النــواب في واد والشـعب في واد آخــر

mainThumb

28-04-2012 02:10 PM

 كـل مـرة يثبــت النواب أنهـم في واد والشـعب الأردنـي في واد آخـر ، لا يكترثـون لرأيــه ، ولا يلتفـتون الى همومــه ومشـاكلــه ، ولا يعملـون لـه حسـاب في أي من القضـايـا التي عليهـا خـلاف ، خاصـة اذا كان الأمـر يتعلـق بهــم .

 
هـل اكترثـوا بـرد الفعـل المستهجـن والمستغرب من تصرفهـم ، حينما ردوا ملفـات القضايـا التي عليهـا اهتمام واجماع من الشـعب ، والتي حولهـا تحـوم شـبهات الفسـاد ، مثل ملفات الكازينـو والفوسـفات وغيرهـا ، والتي كان من الأجـدى أن تحال للقضاء الأردني النزيــه ، ليقول كلمتـه فيهـا ، يـدان من تثبـت عليـه الإدانـة ، ويعاقـب حـسـب الجـرم الذي ارتكبــه ، وأن تعـاد الأمـوال المنهوبة والمسروقة من أموال الدولة والشـعب الى اصحابهــا ، أما من ثبتـت برائتـه يحق له أن يعـود وتنصـب من أجلــه الخيــام وتقام الاحتفالات تكريما لــه .
مــا أن نسـتـفيـق من كابـوس ، الا ويدخلـونـنا في كابـوس آخـر ، فقـد كانوا البارحـة في صـراع من أجـل ان ينالوا جواز سـفر أحمـر ، يميزهـم عن غيرهـم من الشـعب ، وقبل ان نستفيق من عقم ذلك المشروع ونقاشـه ، اذ بهم يصوتـون مع مجلس الأعيـان في جلسـة مشـتركة ، على أن ينالوا راتبـا تقاعـديــا أبـديا ، بــدون شــروط ولا قيــــود .
 
بذلـك ميـزوا أنفسـهـم عن الشـعب الذي لـولاه لما وصلوا الى ما هـم فيــه ، ولـم يؤتـوه بحقـوقـه الكثيـرة المهضومــة ، ليكـون للشـعب كلمـة أخـرى ربما تكون لصالحهــم ، لو تم انصافهـــم .
هـاهـم متقاعـدوا الضمان الاجتماعـي مثــلا يـدبون الصـوت ليل نهــار ، من أجـل أن ينصـفوا في رواتبهـم التقاعـديــة ، وفي الزيــادة كي تكـون متناسـبة مع الغـلاء ، وارتفاع اثمـان الخـدمات باسـتمـرار ،  وعندما جاءت الزيـادة السـنوية لهم كانت لا تتجاوز الدنانير وما يعد على أصابع اليـد ، فتركوهــم لصراخهـم وشـكواهـم دون اكتـراث . 
 
وهـاهـم من أجـل أنفسـهـم وبالتعاون مع مجلس الأعيـان استطاعـوا بفترة قياسـية ، أن ينهـوا موضوعـهم كما أرادوا دون إكتــراث لإعتــراض ، ودون النظــر الى عجـز ميزانيـة الدولــة ، التي قاربت على 14 مليار دولار ، ودون الإكتراث بما يعانـي الوضع الاقتصادي للبلد ، وما يعيشــه المواطــن ، في ظل تلك الأوضـاع الماديـة القاســية ، ومايعانيــه من مصـاريف للبيــت والأولاد ، خاصـة من لــه أبنـاء في الجامعــات ، أو في الصحـة ومن لا يملـك تأمينــا صحيـــا يعيـنــه عند الحاجـــــة .
 
إنني اتســائل وغيـري كثيـرون أيضــا يتسـائلون ، على ماذا كرم النواب أنفسـهم ، ونحن منذ أن جاء نوابنا وعن دوائرنــا لم نرهـم ولو مرة واحـدة بعد فوزهــم في الانتخابات ، الى تلك الدوائـر التي نصبوا خيمهم وأقاموا مقراتهم فيهـا ، أثناء الانتخابات ، ليتفقـدوا حالها وحاجـة سـاكنيها ، بل زادت المشـاكل فيهـا ، وتغيـرت الخدمات فيها الى الأســوأ ، حيـث أثبـتـوا انهم لم يكونوا على قـدر المسؤوليـة ، ولم ينفـذوا ما وعـدوا بـه في حملتهـم الانتخابيـــــــة الناخبيــــــن .
 
ان الأمـل معقــودا على ســيدنـا أبا الحســين أطال الله في عمــره، كمـا فعل مع الحكومـة التي لم تكن عنـد حسـن الظـن ، ولم تترجــم الرسـالة السـاميـة التي أوجزها لهم في كتابه السامي عند التكليــف ، بأن يعملوا من أجـل أزاحـة الفسـاد ، وأن تكون الأولويــة في الإصـلاح الاقتصـادي ، يلمســه المواطــن على الواقــع ، الا ان الفتـرة التي سـيروا فيها أمور الدولــة ، لم ترضـي سـيدنا الذي يعرف نبضـات شــعبه ، فما كان منـه الا ان أزاحهــا ، وسـيكون مصيـر مجلس النواب كمصيرهــا ان لم يعودوا الى جـادة الصـواب ، ويعملوا من أجل الوطــن والشـعب أولا ، قبل ان يهتموا بمصالحهـم الشـخصيــة  ، وأن لا يجعـلهم يتغولون على الوطن ، وان لا يصــدق على ذلك القانـون الذي سـنوه لأنفســهم ، وبذلك يكون قـد انتصـر للشـعب عليهــم كما عودهــم وانتصــر لهــم في كـــل مـــرة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد