ترجل الفارس الاردني القاضي عون ورحل

mainThumb

02-05-2012 08:35 PM

لقد رحل بسكوت هذا الفارس الاردني النشمي وترجل مرفوع الراس ليخدم وطنه في مجالات اخرى , كيف لا وهو الذي حمل اسم الاردن عالميا من خلال عمله كقاضي ونائب لرئيس اعلى محكمة في هذا العالم وهي محكمة العدل الدولية, وللعلم فهو لن يكون الاول ولا الاخير من هؤلاء الاردنيون الاوفياء لوطنهم الذين يجبرون على الرحيل , فلقد ترجل و رحل العديد من هؤلاء الشرفاء وهنا لا بد من تذكر ذلك الفارس الاردني وصفي التل المغفور له باذن الله والذي بصمته لا زالت محفورة بقلوب وعقول كل الاردنيين بمختلف انتماءاتهم واصولهم , فلقد ضحى بحياته و دفعها ثمنا للمحافظة على هذا الوطن متماسكا وسليما ومعفيا والذي ينعم به كل الاردنيون الآن , ان عزاؤنا ان القاضي عون لا زال على قيد الحياة ونسأل الله ان يمد في عمره ليعود مرة ثانية في خدمة وطنه ومليكه و فالوطن بحاجة له ولامثاله وخاصة في هذه الظروف ولو ترجل هذا البطل اليوم ورحل فلا بد وان يأتي يوم يعود لخدمة هذا الوطن , ويكفيه فخرا انه رحل ويداه نظيفتان من قوت المواطن الاردني بل على العكس تشرفتا بالقبض على اعناق الفاسدين والعابثين بقوت المواطن الاردني وسيسجل له التاريخ الاردني بانه اول من حارب الفساد وبدأ براسه وكل اذنابه في هذا الوطن الذي للاسف لا يزال يئن تحت وطأة نفوذ هؤلاء الفاسدين والملطخة اياديهم بالمال الاردني المنهوب, ان رحيل هذا الرجل شكل صدمة لكل الاردنيين لانهم تنفسوا الصعداء عند تكليفه ليس فقط لانه يتصف باليد النظيفة ولكن لما يمثله هذا الشخص من رمز في محاربة الفساد ودعم الشفافية في تعاملاته الداخلية والخارجية وخبراته السابقة كل هذا وفر له قوة نفوذ واحترام لدى الاروبيون والامريكان بشكل خاص ولدى معظم دول العالم بشكل عام, فالخوف ان تتأثر المساعدات المقدمة لنا برحيله بانحسار الثقة لدى هؤلاء والذين يمثلون القوة في دعم العديد من البرامج الاقتصادية التي نحن بامس الحاجة لها في الوقت الحاضر ,بالاضافة الى خوفنا على السلم الاهلي والذي نحن بحاجة له لما يحيط بنا من ازمات فهذا الرجل تمكن في الاونة الاخيرة من بناء شبكة علاقات من خلال انفتاحه على معظم التيارات المعارضة على الساحة الاردنية و اهمها واكبرها تيار الحركة الاسلامية. 
 
اننا في مقالاتنا السابقة قد قلنا بل ونبهناه عند بدأ تحمله  لمسؤولياته ,عندما كرمه صاحب الجلالة بتعينه رئيسا للحكومة بان درب حكومته ليس مغروسا بالورد ولكن بالاشواك السامة بل بالمتفجرات وعليه ان يكون حذرا في التعرض للفساد بسرعة لانه منتشر كالسرطان في كل مؤسسة ودائرة واصحابه اناس متنفذون و لن يسمحوا له بمحاسبتهم و بزجهم بالسجون وهم ساكتون , خاصة وان لديهم النفوذ المالي والذي بنوه على حساب فقراء الاردن بالاضافة الى النفوذ السلطوي والعشائري احيانا , والدليل على مثل هذه الاشوالك والمتفجيرات متفجر نقابة وحقوق المعلمين وما تبعها من احداث واضرابات ومشكلة الكازينوا والفوسفات ولفلفلتهما من خلال مجلس نواب اصلا جاء باكبر مفسدة تزوير في الاردن وسريعا تبعتها للاسف اعتقالات الدوار الرابع واحرار الطفيلة وبالتأكيد ان القاضي عون لم يكن يسعى لهذه التصادمات أو حتى جزء منها لكنه دفع اليها دفعا سواء من قبل قرارات خاطئه لوزرائه بقصد اوبغير قصد أو بقرارات امنية مقصودة او غير مقصودة فنحن قلنا وخاطبنا رؤساء الاجهزة الامنية والعالمين عليها ان يتحققوا من افعال لاشخاص محسوبين عليهم وربما الفساد نخرهم وهذا ليس بغريب وخاصة اذا عرفنا ان هناك رئيس اقوى جهاز امني الان هو تحت باب المسأله في اكبر عملية فساد شوهت وجه هذا الجهاز الامني والذي نكن له كل الاحترام بالاضافة الى التشوهات التي لحقت بوطننا الاردن.
 
انني اختلف مع زميلي واخي كاتب احدى المقالات الموسومة "بن جونسون وكرش الخصاونة" والذي شبه القاضي عون بالبطيء ونعته بطريقة ذكية وعلى سبيل النكتة بان كرشه لم يساعده على الحركة السريعة والامل بالرئيس الطروانه الرشيق وهنا من حقنا التساؤل: هل جاء هذا الرشيق ليطري الامر على بعض الزعامات والتي اصبحت رؤوسها قاب قوسين او ادنى من المحاكم ؟ اننا نأمل من الطرونة ان يطريها بتعجيل وصول رقابهم الى المحاكم كزملائهم السابقين ,ويقلب الطاولة على هؤلاء المراهنين ويخيب ظنهم. نقول وللحق نقول ان سبب بطيء الرئيس عون كان بسبب قوة الفساد وقوة نفوذ اصحابه وليس بسبب كرشه والذي نعته به زميلنا فعلى الاقل هذا الكرش جاء نظيفا ومليئا بخير اهله وذهب نظيفا , ومع كل الاحترام لسيدنا ومليكنا ذو الصدر الرحب نقول له نعم لقد ابطيء عون في تنفيذ توجهاتكم ولكن سيدنا وبراينا المتوضع فقد كان سريعا ومستعجلا في مواجهة هذه الرموز الفاسدة والتي تحتاج لدهر لقلعها وانهائها فهو ربما اساء تقدير قوتها او ربما لم يأخذ الدعم الكافي من بعض المؤسسات الامنية ووجد نفسه وحيدا بل وجد نفسه في مصيده اما ان يسير كما سار الاخرين من قبله ويبصم  لهؤلاء او ليقابل مصيره والذي اجبر عليه اخيرا. فالبطيء كانوا هم السبب به لانهم كالسرطان في جسد الدولة وهم بالتأكيد من وضع العراقيل امامه وصبوا له الالغام وعطلوا خططه لتحقيق مطالب صاحب الجلالة, فالفساد كان في حجره وكل اردني يعرف كل وزير من وزرائه ,من هو؟ ومن اين جاء ؟ وماهي امواله وامول الذين خلفوه؟ , لذلك بالتأكيد ان جزء من وزراء القاضي عون كانوا يغردون خارج سربه بل يعملون ضده وقد طعنوه من الخلف وجعلوه بطيئا في انجازاته امام صاحب الجلالة ,هذه هي الحقيقة وكل الاردنيون يعرفون التصادم بينه وبين الذين يعملون بديوان صاحب الجلالة والذي ندعوا له من كل قلوبنا ان ينور قلبه وعقله ويهديه الى القرارات الصائبة وان يبدله بطانة صادقة مؤمنة تعرف وتقدر المسؤولية وشرفها وشرف هذا الوطن وشرف الامانة التي اعطاها لهم امد الله في عمره
 
ان كتاب التكليف والتي ارسلها صاحب الجلالة الى رئيس الوزراء الطروانه كانت واضحة وصريحة بان هذه الوزارة هي مؤقتة وانتقالية اي ان هناك مسؤولية محددة عليها ان تنفذها بدقة وفي الوقت الذي حدده صاحب الجلالة , لذلك نحن نختلف مع كلام الرئيس المكلف في انه لن يستثني احدا وانه سيعين من كل محافظة ومدينة وعشيرة و ما الى ذلك من معانى في وزارته وكأن الوزارات هي مكارم وهبات وليست مسؤوليات , نقول له ان الاردنيون لا يهمهم من اين يكون الوزير ولا يهمهم ان كان من هذه العشيرة او تلك المدينة او القرية او المحافظة ما يهمهم ان يكون هذا الوزير كفؤ وامين وقادر على تحمل المسؤولية حتى لو كان كل الوزراء من عشيرة او محافظة او اصل او قرية او بادية مادام هذا الوزير اردني وولاؤه لهذا الوطن وقبل كل شيء سجله وسجل الى خلفوه نظيف من سرقة الجيوب الاردنية, فهو مرحب به ويتمنون له كل النجاح وله كل الدعم , من هنا وللحق نقول اننا الاردنيون يضعون اياديهم على قلوبهم خوفا على مسيرة الاصلاح والتي يرعاها جلالته , لذلك اذ اننا نتمنى لهذ الرئيس كل التوفيق والنجاح, لنأمل من رئيس هذه الحكومة ان يقدر حجم هذه المسؤولية ويسارع بتيديد كل المخاوف والتي ظهرت في الشارع الاردني بكل اصوله واتجاهاته لانها المحك الاول له , وعليه ان يتعامل مع كل الانتقادات والتخوفات بواقعيه وعليه ان لا ينسى انه من رعيل الحكومات السابقة التي الكثير من رجالاتها تحت المسأله لانه حتى لو نسى فالشعب الاردني لم ولن يعود ينسى ,واخيرا نقول اننا شعبا يحب قيادته ويثق بها وبقرارتها  وفق الله الجميع في هذا البلد من قيادة وحكومة وشعب وحفظ وطننا الاردن من كل الفتن وابقاه حرا عزيزا بقيادته الهاشمية وعلى راسها ابي الحسين . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد