اتركوا لي وطني الصغير
منذ ثلاثين عاماً وانا أقوم بنفس الطقوس، مع دخول حزيران، اهجر الغرف الضيقة المجللة بالستائر والهدوء والعتمة، واخرج فراشي العتيق، لأنام في «العريشة» المفتوحة على الفضاء والضوضاء والنجوم..اتفاعل مع الفراشات السوداء اللاتي يدخلن خلسة في «شباحي» ومع العناكب الصغيرة التي تخرج من مخابئها فور اطفاء الضوء وتتعربش على ذراعيّ المكشوفتين..كما أمارس هواية قذف «الصرامي» على القطط المتشاجرة أو التي تمهّد لخلوة غير شرعية على مقربة مني..
النوم في «العريشة» يشبه الى حد بعيد تحريك إبرة الراديو..فجأة تسمع الى أحاديث عابرة يطلقها جيران الشقق العالية حول وصول «الخزّان لنصّه» أو «تحت المواسير بشوي»..واحياناً تمر سيارة ببطء تسمعك مووايل «لحاتم العراقي» للحظات وتختفي..يتبعها بكاء طفل من احد البيوت القريبة وصوت خشن يطلب من ام الرضيع بلهجة مستفزّة « سكّتي هالهوا»..ثم تتصاعد رائحة احتراق عشب خفيفة..ويبرز صوت جرجرة حاوية من والى احد زوايا الحارة، بعد دقائق..ينتشر دخان معسل «تفاحتين» و»بقبقة خفيفة...وأحد الساهرين يقول لأحد المارين من تحت بلكونته بصوت رفيع «تفضّاااااال»...
منذ ثلاثين عاماً و انا أحتفظ بأغطيتي وفِراشي الذي لم يتغير الا مرة واحدة، عند انتقالي من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة حيث استطال لحافي قليلاً وزاد مستطيل فرشتي التي أنام عليها شبرين إضافيين..اما وسادتي «الزهرية» فهي ثابتة منذ ذلك التاريخ عندما سُلّمت لي أول مرة...ولم أرض بتنجيدها أو تغييرها أو استبدالها برغم كل المحاولات التي جرت طوال سني العمر، فهذه الوسادة قد قطعت مئات الآلاف من أميال الأحلام، ومر فوقها أطياف موتى وصور نساء جميلات لم اصادفهن وأوطان وضياع ووداع ونزف وطفولة...أخاف ان تم تنجيدها او تبديلها الا أعود للأحلام من جديد، ولأنني بأمس الحاجة في هذه الأيام لان احلم...ولأن (الفِراش مثل الوطن..أول ما يشترى وآخر ما يباع او يفاوض عليه)...ارفض المساس به على الاطلاق..
لا أريد شيئاً من هذه الدنيا..سوى وسادتي وفراشِي العتيق وكائناتي الخارجة من دماغ الليل..فبهذه الاشياء فقط اصنع وطني الصغير!!
ahmedalzoubi@hotmail.com
وفاة الفنان السوداني عبد القادر سالم
تصريحات جمال السلامي لملاقاة المغرب
تشكيلات منتخبات نهائي كأس العرب
أيتن عامر تتعاقد في مسلسل حق ضايع
وفاة شقيق مدير التصوير جلال زكي
شيرين عبدالوهاب تكشف وضعها الصحي
استدامة الاحتلال: بين تدوير المواقف ورمادية الصياغات
«قوة الاستقرار الدولية» في غزة امتحانٌ عَسير
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
البدء بإنتاج أول سيارة كهربائية طائرة
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة الصناعة والتجارة .. تفاصيل
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
التربية تستغني عن 50 مدرسة مستأجرة
الزراعة: 451 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني 25
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
سعودية تُعلن نفسها أميرة المؤمنين وتدعو لمبايعتها
مجلس النواب يصوت على الموازنة .. الخميس
اليرموك: مبادرة من "كلية الشريعة" لتعزيز القيم في المدرسة النموذجية
