ما زال الفساد في تمـدد وازديـاد

mainThumb

10-05-2012 05:05 PM

  لم تعـد كلمة الفسـاد ، تثيـر الإستـهجــان ، أو تجــد لهـا رد فعلـي عندما تقع على مسـمع أي شـخص ، بعـد ان كانت تتلقفهــا الآذان ، وتلوكهــا الألســن ، وحـديث لا ينقـطـع أو يمل عنهـــا في أي مكــان ، ويشـارك فيـه الجميـــــــع.

وكــان النـاس يعبرون عن غضـبهــم  واسـتنكارهــم ، قــولا وفعـــلا ،  بما يكتـب في الصحـف والمواقـع نثــرا وشـعــرا ، ومن خـلال النــدوات والمحاضــرات  والمسـيرات الشتعبيــة الإحتجاجيــة ، التي كانت تجـرى في كل المحافظــات وبالذات أيــام الجمــع ، حيـث ترفـع الشـعارات ، التي تطالــب  بمحاربـة الفســاد ومحاســبة الفاســـديـــن .
 
ولعظــم حجـم الفسـاد ، الذي انتشـر كالنار في الهشـيم  ، وبأمـر من سـيدنا ابا الحسـين تم تشـكيل هيئـة مكافحـة الفسـاد برئاســة السـيد سـميح بينــو  ، وقام جلالتـه بزيــارة  الهيئــة ، وأعطـاء التعليمات والأوامـر بأنه لا أحـد فوق القانـون ، وبإمكان الهيئــة ان تحضـر من تشــاء متى تشــاء ، مهما كان مركـزه وموقعـــه . 
 
ومع ذلك ما زال الفسـاد بحجمــه وانتشـاره ، بل أخـذ يتسـلل الى كل شـيء في حياتنــا  ، نــراه في الشـركات والمصانـع ، وفي المؤسـسـات والوزارات ، ونــراه في التجـارة وبين رجـال الأعمـال والإسـتثمـار والعقــار.
وأصبــح الإحبــاط سـيد الموقــف ، واليـأس من عمليـة الإصـلاح تسـود وتـزداد يومـا بعـد يــوم بيــن النـــاس ، وحالهـم يقـول متـى الخــلاص .
 
  إن الأمـل ما يـزال يـراودنــا أن نخــرج من هــذه المشـكلـة المستعصيــة التي تؤرق حياة الأردنييــن بلا اسـتـثنــاء ، من خـلال تعاون وهمـة الخيريــن في هـذا البلــد ، وأن تتضـافـر الجهــود من الجميــع للقضـاء على هـذه الآفــة اللعينـــة .
 
أما الحكومــة فيجــب عليهـا أن تفعـل القوانيــن وتغلظ في العقـوبــات ، على من تثـبــت إدانتــه في أي عمليـة فســاد ، وأن يكــون قضائنــا الأردنـي العـادل هـو الفصـل في جميع القضايـا التي بها شـبهات فســـاد ، يبـرأ من لا تثبــت عليــه أي تهمــة ، ويعاقــب من تثبــت عليـه التهمــة ، بمقــدار ما ارتكــب مـن جــرم في حــق المواطـــن والوطــــــن .
 
كذلك على هيـئــة مكافحـة الفســاد ، وقـد أعطاهــا جلالتــه الصلاحيــات الواســعة في ملاحقــة ومحاسـبة الفاسـديــن ، والعمـل من أجــل القضــاء على الفســاد ، الذي هــو السـبب الرئيسـي في إعاقــة تقــدم البلــد ، وكـي لا تبقـى الحكومــة مشـغولــة  بهــذه الأمــور على حســاب الإنتبــاه الى أحــوال الوطـــن والمـواطـــن ، أن تقــوم بدورهــا الذي قامــت من أجلــــــــــــــه .
 
أما المواطــن فيجـب عليـه أن لا يبقــى متفرجــا ، لا حول لــه ولا قــوة ،  بل أن لا يجامــل ويدعـم الفاسـديــن في أي موقــع ، خاصــة ونحــن على أبـواب الانتخابات البلديــة والنيابيــة هـذا العــام ، وكذلــك أن يشـير الى موقـع الفســاد ، والى الفاسـديــن الذين يتعاملــون بــه ، ولا يقتـرب منهــم ، ليشـعروا بأنهــم كالطاعــون أو أي مرض معــدي ، يحــذر الاقتـراب منه ، لأن من يقتـرب منهم سـيصــاب بالعــدوى ، وليس أمامنــا جميعــا الا ان نعلــن عليهــم الحــرب بـلا رحمــة ، حتى يثوبــوا الى رشــدهــم ، أو تحجــر عليهــم الحكومــة ، وتسـتأصلهـــم من الجـــذور .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد