التغيير الحقيقي أصبح ضرورة ملحة قبل فوات الاوان

mainThumb

13-05-2012 01:51 PM

ان المتابع للاحداث وللحراك الشعبي واقصد هنا كل التجمعات والمظاهرات التي تحصل في كل المناطق الاردنية شمالا , جنوبا ووسطا يدرك وبكل سهولة ان مطالب هذا الحراك في تطور مستمر فمن كف ايدي الاجهزة الامنية وتغيير قانون الانتخابات ثم لجنة انتخابات مستقلة الى محاربة للفساد و القفز لصلاحيات صاحب الجلالة والمطالبة بحكومة شعب اي من البرلمان منتخبة واخيرا الى طلب الغاء اتفاقية وادي عربة , كل هذا يعني ان وراء كل هذه المطالب اشخاص وتنظيمات عازمة هذه المرة على ان يتم التغيير ولكن بطريقة مهذبة وسلمية متميزة عن مثيلاتها في الدول التي حصل بها التغيير والذي كان ممزوجا بدماء الشعوب , لذلك لا احد هنا يستطيع ان لا يصف الحراك في الاردن بانه حراك لطيف ومؤدب ونظيف , فجميع مظاهراته واعتصاماته كلها انفضت دون ادنى اصابات او وفيات أو حتى اي اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ,في نفس الوقت هو شهادة اليد النظيفة للاجهزة الامنية في التعامل مع هذا الحراك حتى لو جادل البعض على بعض من تصرفات هذه الاجهزة الامنية والتي صدرت من بعض افرادها , فهم بانهاية افراد شعب واما الاعتقالات لبعض المتظاهرين والمحتجين  فهي تحدث في اعرق الدول المسماه ديموقراطية وذات حرية مفتوحة.
 
ان خوف الشعب الاردني ليس من الاجهزة الامنية ولكن خوفه من المستقبل الذي يحتاج الى المزيد من الشفافية وتوضيح للعديد من التطورات التي حدثت اخيرا على الساحة الاردنية السياسية والتي دار حولها العديد من الاسئلة التي هي في غاية من الاهمية و تحتاج الى اجوبة صريحة لانها تمس حاضر ومستقبل هذا الشعب, فما حدث في الاونة الاخيرة من استقالة رئيس الحكومة السابق القاضي عون وتعيين حكومة الطراونة و ما تبعها من تشنجات وغضب وغليان لدى العديد من التيارات المعارضة واتهامها للحكومة الجديدة بأنها سيناريوا للتراجع عن الاصلاحات والتغيير الذي تطالب به ,ومما عمق هذه الشكوك والاتهامات لدى معظم هذه التيارات الاشاعات والتكهنات التي راجت في الشارع الاردني حول عودة العديد من رموز طابور الحكم القديم لى الساحة السياسية وامساكهم لمرافق القرار بالدولة و الذي جزء كبير منهم غير مرضي عنه من قبل هذه التيارات التي تتهمهم بكل الفساد الذي وقع بالسابق والذي ادى الى الويلات الاقتصادية التي يعاني منها الاردن ,بل ويعتبرونهم الخطر الحقيقي الذي يهدد كل مشاريع الاصلاح في الاردن واستقراره, لذلك فان عودة هؤلاء الاشخاص لن يعيدا الهدؤ الى الشارع الاردني بل على العكس سيزيد الاحتقان والتأزم الى هذا الشارع والخوف كل الخوف من حدوث ما لا يحمد عقباه الا وهو التصادم مع هذا الشارع في اي لحظة , لذلك فان التغيير ضرورة ملحة يفرضه الوضع القائم بالمنطقة لاننا جزيء منها وعلى اصحاب القرار وبالذات هؤلاء الاشخاص العائدون الى مركز القرار ,ان يدرسوا كل الاحتمالات ويتوقوعها لان ما يحصل وسيحصل بالجوار نحن لسنا بعيدين عنه ابدا , فالتمترس بالماضي لم يعد مقبولا كما انه لم يعد قائما ولا يمكن الاستمرار فيه من كافة اطياف الشعب الاردني وعلى راسها صاحب الجلالة نفسه اذا ما اريد الخير للاردن وشعبه وقيادته ,من هنا على كل القيادات الاردنية القديمة التي عادت والتي تحلم بالعودة الى قرار الحكم والتي وثق بها وكلفها أوسيكلفها صاحب الجلالة بمهام ان تتجدد وتتفتح عقولها وعيونها وان تنفتح على الشعب و مطالبه وتغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والعشائرية الضيقة , بهذا فقط يمكن لها انجاز كل الاصلاحات الملكية التي امر بها صاحب الجلالة واهمها اقرار قانون انتخابات عصري يلبي كل طموحات الاردنيين بكافة اصولهم ومنابتهم دون اقصاء لاي فصيل اردني ,مع اجراء الانتخابات بموعدها المحدد وصولا الى رؤيا صاحب الجلالة وهي الحكومة المنتخبة والتي ينتجها رحم مجلس نواب منتخب بنزاهة يشهد لها القاصي والداني ويكون ممثلا لكافة الاطياف الاردنية.
 
ان هذه التظاهرات والاحتجاجات والتي يديرها شباب اردني في الشمال والجنوب والوسط ويراس بعضها رموز دولة سابقيين وتنظيمات سياسية دينية وغير دينية لها وزنها على الساحة الاردنية تميزت بالتنظيم المسؤول وخلت من كل اعمال الشغب, وحصرت مطالبها وبكل ادب باصلاح من داخل المؤسسة الحاكمة وهي لا زالت موالية للنظام ولأهم رمز فيه وهو صاحب الجلالة , لكن علينا ان ندرك ان كل هذه التصرفات الحضارية والمؤدبة تخفي وراءها قنابل موقوته يمكن ان تنفجر لا سمح الله في أي وقت وفي اي مكان اذا ما تم تجاهل مطالبها والقفز عليها واصرار الجيل القديم بالحكم التشبث بمواقفة البيروقراطية و بمصالحه الضيقة على مصلحة الوطن والشعب والتعامل مع هذا الحراك بعنجهية وتعال , ان الاردن يقوده الآن ثلاثة تيارات, فاما التيار الاول فهو صاحب الجلالة والشعب الاردني وهذا التيار وبقيادة جلالته متأهب لانهاء قانون الانتخابات واقراره وعقد الانتخابات قبل نهاية هذا العام وما تصريح صاحب الجلالة عصر يوم الاثنين 7/04/ 2012 امام البرلمانين من ان اية اصلاحات بدون انتخابات لا معنى لها لا تأكيد واصرار على انهاء الاصلاحات التي وعد بها شعبه اولا والعالم الحر ثانيا , و اما التيار الثاني والمتمثل بالحكومة الجديدة فهذه الحكومة ليست كما يبدوا على عجلة من امرها بل تريد ان تعمل بهدؤ وتروي وخاصة ان قانون الانتخابات ليس في حضنها بل في حضن ومسؤولية رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات وهي في نفس الوقت لا تريد اية مشكلة قد تؤدي الى فقدان السيطرة وحدوث ما لا يحمد عقباه,واما التيار الثالث فهم البرلمانيون والذين بالتأكيد لا يرغبون ان يخسروا الفترة الزمنية المتبقية من عمر هذا البرلمان و مراكزهم وجلساتهم وحضورهم التلفزيوني والصحفي وربما بعض المال, لذلك جزيء منهم يناكف ويماطل لينهي ما تبقى له من زمن برلماني, لكنهم بالتأكيد باتوا يدركون ان العد التنازلي قد بدأ لهم وذلك من خلال تصريح جلالته لشعبه بان يستعد ويعد نفسه للانتخابات قبل نهاية هذه السنة وانه لا يستبعد ان يلجا الملك الى حل مجلس النواب فيما لو لمس اية مماطلة لانه يدرك ان التزامه داخليا وخارجيا .
 
ان من يظن ان الاردن مستقر وفي مأمن من الفوضى التي تحيط به فهو واهم لان مكانه الاستراتيجي يجعل وضعه دائما حرجا لانه مرتبطا بمصالح اقليمية متضاربة للكثير من جيرانه والعالم بالاضافة الى ارتباطه المباشر باية احداث في جوراه ومحيطه العربي و ما يحدث من اعمال دموية على حدوده الشمالية بسوريا وتدفق للاجئين اليه سيفاقم من ازمته الاقتصادية التي هي اصلا متفاقمة , فما يشهده الاردن من زيادة في الاسعار في المواد الغذائية ومشتقات البنزين والكهرباء وما الى ذلك من مواد اخرى والتي سترهق كاهل المواطن الاردني المرهق اصلا بالاضافة الى الفساد والذي يتهم به رموز من الحكومات السابقة وبعض ممن وثق بهم صاحب الجلالة ومحاولة التستر عليهم واسكات المعارضة التي تتهمهم بسرقة اموال وقوت الشعب الاردني وتتطالب باجتثاثهم ومحاكمتهم ورد اموال الشعب المنهوبة منهم, كل هذه هي حقول الغام وقنابل مخفية يمكن ان تنفجر مرة واحدة لا سمح الله وتؤدي الى فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها اذا لم يتم التغيير المنشود والحقيقي والذي يسعى له صاحب الجلالة أولا والشعب الاردني بكافة اطيافه ثانيا والعالم الحر ثالثا, وهذا لا يمكن ان يتم الا اذا فهم كل اصحاب القرار والذين كلفوا من قبل صاحب الجلالة هذه الازمات واعانوه على تحقيق تعهداته الاصلاحية بالتغيير المنشود لشعبه وللعالم الحر.
 
واخيرا نقول لكل العقلاء في هذا الوطن الحبيب والذي كلنا نحب , الم يحن لنا ان ندرك اننا بسفينة لا يمكن خرقها من اين منا وعلى الجميع ان يحافظوا على هذه السفينة خالية من كل الشروخ اذا كنا حقا نحب الاردن ونريده مستقرا وننعم جميعا بخيراته , حمى الله الاردن وانجاه من كل الفتن والمحن وحفظه حرا عزيزا بقيادته الهاشمية وعلى راسها ابي الحسين. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد