كمال بني هاني: سيرة عطرة

mainThumb

13-05-2012 08:34 PM

 بلا مقدماتٍ أو رتوش، فإنَّ جميع العاملين في الجامعة الهاشمية أكاديمين وإداريين قد سُعدوا بالثِّقة التي منحها جلالة الملك لعطوفة الحكيم الطبيب الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني بالموافقة على تعيينه رئيساً للجامعة الهاشمية. 
 
    وإنَّ المُتأمِّلَ لسيرة الدكتور كمال بني هاني، سيُدرِكُ أنه يستحق تلك الثقة وأنّها لم تأتِ من فراغٍ؛ فقد ولـد الدكتور بني هاني من رحـم القطاع الأكاديمي وتدرج في هذا السلك حتى وصل إلى مرتبة مميزة، ومكانة مرموقة؛ فكان عميداً لكليَّة الطبِّ في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وعميداً لكُليَّة الطبِّ في الجامعة الهاشمية ونائباً لرئيس الجامعة، ونظراً لما تمتَّع به من قيم العدالة، والنزاهة، والأمانة، والإخلاص، والعمل المتقن، والكفاءة العالية، فقد احتلَّ مكانة رفيعةً، وحظي باحترامٍ على المستويين الدولي والمحليّ؛ وقد ساهم حسنُ أدائه للمهام التي كُلّف بها، بالإضافة لشخصيته التي اتسمت باللباقة والدبلوماسيّة في الحوار، كلّ ذلك ساهم في إكسابه ثقة الأكاديمين وجميع العاملين في الجامعة  أولاً والطلبة ثانياً. ناهيك أنه من قبيلة بني هاني ذات الرجالات الوطنية الذين لم يهونوا ولم يخونوا وكانوا على الدوام كبارٌ مخلصين أمناء وتاريخهم مشرفٌ ثابت الجذور ممتد النسب. تتراكض الكلمات التي تدل على الإحترام والتقدير والحصافة والأمانة والدماثة والرجولة إلى إسم الرجل، علها تنال من هذا الاسم شرفاً – شهد الله أنني لا أنافق ولست كذلك – لكنها حقيقة يحرم كتمانها. 
 
    وباعتلاء هذا الرّجلِ لمنصبه الأكاديمي الحالي ما جعلنا نركن إلى وسادة الوطن ونحن آمنين على مستقبل الجامعة، وشتى مناحي مكوناتها، وذلك ثقةً منّا بأنه يمتلك القدرَ الكافي من القيادة والخبرة في شؤون التعليم العالي، ولنا الحق في ذلك فبمجرد اعتلائه لهذا المنصب ألقى الرجل مجمل طروحات لحل الكثير من ما يحيق بالجامعة من معضلات.
 
    ومن جملة ذلك عددٌ من المقترحات والمشاريع التي يجري العمل على تنفيذها والتي ستسير بالجامعة الهاشميّة إلى الأمام آلاف الأميال؛ كحديثه عن المشاريع الكبرى والتوسعة في المباني، وخطط الجامعة الاستراتيجية ومشاريعها المستقبلية، والارتقاء بنوعية التعليم، وضمان جودته، وضرورة وجود مستشفى تعليمي تدريبي تابع لكليَّة الطبِّ في الجامعة، وأهميَّة تخصيص مستشفى جامعي لتطوير الخدمات الطبية المقدمة لأبناء المجتمع المحلي في محافظتي الزرقاء والمفرق، وتحدي المواصلات وما يعانيه طلبة الجامعة من هذه المشكلة المقلقة، والحاجة لإقرار نظام استثمار أسوة بالجامعات الأردنية الأخرى لتتمكن من تنمية أموالها، إضافةً إلى إنشاء شركة الجامعة الهاشمية التنموية المحاذية للمنطقة الحرَّة، ودورها المستقبلي في توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وإقامة مجمعين للقاعات التدريسية بسعة (6500) طالباً، وإنشاء سكن للطالبات داخل الحرم الجامعي، وإقامة مبانٍ للكليات التي لا تتوافر لها مبانٍ، واستقطاب المزيد من الطلبة الوافدين وانعكاس ذلك على تنمية المجتمع المحلي، وتحريك العجلة الاقتصادية في محافظة الزرقاء، ودور الجامعة في بناء علاقات شراكة، والبحث عن مصادر تمويل غير تقليدية من خلال التعاون والتشبيك مع وكالات التعاون الدولية والعربية والإقليمية، وصناديق دعم البحث العلمي المحلية والعربية والدولية. 
 
    وقد قرأنا مؤخراً سيناريو كتبه بعضُ المفسدين الذين يسعون للنيل من سمعة الجامعة وتشويه صورتها المشرقة، سلاحهم في ذلك الإشاعات والتسريبات؛ عن طريق توجيه التهم لرئيس الجامعة بمحاباة الأقارب واتهموه بالجهوية الإقليمية وهو لا يعرفها ولكنه لا يعرف أيضا أن تهضم حقوق الناس المستحقة من أجل درء الشبهات .
 
    ومن المعروف أنَّ اتهام الآخرين بالباطل باطلٌ بحدّ ذاته، والدكتور كمال بني هاني ليس بحاجةٍ لتقديم شهادات حسن سلوكٍ لمثل هؤلاء؛ فقد تجاوز ذلك إلى فضاءات أرحب وأسع ، ومن لديه شكٌ في سيرته العطرة وسلوكه القويم فليقرأ ويطلع على مواقفه المشرِّفة في العديد من القضايا ومتابعتة لأدق التفاصيل التي يتجاهلها غيره، إضافةً إلى أنَّ شهوة السُّلطة والمسؤولية ليست في طبيعته فقد كان يعمل بجامعة تبعد عن منزلة بضعة كيلومترات.
 
     ونحنُ لا نقبل ما ذهب إليه بعضُ مراهقي الفضاء الإلكتروني وهواة الإعلام تحت توقيع مجهول، ونتمنى من هذا المجهول أن لا يختبئ  خلف أسوار الفضاء الإلكتروني وهذا العالم المفتوح، والذي عادةً ما يعرّضُ ضعيفي الأنفس للخروج عن اللَّباقة، وقواعد الحديث، وشتم الناس في كرامتهم، وهذا شيء مشين وقبيح.
 
    وقد تساءلتُ كثيراً عندما قرأتُ ما كتبه هذا المجهول: هل نشأ الكاتبُ في أسرةٍ وعائلةٍ؟ وهل ذهب إلى مدرسةٍ؟ ألم يعرف أسس التعاملِ مع الآخرين؟ ألا توجد لديه أدنى معرفة حول منظومة القيم الاجتماعية التي تجعل من التواصل مع الآخر فناً ومتعة؟ ألا يعرفُ التفريق بين مستويات الثقافة والفكر والسلوك؟
 
    بالتأكيد مثل هذا التصرُّف ليس من أخلاقنا ولا من طبائعنا التي جُبل عليها العربُ والمسلمون عامّةً والأردنيّون خاصّة، فنحن لا نشتم ولا نختبئ خلف الجدران.. ولا بد من أنْ نتذكر بأنه لا وجودَ لمخلوقٍ على وجه الأرض لا يجيد الإساءة للآخرين، حتى وإنْ  كان أميَّا ما لم تمنعه تربيته في البيت أو في المدرسةِ أو في الجامعةِ، ولكنّ هذا المجهول وأمثاله هم أناسٌ للأسف انقرضت لديهم قيم الشجاعة والمروءة وسادت لديهم قيم الجبن، والمراوغة، والكراهيه والخداع، وهذا من علامات التخلف والتقهقر الحضاري الذي حذا بالبعض إلى التنافر والحسد والغيبة، والنميمة، وتشويه السمعة، والاغتيال في وضح النهار، وبالتالي فإنّ مصيرهم بالتأكيد الضعف والفشل. قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" صدق الله العظيم.
 
    ومما لا شك فيه أنّ كل من تعامل مع الدكتور كمال بني هاني قد عرف أنه رجلٌ نظيف اليد، عفّ اللِّسان، يحمل الإرادة والرغبة في خدمة الجامعة ويبذل جهودا كبيرة فهو يعرف جيداً ما يريد وما يمكن أن يفعله من أجل تطوير الجامعة ورفعتها يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويتعامل معهم بعدل واستقامةٍ  وشجاعةٍ،. ومتى كان المرء شجاعاً نزيهاً صادقاً متعاوناً عليه أن لا يخشى في الله لومة لائم، ونحن نعاهد الدكتور بني هاني بأننا جميعاً سنعمل من أجل الجامعة، وفي سبيلها خلية واحدة في جو من المحبة والألفة والوئام داعين العلي القدير أن يحفظه لنا، وأن يديم لنا قيادتنا الهاشمية الملجأ والملاذ الآمن إن ادلهمت الخطوب. حمى الله الوطن وقائد الوطن. وأتمنى للجميع الهدايه والنجاح والتوفيق...!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد