الانتخابات المصرية

الانتخابات المصرية

26-05-2012 04:52 PM

ذهاب احمد شفيق مع مرسي إلى جولة الإعادة يؤكد إن الثورة المصرية لم تكن ممثلة للجميع، وان من يستخدم التواصل الاجتماعي لا يعبر عن إرادة الشعب.

مصر وانتخاباتها ستكون هي الطبيب الذي سيعلن عن إنقاذ هذا الربيع العربي أو سيعلن وفاته اليوم، فمصر للآن هي قلب العروبة وقيادتها الموجهة للإفراد. فهذا الربيع بكل ما فيه وبكل الأصوات التي نظرت له وتنبأت بمستقبله معلق الآن بنتائج الانتخابات المصرية . .

ووصول الفريق احمد شفيق إلى جولة الإعادة ، يؤكد إن من يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي ليسوا كل الشعب ولكنهم جزءٌ منه، وليسوا هم كل الإرادة ولكنهم بعضها، آن الأوان للمثقفين إن يحترموا إرادة العوام.

هذه النتائج ستقرر مستقبل الشرق الأوسط وتقرر حال المنطقة بأكملها والى أين هي متجهه، هل إلى التهدئة أم إلى التأزيم عبر ثورات جديدة وانقلابات جديدة وحروب جديدة.

إن ما أكدته الانتخابات المصرية للآن أن الثورة لم تمثل جميع المصريين وبالتالي لا يمكن أن نسميها ثورة وننقلها للأجيال القادمة على أنها ثورة ولكن من الممكن أن نطلق عليها وصف حركة سياسية مدنية سلمية أطاحت بنظام الحكم القائم بدعم القوات المسلحة، لذلك لا بد من إعادة صياغة عقد اجتماعي جديد يبتعد في محتواه عن إدارة العزل والتخوين ويتجه إلى دمج الجميع في بوتقة واحدة.

النتائج المصرية في جولتها الأولى أكدت أن الأغلبية الصامتة تكلمت اليوم، وأكدت أيضا على وجود مؤشرات سلبية يعاني منها المجتمع المصري، فالجولة الأولى أكدت نقطتين هامتين ، الأولى ارتفاع معدل الأمية في مصر والثانية إن الأرياف ليس لديها اهتمام في الشأن السياسي وبالتالي ظهر لدى الناخب المصري أمية من نوع آخر من الممكن إن نطلق عليها وصف الأمية السياسية.

هذه الانتخابات أكدت حقيقة أخرى وهي إن ميدان التحرير ليس هو الشعب المصري، فالأغلبية الصامتة تكلمت اليوم ونطقت الآن، وقدمت دليلا على ان من رفع صوته في مصر لم يكن يمثل كل المصريين، بغض النظر عن مدى صلاحية النظام الذي سقط.

الأغلبية الصامتة هتفت اليوم : يسقط ميدان التحرير.

نتيجة للانتخابات المصرية لا يسعني إلا إن أتقدم بخالص الشكر والتحية والتقدير على تفهم جلالة الملك لمعنى الحراك الشعبي وحرصه على حفظ ارواح المواطنين وهذا ليس بالشيء الغريب عن نظام الحكم الهاشمي، فلقد سجل التاريخ السياسي للأردنيين حرصهم على أرواح المواطنين وابتعادهم عن الحديد والنار في الحكم. لدرجة إن النظام السياسي جند كوادره الأمنية لحماية المسيرات والاعتصام التي طالبت بالإصلاح ومحاربة الفساد.

وأسجل أيضا تقديري الكبير للمعارضة الأردنية التي مثلت حالة حضارية واعية لما تريد بعيدا عن اللجوء للعنف السياسي.

من أعماق قلبي أدعو أن يحفظ الله الأردن وجلالة الملك وشعبنا الطيب الطاهر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد