نظرة في تفجير دمشق

mainThumb

18-07-2012 08:21 PM

 تفجير مبنى الآمن القومي في دمشق عملية كبيرة . ومؤثرة ولن يختلف على ذلك اثنان , ولكن وكما يقال أن منفذ العملية هو احد الحراس المقربين لبشار , فيكون السؤال هنا , لماذا يوجد هنا , ليس لها إلا احتمالان 

1) أن يكون بشار موجودا أو احد من عائلته,
 
2) أن يكون بشار قد خرج من دمشق فيكون الحارس قد التحق بالمبنى للحماية .
 
أنا أرجح الخيار الثاني , حيث أن هناك أنباء تواترت عن هروب بشار بمجموعة سيارات  , 
 
وبهذه العملية المفاجئة في التوقيت يكون النظام السوري قد فقد 80% من قياداته المؤثرة حسب ما ذكرت الواشنطن بوست  , وهي ما كان يسمى بخلية معالجة الأزمة , منهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس الأركان ورئيس المخابرات . وعدد كبير من القادة الآمنين . 
 
ماذا يعد ؟ 
 
هل يستمر النظام السوري بالمكابرة ؟ ويستمر في قتل وقصف وتدمير سوريا حتى ينال مصير القذافي ؟ 
 
أي عاقل يقول لا , ولكن هل النظام السوري عاقل ؟ هل بشار عاقل ؟
هذا ما أشك به . 
فالنظام السوري يعتمد في بقاءه على تحالفات طائفية داخلية وخارجية , ومثل هذا النظام لا شرعية حقيقية له .  فهو يعتمد على الطائفة العلوية , وليس كلها ولكن وبصراحة الكثير منها , وتحالف مع الجارين الشيعيين نظام المالكي في العراق وحزب الله في لبنان , من خلال تحالف الجميع مع الولي الفقيه في طهران , على مده بالمال والرجال , وعلى نظام بوتين في روسيا , لأن روسيا بفقدها للحليف الوحيد على البحر المتوسط  ستكون معزولة نهائيا عن المياه الدافئة. 
ولكن هذه النوعية من الشرعية هي اقرب للاشرعية , فهي واهنة كبيت العنكبوت , فهاهو وزير الخارجية الروسي يتراجع عن دعم نظام بشار ويعلن ان معركة حاسمة تدور.
 
هذا درس لجميع الحكام , الشرعية الحقيقية تنبع من الداخل , من الشعب , وليس من الخارج , وأي حاكم يحاول الخروج على الشرعية الشعبية فبقاءه في السلطة مؤقت , طال الزمان أو قصر , قد يختلف السيناريو من دولة إلى أخرى ولكن النتيجة النهائية واحدة , 
نتذكر ما قال أبو الغيط وزير خارجية مصر عندما سئل , مصر ليست تونس . ونتذكر ما قال سيف الإسلام القذافي قوله , ليبيا ليست تونس أو مصر , ونتذكر قول على صالح , اليمن ليست مصر أو تونس , ونتذكر قول بشار ووزير خارجية وليد المعلم , سوريا ليست تونس أو مصر أو ليبيا . 
كلهم تصوروا أن سيناريو الثورات واحد , ولكن الحقيقة أن المنشأ والنهاية واحده ولكن الطريق مختلف , وكل الطرق تؤدي إلى روما . هذه هي الحقيقة التي رفض بشار الاستماع لها كما رفض القذافي من قبله , وهذه هي النتيجة .
رحم الله ملك ليبيا الملك الصالح المغفور له بأذن الله إدريس السنوسي , الذي تنازل عن الحكم ورفض عروض بعض قطاعات الجيش  محاربة الانقلاب الذي قام به القذافي ورفض عروض جاءته من  بعض القوى العربية بإعادته للسلطة , رافضا إراقة  قطرة دم واحده . 
وكذلك البطل السوداني الرئيس سوار الذهب , عندما رفض التمديد لنفسه , مع وجود الكثير من المطالبات ببقاءة , ونقل السلطة للشعب .
 
السلطة لله ثم للشعب , ومن الشعب تستمد الشرعية السياسية , وعندما يسقط الشعب الشرعية السياسية عن الحاكم , يجب عليه أن يتنحى , هذا إذا كان يحب وطنه ويحب شعبه , أما من يقاتل ويدمر شعبه من اجل السلطة , فهو مجرم وقاتل . ومغتصب للسلطة , 
أتمنى أن يكون فيما حدث ويحدث وسيحدث درسا واضحا , 
 
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد