هيّة هيّة

mainThumb

27-07-2012 03:10 PM

 لا أجد تشبيهاً أقرب لما بتنا نعايشه في ساحات مجلس النوّاب ورئاسة الوزراء ، إلّا بسولافة جارتنا أم شادي ، أو ربّما كمفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل ، فلأكثر من خمسين عاماً كان العرب يجلسوا على تلك الطّاولة " طاولة المفاوضات " ، وكل منهم يلقي خطابه ، ويكمله بعد ان يبلّ ريقه بشربة ماء ، ثمّ يغادر طاولة التفاوض ..جلس العرب .. ألقوا خطاباتهم .. غادروا طاولة المفاوضات .. هكذا .. لأكثر من خمسين عاماً ، حتّى انّهم ما عادوا بخُفيّ حُنين ، بلْ عادوا بلاهما .. وهكذا أعزّائي القرّاء ، أضاع العرب أعمارهم  وبُحّت أصواتهم ؛ من الخطابات دون جدوى .

 
 
    هذا هو أيضاً حال جارتنا أم شادي ، التي تاتي لنا في كل يوم بسولافة ، ينتهي النّهار وسولافة جارتنا أم شادي لا تنتهي ، حتّى أنّ سواليفها أصبحت مكرّرة، وهكذا دون فائدة تُذكر ، هل أصبح حال مجلس النوّاب ، ورئاسة الوزراء، كحال المفاوضين العرب ، وكحال أم شادي ، فكما المعتاد يستّهم كل نائب ، ليلقي خطاباً لا يكاد ينتهي ، تطرب الآذان لسجعه   لكن .. دون فائدة تُذكر..!
 
 
    وهل أصبح حال إخوتنا الوزراء كما النوّاب ، وكما العرب ، والجارة أم شادي ، لست أدري ..؟! ربّما..!  لم نعد نرى أي ثمار نقطفها من مفاوضاتهم وخطاباتهم ، الّتي حفظناها عن ظهر قلب ، فالبيان الإنتخابي هو نفسه ، في كل مرّة ، وأيضاً سولافة ، عفواً ، أقصد بيان الوزراء ، هو نفسه ، حتّى المواطن أصبح له نفس ردّة الفعل ،  فقط يهزّ رأسه ، لأنّه فقد الأمل ، يئس وملّ ، وبات لسان حاله يقول : " هيّة هيّة  " فإن أتت مفاوضات السلام بنتيجة مع الإسرائيليين قبل خمسين عاماً ، سنقطف ثماراً من خطابات النوّاب والوزراء ..هيّة هيّة ..!!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد