ملوك العرب (2)

mainThumb

09-06-2012 01:04 PM

عبدالله الأول

هو عبدالله بن الحسين صاحب النهضة العربية الأخرى وموقظ قومه من رقدتهم ومؤسس ملكهم بن علي بن محمد امير مكة بن عبد المعين بن عون وامه عابدية بنت عبدالله بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محمد بن الحسين بن عبدالله وهو الذي تنتمي اليه العبادلة من شرفاء مكة .

هو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي ،ولد بمكة عام 1882م، قضى طفولته بين المدينة المقدسة مكة المكرمة والطائف ، وفي عام 1921 اسس امارة شرقي الاردن والتي اصبحت في عام 1946 المملكة الاردنية الهاشمية ، ويعتبر الملك عبدالله بن الحسين احد ابرز قادة الثورة العربية الكبرى ومن المخططين لها مع انه لم يكن اكبر انجال الشريف الحسين بن علي وهذ دليل على ثقة الشريف بالملك عبدالله الاول ودليل على كفاءته وقوته الفكرية وحسن قيادته العسكرية وليس هناك دليل على حنكة هذا الشاعر الكبير والمفكر القدير والملك الجليل اعمق من متابعة ابناء الحسين بن علي لنجد انه الوحيد الذي عبر بامارته الى بر الامان نتيجة للعقد الذي صيغ بين جلالة الملك عبدالله الاول وبين من سكن الامارة.

فلقد برع جلالة الملك عبدالله الاول في صياغة خطاب عربي قومي ديني جمع فيه العشائر والقبائل الاردنية حول كلمة سواء قدم فيها الملك قاعدة العدل اساس الملك وقدمت فيها العشائر الولاء الذي مازالت ألحانه تُعزف الان .

وعند الحديث عن حياة جلالة الملك عبدالله السياسية لابد من الاشارة الى انه قد انتخب في سنة 1909 نائباً عن مكة في مجلس النواب العثماني ، وشارك الى جانب الحسين بن علي المفاوضات مع بريطانيا من اجل الوصول الى اتفاق يضمن خلاص العرب من اعواد المشانق التركية .

ويرجع الفضل للسياسة التي مارسها الملك عبدالله الاول مع مع الفلسطينيين في الوصول الى الوحدة التي اعلنت عام 1950.

واعتقد ان تأثير الملك عبدالله الاول قد انتقل الى جلالة الملك عبدالله الثاني عبر الملك الحسين بن طلال الذي قال عن الملك عبدالله (هو الذي علمني ان افهم افكار شعبي والتزامات المنصب الملكي وكيفية مواجهة الخصم بنجاج ).

لقد نقلت الخبرة الملكية الهاشمية من جيل الى جيل وعبر فترات زمنية متباعدة والذي يتابع عبدالله الثاني وهو يمارس مهنته كملك يشعر وكأنه يقرأ حياة الملك عبدالله الاول . فالحكم عند الهاشمينن لم يكن يوماً عرشاً يُملك ويحكم ولكنه رسالة عنوانها الانسان الذي يعيش معنا فلم يسجل التاريخ السياسي للهاشميين حقدهم على المجتمع او انهم انزلوا عقوبة اعدام لسياسي ولكن الصيغ التوافقية هي دائماً هدفاً لهم وليس أدل على ذلك من حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على المحافظة على دماء من يشارك في الحراك ومن يطالب في الاصلاح .

بتاريخ 1951/7/21 استشهد الملك عبدالله الاول على ابواب المسجد الاقصى ولكن وهج الثورة لم ينتهي ونارها لم تنطفئ ،والاستقلال لم يضيع على الرغم من الامواج التي اجتاحت منطقة الشرق الاوسط . فملوك العرب ليسوا اشخاصا تحكم برغبات داخلية ذاتية ولكنهم مؤسسة عرش ترعى مصالح البلاد والعباد .

رحم الله عبدالله الاول المؤسس الذي كلما احتفلنا باستقلال او عيد نهضة حضرت روحه الينا

عاش الأردن دائماً حمى عربياً هاشمياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد