ايها الاردنيون افيقوا .. نحن في خطر

mainThumb

08-05-2012 12:30 PM

يخطيء من يظن ان الاردن بعيدا عن المخاطر التي تحيط به من كل جانب , يخطيء من يظن ان الاردن وجودا وكيانا لا يرتبط بالعائلة الهاشمية , يخطيء من يظن انه لا يوجود طابور ثالث منتشر في كل المؤسسات الاردنية العامة والخاصة يسعى الى تحطيم وجود هذا الوطن ,اذا تم المس به و بفساده الذي ارهق الوطن والمواطن , يخطيء من يظن ان كل فشل الحكومات السابقة واهمها حكومة عون الخصاونة ليس سببه هذا الطابور الثالث, ويخطيء من يظن ان هذا الطابور لا يعمل على افشال كل مخططات الاصلاح واهما مخططات الاصلاح التي يريدها صاحب الجلالة لانها بالنهاية لا تصب في مصلحة برامجه ,و يخطيء من يظن ان الاردن هو حكر على فئة و ليس مجموعة متنوعة من الاصول والاديان وعلى الجميع ان يحترم هذه التركيبة وعدم السعي لتهميش الاخر اذا ما اريد للاردن الخير ,و يخطيء من يظن ان ظاهرة الاحزاب الاسلامية هي ظاهرة عابرة ويمكن القضاء عليها او التلاعب معها وتهميشها , واخيرا يخطيء من يظن انه يستطيع الضحك والتلاعب بمصير وعقول الاردنيين من خلال اللعب على مسألة الاسلام المتشدد او على مسألة العنصرية والوطن البديل وسحب للجنسيات والاعتقالات وما الى ذلك من اساليب تخويف وترهيب , من هنا على كل الاردنيون ان ينتبهوا لكل ما يجري من احداث سواء على الساحة الاردنية او العربية لاننا في النهاية جزء من هذا المحيط وبالتاكيد ان ما سيحصل بالجوار سيؤثر وبشكل مباشر علىينا وعلى مصيرنا , لذلك المطلوب منا مساندة كل الاجراءت والخطوات الاصلاحية التي امر بها صاحب الجلالة وهذه المساندة يجب ان تكون حكوميا اولا وشعبيا ثانيا , حكوميا اي ان تكليف صاحب الجلالة لاي شخص كان من يكون لرئاسة وتشكيل الحكومة هو تحميله مسؤولية كبيرة تجاه مليكه ووطنه وشعبه وليس مكرمة للتباهي بها والاستفادة المالية والجهوية كما يتخيل بعض الجهلاء , لذا لا بد من معرفة حق هذه المسؤولية من خلال التريث باختيار الشخصيات الكفؤه لتنفيذ التوجيهات والتوصيات الملكية وليس توزيع المناصب الوزارية على كل من هب ودب لارضاء غرور بعض العشائر او المناطق او الاصول ,لان هذه التوليفة الحكومية لن تؤدي الى تحقيق توجيهات صاحب الجلالة و تطلعات الشعب الاردني و الذي انتظرها طويلا مما سينتج عنها النهاية المؤلمة والتي لا نرغب بها وهي تغيير هذه الحكومة.
 
ان المراقب للساحة الاردنية يمكنه بكل سهولة ان يدرك مكامن الخطر على هذا الوطن والتي تكمن بالدرجة الاولى الى عدم تنفيذ توجيهات صاحب الجلالة الاصلاحية رغم انه قد جاء باربعة حكومات متعاقبة في فترة قصيرة ولهذه اللحظة كل هذه الحكومات فشلت في تحقيق ولو جزء من هذه التطلعات والتوجيهات الاصلاحية لتهدئة الحراك الشعبي وانهاء حالة عدم الاستقرار والاحتقان على الساحة الاردنية,ان دل هذا فهو يدل وبكل وضوح على مدى اهتمام صاحب الجلالة بانجاز هذه الاصلاحات وفي نفس الوقت هو رد صريح على كل من قال ان الازمة بالاردن هي ازمة نظام وليست ازمة حكومة ,لأن صاحب الجلالة لا يتحمل مطلقا فشل هذه الحكومات لانه عند التكليف يعطي رئيسها كل الصلاحيات التي تمكنه من تنفيذ ما اوكل اليه , ونحن بالادارة نقول ان الصلاحية تؤخذ ولا تمنح وهذا يعني ان شخصية رئيس الحكومة وقراراته الجريئة وشفافيته المطلقة مع القصر والشعب ستمنحه المزيد من هذه الصلاحيات ولكن للاسف لهذه اللحظة لم يجد صاحب الجلالة هذه الشخصية , فما عساه يفعل؟هل سيذهب ليحضر لنا نحن الاردنيون رئيس وزراء من الخارج لينفذ توجيهاته الاصلاحية ؟ فلنكن صريحين وواضحين ان العيب الاول والاخير هو في شخص رؤوساء الوزرات واما حجج البعض منهم ان الجهات الامنية تتدخل وتفشلهم فهذا مردود عليهم لسببين :
 
 الاول انهم مكلفون ولديهم الصلاحية والمسؤولية من اعلى هرم السلطة في الاردن الا وهو صاحب الجلالة فلماذا لا يضربون بسيفه؟ .
 
واما السبب الثاني فلماذا لا يتم التحدث بشفافية والاعلان عن هذه التدخلات بالبراهين في حينه وكشفها امام جلالته والشعب الاردني ؟ هل الخوف ؟ وعلى ماذا؟ والسؤال المحير هو: لماذا يكثر هذا الكلام بعد الاستقالة ؟ نحن كشعب اردني ندرك كل شيء ولسنا اغبياء ولكن فقط نريد من رئيس الحكومة ان يواجه هذه التدخلات ان وجدت ويفضحها على الملأ قبل الاستقالة.وليس بعدها وسيجد كل الدعم والمساندة ,وفي نفس الوقت اننا متأكدين من صدق ونزاهة الجهات الامنية هذه الشماعة التي يعلق عليها فشل بعض الحكومات والدليل على ذلك ان هذه الجهات الامنية يشهد لها باليد النظيفة من الدم الاردني حتى هذه اللحظة والشفافية عند الاعتقالات فلم يختفي اي معتقل كما يحدث في الاجهزة الامنية الاخرى المجاورة, واذا وجد فيها بعض من الطابور الثالث والذي ليس مقصورا على هذه الاجهزة وحدها فهم محدودون ويمكن التعامل معهم , لكن تحديهم ومواجهتهم تحتاج الى رئيس حكومة لديه شخصية تمتاز بالشجاعة والجرأه والمهارة في التعامل السياسي والاداري بالاضافة الى الصبر و الحنكة والمرواغة لتحقيق كل ما هو مطلوب منه " الم يقولوا ان السياسة لعبة قذرة" ان التغيير الحكومي المتكرر سببه ان صاحب الجلالة عازم على الاصلاح والتغيير ولكنه لهذه اللحظة يحاول ان يجد هذا الرجل الذي قلنا عنه ,مع ان وطننا الاردن زاخر بامثاله و هم ينتظرون من يقدمهم ويزكيهم لجلالته ,وهنا نرفع ايادينا لله طالبين منه ان يرزق الله سيدنا صاحب الجلالة البطانه الصادقة الوفية المقدرة لما يمر به وطننا الاردن و التي تزكي له الاخيار من رجالات الاردن و تعينه على اتخاذ القرارات الصائبة واهما اختيار رئيس الحكومة الوفي لمليكه ولوطنه وشعبه والقادر على انجاز توجيهاته الاصلاحية.
 
ان حكومة الطراونة بالتأكيد ليست الحكومة التي ينشدها صاحب الجلالة لأنه يدرك جيدا قدرة هذه الحكومة وطموحات شعبه فأرادها مؤقته, لكنه اجبر عليها لضيق الوقت واستقالة القاضي عون المفاجئه والسريعة ومع انني من مؤيدي ومحبي هذا الرجل الا انني اختلف معه حول هذه الاستقالة والتي كان المفروض ان لا تتم خاصة بعد ان وضع صاحب الجلالة ثقته به و عقد الاردنيون الآمال على شخصيتة وكان المفروض به الصمود ومواجهة للطابور الثالث وليس الانسحاب و ترك الساحة لهم , ان هذه الحكومة البديلة ومن تشكيلتها تبدو اولا ليست رشيقة كما روج لها , كما انها مسالمة وهادئة بهدوء رئيسها ولن تكون مشاكسة لانها مرحلية كما ورد في كتاب التكليف, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل هي قادرة على تنفيذ توصيات وتوجيهات الملك الاصلاحية واهمها انجاز قانون الانتخابات والانتهاء منها قبل نهاية هذه السنة؟ , بكل صراحة نحن نشك بمقدرة هذه الحكومة على تنفيذ اي من التوجيهات الملكية والسبب هو انه لا يوجد جديد بالوزراء فجزء كبير منهم مكررين وانجازاتهم السابقة محدودة وهذا السبب الرئيسي في اقالتهم سابقا , واما الجزء الجديد فاما هو مجدد او جديد (طازة) ولكن الطابع لهؤلاء هو تكريم عشائري او فئوي بالدرجة الاولى اكثر منه تحمل وادراك للمسؤولية , لذلك كيف بهذه التركيبة ان تحل اكبر مشكلة على الساحة الاردنية وهي الاختلافات القائمة حول قانون الانتخابات وعقدها قبل نهاية السنة والتي لم يبقى منها الا ستة شهور؟ ان اقرار هذا القانون وعقد الانتخابات قبل نهاية هذه السنة حتى لو تجاوزها بشهر او شهرين سيكون من المعجزات وسيعد انجاز لهذه الحكومة ,ان التحدي الاكبر امام رئيس الحكومة يكمن بكيفية اقناع الفئات المختلفة على الساحة الاردنية حول هذا القانون بالاضافة الى تهدئة الحراك الشعبي بالشارع الاردني وتبديد مخاوفه من هذه الحكومة.
 
 ان مفتاح الحل الصحيح امام هذه الحكومة يكمن بالانفتاح والتحاور مع مختلف الفئات على الساحة الاردنية لأنه افضل وسيلة للوصول الى هذا الهدف وذلك من خلال  اكمال مشوار القاضي عون من حيث انتهى اذا ما اراد الطراونة اختصار الوقت والالتزام بالموعد المحدد له من جلالته لانجاز توجيهاته السامية, انه سيكون اكبر خطأ محاولة الغاء او تجاهل ما انجزه القاضي عون او الذهاب لالغاء بعض التفاهمات او القفز عليها , عندها سيكون الفشل الكبير ينتظر هذه الحكومة .
 
 واخيرا انه وبالرغم من كل التشاؤم المحيط بهذه الحكومة الا اننا وبحكم حبنا لقيادتنا ولوطننا لا نتمنى لها الا كل النجاح وان شاء الله ستخيب كل الظنون حولها وتنجح, لأننا نعتقد ان رئيسها والكثير من وزرائها لا تنقصهم الكفاءة و الخبرة, كل ما ينقصهم هو الارادة الحقيقية للمواجهة والتحدي والتغلب على الخوف وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية والتضحية من اجل ان يبقى الاردن مستقبلا عامرا و مزدهرا بشعبه و قيادته الهاشمية و على راسها صاحب الجلالة الملك عبد الله, حمى الله وطننا الاردن وابقاه حرا عزيزا منيعا على كل اعدائه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد