حديث مغترب يحمل الأردن في قلبه

حديث مغترب يحمل الأردن في قلبه

16-05-2012 05:12 PM

الأردن هو الكتاب الذي ننهل منه ثقافاتنا المختلفة ، فإن اختلفنا في الآليات إلا ان الأولويات واحدة لأن المرجع واحد . فهذا البلد لا يصغر ولا يجف ماؤه ، فهو الوحيد الذي لم يلفظ ابناؤه .

نعم عندي مصلحة في استقرار الأردن ، هو وطني وحاضن أبنائي ، وفيه حياتي وفيه مماتي ، ولكن الوطن لمن إدعى حب الوطن ولمن حمله بين ضلوعه يكبر ويتعاظم ويتضاعف حجمه في الغربة .

شنو ويش ، جذي ، دريول ، مني ، هني ، ياي (جاي) ، شونك ، السعودية ، البحرين ، الكويت ، قطر ، الإمارات ، ايران ، شيعة ، سنة ، طائفية ، مفاهيم وجمل كبيرة ، دول عربية ، بعضها فيها من التقديس ما يكفيها حتى تحمل وقاراً أبدياً ، وبعضها فيها القلب تعلق . منذ عام وأنا اسمعها ، احببت ناطقيها ، وساكنيها، والأرض التي حملتهم وستحمل غيرهم .

ولكن حبي وعشقي الذي لا ينقص بل يزيد ، مع فؤادي معلق فيك أيها الأردن . ف لله درك ما اعظمك من وطن .
لم ابتعد يوما عنك إلا إليك ، قلبي سره فيكن روحي لم تنكشف الا عليك ، في الليل ، في النهار ، صباحاً ، مساءاً ، انت عندي بعد الله .

في الغربة نعشق اسمك ، ونقدس الزمن الذي يخصص للحديث عنك ، من ذكرك بخير قدسناه ، ومن هاجمك هاجمناه بل وكفرنا بحقه في الحياة .

ولكني اصمت عندما يكون الهجوم من نسلك انت ، أحتار فيك وأتساءل : ما الذي أصاب بعض أبنائك ؟ هل هم أبناؤك من صلبك انت ؟ ام هم ابناؤك بالتبني ؟

كل الدول مقدسة لدى أبنائها إلا انت مذموم مقدوح من بعض ابنائك ، هل أنت مربي فاشل ؟ ام هو عقوق الأبناء .

العراقي يعشق العراق
السوري يعشق سوريا
الكويتي يعشق الكويت
السعودي يعشق السعودية
المصري عيونه تتحدث عن عشقه لهبة نيلهم

إلا انت ، بعض ابنائك كفروا بك وتجبروا وتواقحوا ، كما الزاني الذي أتى أمه لفسادٍ في عقله ، او حقدٍ في قلبه، ام لعدم طهارةٍ في كبريائه . هل الخلل فيك أيها الوطن ام في التربية والتنشئة ، أم هو لواط فكري أصاب البعض فإرتضى دائماً ان يكون في الأسفل .

هذه الفئة لم تعلم انك الأغلى والأعلى بإذن الله ، ولكن ولاءُ هذه المجموعة عابرٌ للقارات .

نعم عندي مصلحةٌ في استقرارك، استقرار الوطن والهوية والنظام . وما دفعني للكتابة عنك أيها الوطن العزيز الغالي هو أنك عندما تتحدث عن أي أمرٍ متعلق في أي شان ، يخرج احدهم عقله من محبسه ويقول : ( والأردن يا حبيبي شو رأيك فيه ) ، مع العلم ان الأردن يكون خارج الحسابات وخارج حدود النقاش .

هل الأردن بات الحلقة الاضعف ؟ هل كُتب على هذا الوطن ان يكون مذموماً من ابنائه ؟ هل من يدعي الإصلاح يعرف معنى الإصلاح ؟ هل من تربى في كنفك واستفاد من خبرك وأخذ حق غيره من أبنائك لديه إمكانية إنتقادك ؟

عاش الأردن دائماً حمى عربياً هاشمياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد