لم تعـد كلمـة الأسـير في فلسـطين المحتلـة قاصـرة على من يقـع بيـن يـدي جنـود الإحتلال ، في معركــة من المعـارك ، ولكنهـا أصبحــت شـبحـا مسـلطا على كل فـرد فيهـا ، يجـد نفسـه بين عشـية وضحاهــا ، قـد وقـع في جنح الظـلام ، أو في عـز الظهـيرة بين يدي جنود الصهيانـــة ، أو قـوى الأمن والمخابـرات فيهـا ، لأي تهمـة أو حجــة لديهــم .
ان مقاومـة جيش الاحتلال أصبحـت من السـهولة أن تطلق على أي شـخص ، يود الصهاينة أن يعتقلوه ، بـدون سـابق إنــذار ولا اجراء محاكمـة عادلــة ، وكيف بمحاكمة عادلــة ، والمحتل هو الخصـم والحكـــــم .
كـل مدن وقـرى فلسـطين خاصـة الضفـة الغربية المحتلـة ، محاطـة بالمستوطنات والمستوطنيـن فيها ، الذين ينغصـون حياة المواطنيـن ، بكثـر مهاجمتهم لهـم واقتلاعهـم الأشـجـار ، وتكسـير السيارات المارة ، وغيرهـا ، في أي وقـت يريـدون ، دون رادع لهـــم .
ولا يتوقـف الأمـر عنـد هـذا الحـد ، فالتهم الصهيونيـة جاهـزة بحق أي شـخص ، يودون اعتقالــه ، إن كــان وشـايـة من الأمن الصهيونـي ، أو بـلاغ من المسـتوطنيـن بحق الشـباب والأطفـال من القـرى المجاورة لهـم.
وهـا هـي القـرى خاصـة في منطقـة نابلس كقـرى بـورين وحـوارة وغيرها تتعرض بين الحين والآخـر الى اعتداءات واعتقالات طالـت مؤخـرا العـديد من الشـباب والأطفـــال ، ونقلتهـم الى السجـون والمعتقــلات ، بدون أي محاكمــة ، وبدون سـابق انـــذار .
دائمـا تغمرنـا الفرحـة عندما يكون هناك عمليـات لتبـادل الأسـرى ، حيث يفـرج عن العشـرات أو المئــات من المعتقلين والأسـرى الذين يقبعون من سـنوات في سـجـون الاحتلال .
ولكـن الفرحـة لا تـدوم طويـلا ، حيث الاحصائيـات والتقاريـر ، تظهـر ان الآلاف مازالـوا في السجـون ، ويلتحـق بهم خلال تلك الفتـرة ، العشـرات ليعـود الرقـم أكبـر مما كان في السـابــق .
ان السـلطـة الفلسـطينية مطالبـة بكل ما تملك من وسـائل ، أن تعمل من اجل اطلاق سـراح الأسـرى ، وإيقـاف التنسـيق الأمني بينهمــا ان لم يلتـزموا بذلــك .
كذلك على المقاومـة التي ما زالت تعمل ان تكثف جهودها ونشـاطها من أجـل أسـر مزيد من جنود العـدو ، لكي يتم مبادلتهم في الأسـرى الباقيـــن .
إنـنـا في أشـد الألم والحسـرة ، ونحـن نرى جنود الصهاينـة ، وهم يقتحـمون المدن والقـرى ، ويقتادون الشـباب والأطفال من بين أحضـان ذويهــم ، وترك ذويهــم يذرفـون الدموع ، ويجتـرون الآلام ، لأنهم مازالـوا صغـار السـن ، ولم يقترفـوا أي ذنــب لاعتقالهـــم .
ان العـرب والمسلميـن كافـة ، مطالبيـن اليـوم أن يخرجـوا عن صمتهــم ، ويعملوا من أجـل فك قيـود الأسـرى وتحريرهــم ، لأن صمتهـم تشـجيعــا وتأييــدا لما يقـوم به جنـود العـدو في استباحـة الأرض واعتقـال النــاس ، وأن يوقفـوا العلاقــات والمعامـلات بينهــم وبين الصهاينــة ، حتى يرتدعــوا وخاصـة وان العلاقـات قويـة بين بعضهــم مع الكيـان الصهيونــي ، دون أن تكون لتلك العلاقــة أي فائــدة ، وأي دور يسـتفاد منـــه.
ان الأسـرى الذين يعانون من الاعتقـلال والإهمـال ويضربـون عن الطعــام في هـذه الأيــام ، وكثيـر منهـم معرض بسـبب ذلك الى المــوت ،بحاجــة الــى موقف قـوي وشـجاع ينصـر قضيتهــم العادلــة، ويشـد من عزيمتهـــم ، وينتصـر لهــم في كل المواقف والمحافــل ، ليعـودوا إلى بيوتـهـــم وأهاليهـــــــم سـالميــــــن .