هل يغضب ملك البلاد لغضب الشعب الأردني؟

mainThumb

20-05-2012 04:17 PM

كثيرة هي الحالات التي أغضبت ملك البلاد وانتصر فيها لشعبه، وكثيرة هي القرارات والإجراءات التي اتخذها سيد البلاد، ودلت عن عدم رضا الملك على هذه الجهة أو تلك، أو غضبه على هذا المسؤول أو ذاك.

من بين هذه الحالات التي تابعها الأردنيون، غضب الملك الشديد لحظة اكتشافه للواقع المزري في مراكز التربية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة في عمان،  بعد الزيارة التي قام بها سيد البلاد إلى تلك المراكز، وكانت الغضبة الملكية شديدة بقدر فداحة الانتهاكات التي طالت أصحاب الإعاقات.

جميعنا يتذكر قول ملك البلاد عندما أطلق صرخته الغاضبة  لا أريد أن أسمع أوامر من فوق ردا على الذين أساؤا للوطن وللشعب وشاب أفعالهم وسلوكهم كثيرا من الفساد في نهب البلاد من خلال انتهاج خصخصة ماكرة ومنفلتة، مستغلين رغبة ملك البلاد في استقطاب الاستثمار لتحرير الاقتصاد وإنعاش البلاد، ففسدوا وفسقوا وكان ذلك  بحجة التعليمات والأوامر التي تأتيهم من فوق .

وقبل أيام معدودات يطل علينا رئيس هيئة الطاقة الذرية د. خالد طوقان ويحط من كرامة الأردنيين ، عندما وصف الأردنيين الشرفاء من معارضي المشروع النووي بالحمير وبأنهم يفكرون كالزبالين  في تسجيل صوتي منسوب إليه.

إهانة ما بعدها إهانة ، طالت كرامة الأردنيين وتجاوزت الخط الأحمر بدرجات ، انتظرنا أيام لنرى ردة فعل الحكومة بإقالة د. طوقان من منصبه وتحويله للقضاء تمهيدا لمحاكمته ، فكانت المفاجئة لا اعتذار ولا إجراء حكومي يليق، ولا تحرك نيابي حقيقي ولا حتى تبرير منطقي، فقط كان جعجعة بالتهديد من قبل مجلس النواب ووجهاء هنا وهناك ، كان هدفها امتصاص غضب الشعب الأردني ، ثم تناسى الإعلام والنواب والشيوخ  هذه الجريمة المنكرة بحق الشعب الأردني .

غضب الأردنيين لن يمر مرور الكرام فملك البلاد سيغضب لغضبهم وقريبا جدا سوف نرى قرارات وإجراءات سيتخذها سيد البلاد ،  فهو القائل  إن كرامة المواطن من كرامتي، والذي يعرف الأردن يعرف أن ذلك قول وفعل ، فكرامة المواطن الأردني خط أحمر .

الحكومة الأردنية تستخف بعقول الأردنيين وتتخذ قرارات وتسوّق تبريرات ضعيفة تدعو للحزن على حالها وتعطي دلالة واضحة على مدى تخلفها ، بفقدانها لمهارة السياسة المتجددة ، التي لا تناسب  وعي الشعوب ، فقرارها باقتطاع (20 %) من رواتب الرئيس والوزراء لصالح الخزينة ، تمهيدا لرفع الأسعار على الشعب المقهور ، كان مكشوفا وفاضحا و كنا نتوقع  من الحكومة دعوة تطالب فيه أصحاب الملايين والمليارات الذي ينظّرون علينا بالوطنية وبعضهم يرأس أحزاب وطنية ، بالتبرع ب(20 %) من أرصدتهم  لصالح الخزينة والتي حصلوا عليها أثناء تأديتهم للوظيفة العامة عندما كان الوطن في حالة رخاء وعندما كانت المساعدات الدولية والخليجية تنهمر على الأردن بغزارة كمطر السماء ، الآن وفي حالة الشدة والعسر والمعاناة التي يعاني منها الوطن والشعب ، ننتظر منكم أن تقدموا دليلا واضحا على صدق وطنيتكم وانتمائكم للأردن ..جميعكم وبلا استثناء.

يا ساده يا كرام تجويع الأردنيين ، ودفعهم للتسول أمام الوزارات ومؤسسة الديوان الملكي طلبا لوظيفة أو طرود ذلّة اهانة لكرامتهم  ، كرامة الشعب انتهكت أكثر من مرة ، فعندما يتطاول كتاب من الجنسين على الأردنيين الشرفاء الذين أخلصوا للوطن ولقيادته الهاشمية ، فيه انتهاك لكرامة الشعب الأردني، يا ساده يا كرام الحقوق وكرامة الإنسان  ليست منّه ولا مكرمات.

نعلم أن ملك البلاد ( الملك عبد الله الثاني) يحب شعبه ويسعى للتخفيف عنه فهو القائل  إنه لا يمر يوم دون أن أفكر في كيفية تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين ، لكننا نعلم أن هناك لوبي فاعل من المسؤولين الكبار فاحت رائحة فسادهم يضعون العصي في دولاب  الإصلاح ، ومازال يضع العراقيل و بأساليب ظاهرة وأحيانا بطريقة مستترة لكن آثارها وانعكاساتها تفضحهم وتدل على خبثهم ومكرهم ،ولن يرضى ملك البلاد بإجراءات تثقل كاهل المواطنين وتحرر ذمم الفاسدين .

 غضب الشعب الأردني أصبح  كبيرا  بعدما أصابه الإحباط ، و أصبح يتساءل هل هناك إرادة سياسيه حقيقة لتنفيذ الإصلاح بمحاربة الفساد أم لا؟  فالشعب لايعنيه قانون انتخاب أو قانون أحزاب بقدر ما يعنيه انتخابات نزيهه  تضمن وصول أردنيين شرفاء لمجلس النواب ، وعودة المال العام المنهوب وتقديم الفاسدين والذين أهانوا الشعب الأردني للمحاكمة ودون إبطاء ، الشعب الأردني  يضع أسئلة أضحت بارزة الآن في شعاراته، ولم تعد تحتمل أي نوع من أنواع الصمت أكثر من أي وقت مضى ، تتطلب وضع حلول آمنه وعاجله  لمعالجة إحباط وغضب حقيقي .

الإحباط واليأس الرامي بظلاله على غالبية الشعب الأردني، ينذر بالكثير ما لم يتم تدارك الأمر، ويستدعي سرعة في المعالجة حفاظا على الوطن وأمنه، وكما عودنا سيد البلاد وقوفه لجانب شعبه، سنرى قريبا غضبه الذي يلامس غضب شعبه فلم يخذلهم سابقا ولن يخذلهم الآن .

حمى الله الوطن وشعبه من كل مكروه ...اللهم آمين
msoklah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد