.. ليست أسود وأبيض!

mainThumb

07-06-2012 01:12 PM

.. نحن لسنا مع الإخوان المسلمين حين نتعاطف مع الثورة السورية، وندعو إلى إنهاء النظام الدموي فيها، كما اننا لسنا ضد الإخوان المسلمين حين تكون لنا رؤية مختلفة لما يجري في مصر. ذلك ان العملية الفكرية ليست حالة تعصب قبلية فنكون ضد أو مع طريقة: وما أنا إلا من غزيّة ان غزت. ولعلنا في موقفنا من اندفاع الإخوان في مصر.. نكون إلى جانبهم، فمشاكل مصر الاقتصادية والمالية والثقافية خطيرة إلى حد لا ينفع معه «تكويش» حزب واحد على مجلس الشعب والشورى والحكومة ورئاسة الدولة، وعزل كل الشعب المصري عن قوى الحكم، فلا يبقى إلاّ الجيش، ولا يبقى للجيش سوى.. الانقلاب!!.
في سوريا هناك إخوان مسلمون يشكلون العمود الفقري لقوى الثورة. لكن أداءهم داخل ائتلاف القوى الأخرى يدعو إلى الاعجاب، مع أن أحزاب سوريا القديمة: الكتلة الوطنية، وحزب الشعب، والحزب الاشتراكي تكاد تكون مندثرة. وأحزاب سوريا العقائدية: الشيوعي، والحزب السوري القومي, والناصريون وجدوا أنفسهم في الجبهة الوطنية التي يتزعمها حزب البعث. وقد لاحظ المراقبون أن الشيوعيين والسوريين القوميين وبعض الناصريين والبعثيين انضموا إلى الثورة أو انهم لم يلتزموا بالنظام. وقد انشق القوميون السوريون بين حزب في لبنان متحالف مع حزب الله ومع النظام السوري، وحزب في سوريا ضد حزب الله والنظام!.
لا نستطيع أن نرى ما يجري في مصر وما يجري في سوريا بمنظار واحد، وأن نقيس اخوان مصر باخوان سوريا. فالظروف المختلفة تنتج مواقف مختلفة. وبالنسبة لنا في الأردن فإنّ لنا أيضاً حساباتنا, فنحن لم ننضم إلى المعسكر العربي الحاد الاتجاه في نظرته إلى سوريا، وبطبيعة الحال فنحن لا نستطيع لألف سبب أخلاقي وسياسي أن نساند نظام بشار الأسد. مع قبول ما يقبله الاجماع العربي!!.
الدنيا ليست أسود وأبيض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد