الأغلبية الصامتة

الأغلبية الصامتة

07-05-2012 12:46 PM

  الأغلبية الصامتة مصطلح نسمعه كثيرا في حال حدوث منازعات في داخل أي بلد بين النظام والمعارضة أو أوقات الانتخابات , لكن من هي الأغلبية الصامتة ,  لو أخذنا العراق مثلا دولة سكانها 28 مليون تقدر الأغلبية الصامتة حوالي 25 مليون حسب إحصائيات تقديرية غير رسميه , أذا فقط 3 مليون غير صامتون يتكلمون أو يتحركون أو يصرخون , وهؤلاء يعتقدون انه من الواجب ان يكون لهم راي ببلدهم كما يعتقدون انه من الواجب عليهم ان يتحركوا على كافة الأصعدة ليصل رأيهم وتصورهم لما يجب ان يكون عليه بلدهم...

       لكن محور كلامي هنا عن الأغلبية الصامتة , يمكن القول أن الأغلبية الصامتة (أو الفئة الصامتة لأنها قد لا تكون أغلبية) هي الفئة التي على الأغلب أقنعت نفسها بعدم جدوى ان يكون لها رأي فيما يحدث حولها من مجريات مختلفة ولهذا فأنة من الصعب تحديد وجهة هذه الفئة بشكل فعلي وهذا قد يعود لأسباب مختلفة ربما يكون هذا بسبب التعبئة لسنين أن السياسة للسياسيين وان هناك أمور خفية دائما وما إلى ذلك من تبريرات وخرافات غير واقعية على الأغلب كما تعتقد هذه الفئة أن رأيها لن يقدم ولن يؤخر وهذا كان هو الواقع حقيقتا في بعض بلادنا العربيه لكن هل نستطيع أن نعذر هذه الفئة الصامتة على صمتها؟, هناك من يعرف هذه الأغلبية على أنها الفئة التي فضلت لقمه العيش على اي شيء أخر , لكن هذا القول ليس صحيح دائما لان هذه الفئة تضم كثير من فئات المجتمع الفقير المعدم ومتوسط الحال والغني والغني غنى فاحش .
 
ولكل منهم أسبابة الخاصة لصمته لكنهم يجتمعون بصمتهم معتقدين ان صمتهم هذا يقيهم التأثر بما يحدث وسيحدث ولكن هذا اعتقاد خاطيء 100% فهم سيتأثرون كغيرهم من اطياف المجتمع سلبا او ايجابا بما يحدث حولهم من تقلبات سياسية أو اجتماعية أو غيرة , وأما الغريب فان كل طيف سياسي ينادي بأن تقول هذه الفئة (الصامتة) كلمتها , مشيرا بشكل ضمني أن هذه الفئة هي من طيفه او ممن يسكن تحت جناحه السياسي أو الاجتماعي, لكن الواقع يعطيني صورة سيئة عن هذه الفئة (الصامتة) ونعود لمثالنا هنا العراق الشقيق كمثال , فهذه الفئة الصامتة صامتة قبل قدوم صدام حسين وحزب البعث وبقيت صامته بعد صدام وحكمه لهم عشرات السنين , وبقيت صامته تحت حكم الامريكان ! , وبقيت صامته عندما حكم العراق حكومات عميلة للأمريكان وبقيت صامته بعد أن تسلم الحكم طبقة من الطائفيين , وعلى هذا يبدوا أنها ستبقى صامتة إلى الأبد وكأنها تعيش على كوكب آخر!, من التاريخ نجد ان هناك فئة في كل مجتمع وهي الفئة الصامته وفي الواقع كلما زادت نسبة هذه الفئة في اي مجتمع نجد ان  هذا المجتمع يصبح من السهل حكمة والسيطرة عليه وتظهر بسهوله به بوادر الدكتاتورية بسبب عدم وجود فئة يمكن ان تؤثر وتغير في هذا المجتمع وكلما قلة نسبة الفئة الصامتة ازدادت الحريات والمطالبة بمزيد منها بسبب وجود أغلبية متحركة يمكن أن تؤثر بشكل جدي في المجتمع فالعلاقه عكسيه بأمتياز, لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي العوامل التي تؤثر في زيادة أو نقص هذه الفئة (الصامتة) , في الواقع هناك عدة عوامل ومن أهمها , أولا الوعي السياسي أو الثقافة السياسية والوعي بالقدرة على التأثير هذا يقلل من هذه الفئة , وثانيا وهو الأهم الزيادة في انتماء الفرد للمجتمع وتعزيز هذا الشعور من القبل المجتمع نفسه وهذا أيضا يقلل من هذه الفئه , الثقافه بشكل عام والتعليم تقلل من هذه الفئة بشكل عام ,ووجود حريات سياسية حقيقة أيضا تقلل من هذه الفئه , وإما ما يزيد من وجود هذه الفئة فهو الجهل والجهل السياسي , والقمع السياسي , وقلة الانتماء , أو وجود شعور لدى طبقات من المجتمع أن الخوض بالسياسة أو الدخول بمعتركها يضربها بشكل أو بأخر .
 
      ويمكن الخروج بخلاصة أن هذه الطائفه (الصامتة) سواء كانت اغلبية أو اقلية هي عالة على المجتمع وعالة على نفسها ومحيطها وبيئتها وهذا لان كل فئه تدعي ان هذه الفئه تخصها وانها لو تكلمت فستكون كلمتها لجانبها , لذا يبقى الشد والجذب بين التكتلات السياسية والاجتماعية المختلفة على فئة نائمة في الأصل أو صامتة والكل ينتظر أن تقول هذه الفئة كلمتها والكل يعلم أنها لن تتكلم, فهل ستقول هذه الفئة كلمتها يوما في بلادنا العربية؟ وهل سنشهد يوما خروج الملايين بحرية إلى الشارع سواء مع النظام أو ضده لنشعر أن الجميع يبدي راية ونشعر حقيقتا أن ليس بيننا من يصمتون عن حقهم في التعبير عن أرائهم؟
      اعتقد أن هذه الفئة او جزء كبير منها يمكن ان تقول كلمتها لكنها تحتاج إلى توعية سياسيه واجتماعية وتحتاج إلى الشعور بوجود حريات حقيقيه والشعور بأن رايهم يمكن ان يغير وانهم قادرين على التغير لما يرونه مناسبا لهم ولمجتمعهم , فهل من أحد يشاركني هذا الاعتقاد؟ أم انه لا سبيل للصامتة أن تتكلم أبدا ؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد