها وقلبت أنظمة الحكم عبر ثورات شعبية حاشدة ، أما في الأنظمة الملكية فإن العلاقة بين الشعب والملك بقيت كما كانت تعاقدية بامتياز وحركة الإصلاح بدأت وبنظرة تعاهدية أيضا بين الطرفين ، وركب الملك والشعب نفس المركب ، وتوحدت رؤاهم باتجاه عملية الإصلاح ، وبما أن الرؤية باتت واحدة فستكون النظرة إلى المستقبل واحدة وبالتالي لن يسير المركب أو يسمح له إن يسير إلا باتجاه شاطئ الأمان .

الشعب هو الدولة وهو أصل السلطات ومصدرها

عاش الأردن دائماً حمى عربياً هاشمياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد