النظام العاجز عن تأمين الحماية للمواطنين يجب أن يستقيل أو يرحل

mainThumb

30-05-2012 01:01 PM

دون خوض جدلي عقيم فيمن ارتكب مجزرة الحولة المروعة التي ذهب ضحيتها مئات المواطنين من النساء والأطفال, يجب أن تكون هذه المجزرة نقطة فاصلة في تاريخ سورية, فليس من المعقول ولا المنطق أن يختبئ النظام خلف مقولة "جماعات ارهابية مسلحة" طوال ما يزيد على عام, وقد ملأ المدن والأرياف بالدماء والأشلاء والفوضى والرعب والمقابر الجماعية والتدمير والتشريد, ورائحة الدم والجثث المتعفنة تملأ الآفاق.
ودون خوض أيضاً في المواقف السياسية والاتجاهات الأيديولوجية للنظام ومخالفيه, ودون خوض في التاريخ والإنجازات, يجب أن يعترف النظام أنّه بتشبثه بالسلطة إنّما يذهب بسورية دولة وشعباً إلى التدمير والهلاك والفوضى, كما أنّه أصبح عاجزاً باعترافه المؤكد عن توفير الحماية لشعبه ومواطنيه, ولذلك إذا كان لديه ذرة من شرف مدّعى أو قطرة حياء من شعبه ومن الرأي العام العالمي أن يقدم استقالته, ويعلن وقف هذه الحرب المجنونة, ووقف هذه الفوضى, وأن يقدم مصلحة الدولة والشعب على مصلحته الفردية والحزبية والطائفية.
النظام الذي مكث أربعين عاماً في حكم عائلي وطائفي بثوب حزبي وكل ما لديه من أجهزة متطورة وجيوش وأسلحة, استطاع تأمين الحماية المطلقة لحدود الجولان, هو عاجز الآن بحسب تصريحاته الإعلامية عن وضع حد (للعصابات المسلحة المزعومة) التي تعيث فساداً في كل سورية شرقاً وغرباً, فما هو مبرر وجوده, لو حتى كان يحمل كل شعارات النضال الثوري ويستعمل كل مصطلحات الصمود والممانعة?
النظام وحده القادر على وضع حد لتدمير الدولة ووضع حد لسيول الدماء التي ملأت الأرض السورية, وهو وحده القادر على وقف هذه الفوضى المجنونة; بأن يعلن مبادرة تنازل طوعي عن كرسي الحكم, تحت إشراف عربي إسلامي دولي, من أجل تشكيل لجنة محايدة تضع ميثاقاً جديداً يؤسس لحكم ديمقراطي حقيقي, يقوم على اختيار شعبي نزيه ويسمح بالتعددية السياسية والحزبية لكل الاتجاهات الموجودة على الأرض السورية بعدالة ودون استثناء.
إنّ مجزرة "الحولة" تدعو كل عربي أولاً وكل مسلم ثانياً, وكل إنسان يحمل المشاعر الآدمية, أن لا يستمر بالصمت والتواطؤ على هذا الذبح وهذا التقتيل البشع, ويجب تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للنظر في مرتكب هذه الجريمة وكشف الحقائق أمام الإعلام العالمي بوجه لا يحتمل التشكيك أو التضليل والخداع, ويجب أن يترتب على هذه النتيجة تحول جذري في كل الموقف البشري إزاء المجزرة الإنسانية البشعة, وحرب الإبادة التي تجري في سورية بتواطؤ كل القوى الدولية والجامعة العربية الهزيلة التي كانت طوال حياتها عبئاً على الشعوب العربية المنكوبة بحكامها وأنظمتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد