قرارات حكومية والضحك على الذقون

قرارات حكومية والضحك على الذقون

28-05-2012 08:58 PM

 كم نحن بسطاء إن صدقنا ما يقولون، وكم نحن مغفلون إن استمرينا بالتهليل بالقادم ، وكم نحن طيبون إن صدقنا أن الغد أفضل في ظل استمرار الماضي، وكم نحن وطنيون إن استمرينا نصدق ما يقول السماسرة في الوطن، وكم نحن متجذرون داخل الصخر إن استمرينا نرفض أن نبيع أو نقبض أو نفاوض على التراب، وكم نحن رجعيون جدا إذا استمرينا بالولاء الأعمى ويطلب منا أن نغمض العينين ونلتمس في السراب آثار الصالحين، وكم نحن يائسون إن ظننا أن الفرج يأتي به السجان وأن الفرح يأتي به من  يتاجر بقلوب الأطفال وبتاريخ الأمة. 

أي قلوب أطفال نملك لنصفق للنائب وأي حماقة وأي دور لعبناه يوم الانتخاب، كم ذهبنا بكل حمية وعصبية إلى الصناديق وكاد الأخ  أن يقتل أخيه .. وكادت داحس تبعث في كل قرية بينما النتائج طبخت بليل، أي نواب هؤلاء الذين أجلستهم  الحكومات وأذرعها المختلفة على كاهل المواطن الاردني، أي حق  نرتجيه  من أمر نشأ على باطل؟  وأي صوت سوف يعلو وهو مكبد بقيود التزوير والهدايا والعطايا والركوع ... أي مستقبل للاردن نأمل والسلطة التشريعية فاقدة للشرعية، أي قوانين سوف تخرج من بين يدي من قبل الايادي ليسرق مقعد الآخرين، أي عزة يرتجى ممن دخلوا المجلس من باب الذلة والمسكنة والمال والبيع والشراء، أي ديمقراطية  ننتظر من مجلس يمارس التخويف ويشن بعض أعضاءه الهجوم اللفظي والجسدي بلغة البلطجة السياسية على كل من ينادي بالإصلاح حتى وأن كان من داخل المجلس نفسه. 
 
أي تضحية تلك التي يتحدث عنها أصحاب المعالي من أجل الاردن؟  أي تفاني في سبيل هذا الوطن، أي تبرع سخي ب 500 دينار من اجل دعم الموازنة، أي مبلغ عظيم هذا المتحصل 15000 دينار شهريا، وهل سوف تتبخر العشرين مليار  من هذا الاقتطاع الاعلامي، اليس من الأولى التخلص من ثلاث وزراء من الحمولة الزائدة ليتم توفير المبلغ اذا كانت الغاية صادقة غير إعلامية؟  كم من الحكومات جاءت بشعار عدم البحث عن شعبية رخيصة ؟ ..فهل رضى الشعب رخيص؟ وإذا كنا لا نبحث عن الشعبية لماذا نهدي النواب الرواتب التقاعدية؟ ولماذا نهدي النواب حقائب وزارية دون أن يكون لهم حاجة أو عمل سوى الرواتب والسيارات والدعاء لمن كان السبب في نعمته. أي رئيس سينقذنا وقد وعد بحكومة رشيقة ليصطدم بالواقع بأن الحكومات أفسدت مؤسسة الدوار الرابع، وأفسدت الذوق السياسي وأفسدت التقاليد السياسية ، فما كان منه إلا أن فتح باب القطار ليركب كل من يمشي بموكب نائب أو بحلقة لوبي أو دائرة مال حتى وصل الحال أن نشفق عليه إن حمل عبئا ثقيلا وتتراكم الأحمال يوما بعد يوم فلا هو قاصد الجبال في ظل الفتنة ولا هو موسى ليفجر الصخر ينابيعاً .
 
في حقبة الضياع  - التي مازلنا نعيشها - جاءت إحدى الحكومات وقررت  سحب سيارات المرسيدس من الوزراء تخفيضا لاستهلاك البنزين .. وهللنا للقرارات وكتب أصحاب الأقلام المأجورة أساطير في نبل الحكومة وعفة الرئيس وتسارع المسؤولون في كل الدوائر لوقف سيارات المرسيدس... وفي نفس الوقت تم شراء سيارات  بي ام للسادة الوزراء... وتم تحميل الموازنة كلفة رأسمالية لامعنى لها... بل الأدهى من ذلك أن سيارات المرسيدس تم تحويلها لغايات خدمة البيوت... أي مؤسسات هذه .. وأي مواطن هذا الذي يصدق بكل براءة نبل اللصوص؟
 
كيف نصدق أن الحكومات التي فشلت في بناء شقق سكنية للفقراء قادرة على إنشاء مفاعل نووي؟؟  وحكومات عجزت عن الاستثمار في التراب فباعت الفوسفات والاسمنت فكيف ستنجح في استثمار اليورانيوم ؟ وحكومات عجزت عن محاسبة أي لص كيف لها أن تمنع سرقة المقاعد النيابية مستقبلا؟  ومؤسسات (إن كان لدينا مؤسسات) عجزت عن حماية الأيتام في دور الرعاية كيف يمكن أن تؤتمن على مستقبل الأطفال؟ وحكومات امتهنت الكذب فكيف يمكن أن نصدقها مرة اخرى؟؟
 
على الجانب الأخر من يتبرع من قوت أولاده من القوات المسلحة والأمن العام والمواطنين لغاية دعم الموازنة هو مثال يحتذى وكل الاردنيين على استعداد ان يفعلوا ذلك ويقطعوا من لقمة الخبز لأجل الوطن ... ولكن لماذا وصلنا إلى هذه الحال؟؟ وإلى متى هذه الحال؟؟ 
 
نحن على استعداد أن نصوم طويلا  ولكن اخبرونا متى ينتهي شهر الصيام؟؟ ولدينا القدرة أن  نحارب المستحيل من أجل اقتصاد الوطن ولكن متى ستنتهي المعركة؟؟؟ ونحن على استعداد لنرهن الابناء للبنك الدولي ولكن اخبرونا كم من الأجيال يجب أن نرهن؟؟؟ وعلى استعداد  أن ننسى سرقة أموالنا.. ولكن اخبرونا متى يشبع اللصوص؟؟؟ ونحن على استعداد ان نهتف للوطن ولكن اخبرونا ماذا أبقيتم منه؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد