في سوريا: السيناريو والتغيير!

mainThumb

20-05-2012 11:55 AM

في المشهد السوري زوايا معتمة لا يمكن رؤيتها واستيعابها بمجرد متابعة اخبار الفضائيات:
- فنحن لا نعرف نتائج الانتخابات النيابية التي اجرتها السلطة مؤخراً. ما هي نسبة التصويت في حمأة المدافع والدبابات والعنف؟ كم نجح من مرشحي حزب البعث او الجبهة الوطنية أو المستقلين. لماذا لم تستقل الحكومة حسب الدستور وتتألف حكومة جديدة؟!
الذي تسرّب حتى الآن من وراء الكواليس المعتمة أن نسبة الذين ادلوا بأصواتهم هي 51%, هذا اذا سقط في الصناديق الانتخابية هذا الرقم!! وان المقاعد التي اشغلها حزب البعث هي 70% من 220 مقعداً. فهل ستكون الحكومة «البرلمانية» المقبلة هي نتيجة تسوية سياسية بين النظام والمعارضة؟ هذا قد لا يحدث ولن يحدث ابداً.
- بالمقابل فإن الزاوية المعتمة الاخرى هي زاوية المعارضة, فلا أحد يعرف لماذا تأجل اجتماعها في الجامعة العربية دون تحديد موعد جديد لهذا الاجتماع الذي سمعنا أنه سيضع كل فرق المعارضة تحت خيمة واحدة.
ثم فجّر د. برهان غليون قنبلته باعلان استقالته من رئاسة المجلس الوطني دون اعلان الاسباب.
وقبل تسرّب انباء الانتخابات النيابية سمعنا أن د. غليون كان مدعوما من الاخوان المسلمين. وأن بقية المعارضة تجد أن عمل المجلس كان متواضعاً نسبة الى الاحداث في سوريا, وديناميكية الثورة ورجالها: فهل أن ثقل القيادات الداخلية للمعارضة هي التي اظهرت تواضع جهد وفعاليات المجلس الوطني؟! وهل تم الان حساب جيش سوريا الحر في هذا الثقل؟! وهل أن قيادات هذا الجيش استوعبت المسلحين من الاخوان المسلمين, وهي تريد التخفيف من وزن قياداتهم في الخارج؟!
هذه الاسئلة تطرحها واشنطن على حلفائها في المنطقة, فواشنطن غير مستعجلة في اسقاط النظام, أو في اعطاء المعارضة دفعة أقوى.. من حيث تمويلها وتسليحها ودعمها لوجستياً, والذين اعلنوا بأعلى صوت تسليح المعارضة وتمويلها هم في موازاة الحركة الاميركية. لم يتقدموا عليها خطوة ولم يتأخروا.
هذه الدموية والعنف والاوجاع التي يمر بها السوريون, مرشحة للاستمرار مع الاسف, فالقوى الكبرى وقوى المنطقة لا تجد أنها معنية بتدخل جاد لوقف الكارثة. فالطيب الذكر هنري كيسنجر لم يجد أن الولايات مدعوة الى تدخل حقيقي في ازمة الاحتلال الاسرائيلي التي نسميها ازمة الشرق الاوسط, الا بعد حرب تشرين. فالحرب تعني أن «الازمة استوت» وصار من الممكن التدخل لفكفكتها!!
حتى الان لم تستو الكارثة السورية وعلينا أن ننتظر. فهناك من الخبثاء من يقول: يجب أن ننتظر انهاك النظام للاخوان المسلمين, فلا ينتهي الصراع الا بعد افلاس النظام كلياً, وخلع جذور الاخوان كلياً أو جزئياً. وتعود القوات المسلحة الى دورها التاريخي دون الحزب القائد, ودون أي حزب يملك انياباً ومخالب. وما يجري في ليبيا أو في مصر أو حتى في تونس ليس بعيداً, رغم التفاوت في شدة المذابح وعنف الصراع. ففي ليبيا ثم اسقاط النظام مباشرة بثمانين طائرة من الحلف الاطلسي, وبثورة الشباب. وبقيت قوة التيار الديني التي يتم الان انهاكها. وفي مصر سقط حكم مبارك وبقي العسكر والاخوان. والان جاء دور انهاك الاخوان. فالدلائل تشير الى أن احداً منهم لن يكون الرئيس. وأن وضع الدستور سينهي المجلس التأسيسي الذي نسميه مجلس النواب ذي الاكثرية الاخوانية – السلفية. وهذا من صلاحيات الرئيس الجديد والمجلس الاعلى.
نحن أمام مسرحية كبيرة فصولها.. واحدة!! واذا صحّت المعلومات عن نتائج اجتماعات الاميركي الشيخ كيري مع وزير الخارجية الروسي لافروف في العقبة, وابرزها اقتناع روسيا برحيل الاسد عن السلطة والبدء بمرحلة انتقالية يتفق خلالها ممثلو النظام والمعارضة على تركيبة الحكم الجديد. فإننا نكون وصلنا الى نظرية: الانتظار حتى تستوي الظروف الداخلية السورية!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد