التعيين في المؤسسات الصحفية والإعلامية

mainThumb

01-08-2012 09:41 PM

 هذه المؤسسات الإعلامية والصحفية، تعد مطمعا لخريجي الجامعات وأصحاب التخصصات ذات العلاقة، لكنها ما زالت تستقطب الموظفين بطرق عجيبة.

 
فأنت تسعى للعمل في أي من هذه المؤسسات، ويتدخل من أجلك وزراء ونواب وصحفيين، وتبذل من أجل ذلك الجهد والتعب والمراجعات، ظنا بأن الفرصة في الوظيفة في أي من هذه الدوائر هي الأفضل والأسهل معا.
 
وبعد أن تصل الى أكثر من طريق مظلم، في هذه الأيام التي يشرق فيها الربيع العربي الذي زلزل عروش الطغاة، تكتشف أن الفساد وأزلام الفساد هم الطغمة التي تتنفذ، وهم القلب الذي تتنفس منه الأوردة والشرايين دما اسودا فاسدا.
 
وتجد وأنت في لحظة سرحان موحش، أن الذي نسمعه عن الإصلاح وعن التغيير وعن المستقبل ما هو الا تدليس و أضغاث أحلام، فالوظيفة تخرج في العادة من يد فاسد، والأمثلة على ذلك في الأردن ليس لها حصر، من أجل الابتعاد عن التهويل والتخوين والتزوير.
 
فجأة بعد أن تتعب وأنت خريج جديد من الجامعة، تسعى لاقتناص وظيفة، وبعد ان تتأكد ان هذه المؤسسات ليس فيها موضع قدم لموظف جديد، تتفاجأ، وقد تصاب بالدوار أو الصرع، حين تجد ان أبواب الوظيفة فتحت في الوكالة والصحيفة اليومية والتلفزيون لشخص واحد، من أجل نهب ثلاث فرص للعمل، لثلاثة بائسين ويائسين، الى جانب وظيفته الأصلية الرابعة.
 
الا يعني ذلك قمة الفساد، وقمة الإرهاب وقمة الدفع باتجاه الحقد على البلد وعلى كل ما يتحرك فيها، والكفر بكل ما نسمعه من شعارات كاذبة عن الفقر والبطالة.
 
هذا الذي نراه من تجاوزات على أرزاق وحقوق الناس، بطرق بلطجية، لا تحسب قيمة للإنسان ولا تعرف له من كرامة، ليس من باب ان الذين يجري تعيينهم بطرق غير نظيفة، هم العباقرة والمنقذين، بل هم الأقل أداء وانتماء وانجازا.
 
في مثل هذه الحالات، عند تعيين شخص واحد في أربع وظائف في لحظة واحدة، وهو موظف على رأس عمله، أو ان إشارات وصلته لتقديم استدعاء للانتداب الى دائرة أخرى، فيما الصحف اليومية لا تحتاج الى أي استدعاء،  لمن يا ترى المفزع والرجاء والأمل والملاذ ؟
 
لمن تشتكي والقاضي هو الخصم، ولمن تشتكي إذا كان القاضي متناوما أو مغيبا، ولمن تشتكي إذا كانت البلد نهبا على هذا النحو من الانفلات، فيما الدجل والكذب يتسيد، ويعلي الصوت بأن الأردن بلد المؤسسات ؟  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد