قهقهة الشيطان

mainThumb

10-05-2012 11:11 AM

أسمع قهقهة الشيطان من بين السطور ومن خلال كتابات أعداء الإصلاح الذين يتوهمون انكفاء الحراك الشعبي, وتباطؤ عجلة الإصلاح, ويبشرون بإعادة رسم المشهد السياسي المحلي والإقليمي السابق, ويسعون نحو إعادة بناء تحالف الفساد والاستبداد من جديد, وإعادة إحكام القبضة البوليسية, بالأدوات نفسها والوسائل نفسها والأشخاص أنفسهم مرةً أخرى.

القراءة القائلة بالفتور والانكفاء قراءة غير دقيقة ولا صحيحة, بل قراءة رغائبية عاطفية انفعالية, يغلب عليها الخطاب التزلفي الممزوج بالتملق وكسب الرضا; لأنّ شرارة الوعي التي اشتعلت في نفوس الشباب, ولامست الحقيقة المرة ستحرق قلوب الفاسدين وتؤرق نومهم.

كل نقطة دم وكل شهيد, وكل جريح, وكل صرخة ثكلى أو أنّة مكلوم, وعشرات الآلاف التي تعجّ بهم السجون والمعتقلات في سورية, وفي اي بلدٍ عربيّ, كلّ ذلك يمثل رصيداً لا ينضب للزخم العربي القادم, ويمثل وقوداً لقاطرة التغيير الشعبي التي انطلقت على سكة الإصلاح والحرية والكرامة, ولن تتوقف مهما تكن العقبات, ومهما يكن حجم المكر والدهاء الذي يتمتع به معسكر الفساد.

مسيرة الثورة الفرنسية التي أطاحت بأباطرة الفساد والاستبداد ونظام الإقطاع السياسي استمرت ما يزيد على عشر سنوات, حتى استقرت على النحو من امتلاك الشعب الفرنسي للسلطة الكاملة والفعلية, وثورات الشعوب الأوروبية على رموز العصور الوسطى استمرت مئات السنين, حتى تمّت إعادة بناء الأجيال وبناء الشعوب على قيم الحرية والكرامة والعدالة, ممّا يقتضي ضرورة الفهم أنّ الأمور في الوطن العربي لا يمكن أن تنقلب بين عشيةٍ وضحاها من أدنى دركات الانحطاط والظلم والفساد والاستبداد إلى قمّة الحريّة, وأيضاً ما يجب أن نعرفه جميعاً أنّ الحرية وإرساء العدالة لا يمكن أن تأتي لقومٍ كسالى يتثاءبون ويتمنون التحرير على طبقٍ من ذهب, والحرية والعدالة لا يمكن أن تكون من حظّ الجبناء الخوارين الذين تمتلئ صدورهم خوفاً ورعباً من أصحاب السلطة والنفوذ.

إنّ ثمن الحرية كبيرٌ وباهظ, ويحتاج إلى تضحيات وبطولات, ويحتاج إلى وعي ويقظة وإدراك, ويحتاج إلى جرأة وشجاعة, ويحتاج إلى عملٍ وفعل على أرض الميدان, وعندما تصبح الشعوب مؤهلة لذلك, سوف تكون الحرية في متناولها, والكرامة طوع بنانها.

إنّ الذين يضحكون وتزغرد أقلامهم مرحاً وسروراً نتيجة تباطؤ مسيرة الإصلاح أو لأنّهم يرغبون في إعادة ترتيب صفوف تحالف الفساد, هؤلاء واهمون, والشعب يرصد كلّ كلمة وكلّ حرف, تصب في إعاقة عجلة الإصلاح الشعبي ومسيرته نحو الحريّة والعدالة والكرامة, وسوف يندمون ويتباكون, عندما تصبح الشعوب سيدة الموقف وصاحبة الكلمة.

rohileghrb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد